"اتحاد الكتّاب التونسيين": في مواجهة قرار إخلاء
في رسالةٍ موجّهة إلى رئيسه مؤرّخةٍ بتاريخ العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، طالبت وزارة الثقافة التونسية من "اتحاد الكتّاب التونسيّين" تسليمها مقرّ الاتحاد في تونس العاصمة خلال شهرٍ واحد.
وورد في الوثيقة: "في إطار حوكمة الرصيد العقاري لوزارة الشؤون الثقافية، وحرصاً على توظيفه واستغلاله وفقاً لما يتيحه التشريع والتراتيب الجاري بها العمل، نُفيدكم بأنّ وزارة الشؤون الثقافية ترغب في استرجاع العقّار الكائن بـ 20 شارع باريس، تونس، والذي هو على ملك الدولة الخاصّ، والذي تمّ وضعه على ذمّة اتّحاد الكتّاب التونسيّين لاحتضان أنشطته واجتماعاته".
وردّاً على الخطوة التي قال إنّها تأتي بينما كان "يستعدّ لتسلُّم المقرّ رسمياً من الوزارة بعد تقديم الهيئة السابقة ملفّاً يشمل كافّة الإجراءات القانونية اللازمة"، ندّد الاتحاد، في بيان أصدره أمس الجمعة، بقرار "إخلاء المقرّ وحرمان الاتحاد من فضاءات أنشطته وشلّ فعاليات أعماله الممتدّة لأكثر من نصف قرن"، واصفاً إياه بالاعتداء الخطير والتصعيد غير المبرَّر، ومرجّحاً أن يكون الهدف منه هو "حلّ اتحاد الكتّاب التونسيّين وإنهاء إشعاعه الوطني".
وذكر الاتحاد، الذي تأسّس مطلع السبعينيات، أنّ وزارة الثقافة أرسلت أربعة موظّفين فيها لمعاينة المقرّ من دون إذن بالمأمورية وإعلام وتشاور، مضيفاً أنّه "أمام هذا الموقف المتوتّر الذي اعتبرته الهيئة المديرة تصعيداً لا مبرّر له، لم نسمح لفريق الوزارة بالمعاينