web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

مجازر مخيم جباليا| مأساة عائلة حجازي وآلام ثلاثة ناجين منها (7)

تم نشره منذُ 12 ساعة،بتاريخ: 23-11-2024 م الساعة 07:05:15 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-2156545.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

لا أعلم إلى أين سيأخذني قلمي في رصد وتوثيق مئات المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق أهالي مخيم جباليا شمالي غزة، وسط جرائم الإبادة المستمرة على القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. لكن كلّ ما أعرفه أنني خذلت نفسي ودماء شهداء الحيّ الذي أسكنه، حين انتظرت كل هذه المدة للبدء في الكتابة عنهم. ولأنه لا وقت للتبريرات، فإنّ هذه الشهادات بمثابة بوابة على مئات القصص عن شهداء في مخيم جباليا مُسحوا من السجلّ المدني، في الوقت الذي تستمر فيه آلة الحرب بحصد المزيد من أرواح الأبرياء.

بعدما أنجبت أمّي شقيقي محمد، في شتاء 1995، تعرّضت لوعكة صحية ألزمتها الفراش، تعافت بشكل تدريجي، ولكن المرض أصاب شبكة الأعصاب في قدميها، مما صعّب عليها مهام رعايتنا، ومن بينها تحضيرنا صباحا للذهاب إلى الروضة، خاصة أننا كنا ثلاثة أطفال في أعمار متقاربة.

في ذلك الوقت، كانت الجارة عصمت حجازي إحدى صديقات أمّي المقربات، منزلها يبعد عن منزلنا في حي السنايدة "بلوك 6" الواقع بعمق مخيم جباليا قرابة نصف متر، وقد تكلفت برعايتنا كما ترعى أطفالها الثمانية. كل صباح، كانت تأتي عصمت (57 عاما) إلى منزلنا، تجمعنا بحقائبنا وتأخذنا إلى منزلها، تُجهزنا رفقة أطفالها على التوالي، استعداداً للذهاب إلى الروضة، أو الفترة التمهيدية قبل مرحلة المدرسة. استمر هذا الحال طيلة الموسم الدراسي، لم تغب عنا يوماً، كانت تعاملنا بلطف شديد، أذكر أنها كانت تعدّ لنا الشاي و"سندويشات" من الزعتر والجبن، ثم سرعان ما تعود إلى منزلنا لترتبه.

تلك المرأة، كانت شديدة اللطف والدفء، تعاملنا برفق كما تعامل النباتات التي زرعتها في ركن منزلها، إذ خصصت مساحة صغيرة لنبات الريحان والنعناع، وحوض من ورد الجوري...، وكانت تربي قطة وأرنباً صغيراً. ومما أذكره أنه بشكل شبه يومي، كانت نساء الحي يتوافدن عليها من أجل أخذ النعناع والريحان، خاصة أن ورق الأخير ضروري جدا في بعض الأكلات الفلسطينية كالبامية...

صديقة أمّي عصمت، كانت مميزة بإنجاب التوائم، أنجبت من الإناث، آلاء، ولاء، شيماء، إسراء، إسلام، رواء، فيما كان التوأم محمد وأحمد من الذكور. أحمد الابن الأكبر لعصمت، عمره تقريبا (35 عاما)، يعمل مصوراً حرّاً، وحصل على جوائز عدة في مهنة التصوير، تزوّج قبل ثلاثة أعوام من داليا ظاهر (29 عاما).

تُصنف عائلة حجازي من العوائل الفقيرة في مخيم جباليا ولكن معظم أفرادها من الحاصلين على شهادات جامعية، آلاء وولاء، حصلتا على شهادة جامعية في التعليم الأساسي، كما أن التوأم شيماء وإسلام خريجتا قسم اللغة العربية. أما إسراء فكانت تدرس المحاسبة، فيما كانت رواء في مرحلة التوجيهي.

يوم المجزرة في مخيم جباليا

زوج عصمت ووالد الأبناء الثمانية، كمال حجازي (62 عاما)، مع بداية حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، كان يعمل داخل الأراض المحتلة في مجال البناء، وأصبح عالقا هناك.

عصر يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سقطت قنبلة كبيرة على بيت عائلة حجازي، وتحول ذلك المنزل المغطى بالقرميد وجدرانه المصنوعة من الطوب الرملي القديم إلى حفرة كبيرة من بين 40 منزلا، وكانت مذبحة حي السنايدة الكبرى في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

معظم من كان في المنزل ارتقى شهيدا، منهم من عُثر على جثمانه، ومنهم من تحول إلى أشلاء، بكثير من الإعجاز الرباني نجا محمد (22 عاما) وشقيقته إسراء (25 عاما) ولم يتعرضا لأذى، فيما كان أحمد خارج المنزل يصفف شعره عند الحلاق.

وشهداء عائلة حجازي هم: عصمت (57 عاما)، آلاء (33 عاما) ولاء (33 عاما) ، إسلام (31 عاما)، شيماء (31 عاما) رواء (16 عاما)، داليا ظاهر (29 عاما).

يقول محمد عن تلك اللحظة:" كانت أمي جالسة في صحن المنزل، وبعض شقيقاتي مشغولات في ترتيبه، فيما كنت أستمع للأخبار في الغرفة، وفجأة شعرت أن شيئاً سحبني إلى الأسفل ثم قذفني إلى أعلى قرابة أربع أمتار، وفقدت الوعي حتى وجدت نفسي في المشفى". فيما توضح شقيقته إسراء: "كنت أسند ظهري إلى حائط وفجأة، شاهدت كرة نار غطت السماء، اعتقدت أنني كنت أحلم، ولكن حين وجدت محمد بجانبي أدركت أننا نحن الناجون من المجزرة".

بعد رحيل العائلة، لجأ محمد وإسراء، إلى منزل قريب لهم، وبعد نحو أسبوعين تعرض المنزل إلى قصف مباشر وحدثت مجزرة أخرى في عائلة حجازي، ونجا مرة أخرى محمد وإسراء. وبعد الاجتياح الأول الذي كان في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2023، نزح الشقيقان الناجيان من مجزرتين إلى مدينة غزة، ويعيشان الآن في أحد منازل أقاربهم.

اعتقال الابن والإفراج عن الأب

لم تتوقف مصائب حجازي عند ذلك الحد، فبعدما قضت إسرائيل على العائلة، وقتلت عروس أحمد، اعتقل الأخير، خلال اجتياح القوات الإسرائيلية لمخيم جباليا. ولا يعلم أحد مكان المعتقل الذي تجاوز اعتقاله قرابة عام.

تقول الناجية إسراء: "بعد المجزرة لم أر أحمد إلا مرات قليلة، واحدة حين جاء ليطمئن علينا في المشفى، والثانية حين ذهبنا للبحث عن جثمان شقيقتينا التوأم وجثمان زوجته". كان أحمد عبارة عن كتلة من الحزن والقهر.

على الضفة الثانية من القصة، اعتقلت قوات الاحتلال الأب كمال، وبعد أسبوعين تقريبا أفرجت عنه، وألقته في جنوب قطاع غزة.

مع قسوة كل هذه الأحداث ومرارة الفقدان، أصبح الناجيان محمد وإسراء حجازي، صامتين تمر عليهما أيام طويلة لا يتفوهان بكلمة واحدة، دخل محمد في حالة اكتئاب شديدة ولم يبق له في محنته سوى شقيقته التي تحمل أيضا القهر نفسه، فيما يبقى مصير أحمد الناجي الثالث مجهولا بعد اعتقاله.

 

مشاركة الخبر: مجازر مخيم جباليا| مأساة عائلة حجازي وآلام ثلاثة ناجين منها (7) على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

ماذا يقرأ الغرب الروايات الأكثر مبيعا فى قائمة نيويورك تايمز

منذُ 7 ساعة

أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن قائمة الروايات الأكثر مبيعا فى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لفئة الروايات...

روايات نجيب محفوظ بين النص الأدبى والمعالجة السينمائية فى مجمع اللغة ا...

منذُ 7 ساعة

يقيم مجمع اللغة العربية ندوة ثقافية بعنوان روايات نجيب محفوظ بين النص الأدبي والمعالجة السينمائية المصدراليوم...

العثور على دائرتين من العصر الحجرى ربما كانتا جزءا من قوس مقدس فى بريط...

منذُ 7 ساعة

اكتشف علماء الآثار دائرتين حجريتين تم بناؤهما منذ حوالي 5000 عام في ما يعرف الآن بجنوب غرب إنجلترا المصدراليوم...

حكاية إعادة رأس رخامي عمره 2000 عام من ألمانيا إلى اليونان

منذُ 7 ساعة

أعاد متحف الآثار بجامعة مونستر في ألمانيا رأسا رخاميا لرجل يعود تاريخه إلى عام 150 ميلاديا إلى اليونان كما أعاد المتحف...

شقيق الكاتب الأسير باسم خندقجى أخى يرسل التحيات على أمل الحرية القريبة...
منذُ 7 ساعة

كشف يوسف خندقجى شقيق الكاتب الفلسطيني الأسير باسم خندقجى الفائز بجائزة البوكر العربية 2024 عن روايته قناع بلون السماء إنه ...

ارتفاع إصابات الحصبة عالميا كيف يمكن الوقاية والاكتشاف المبكر
منذُ 7 ساعة

بعد إعلان منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة ارتفاع حالات الحصبة عالميا ...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد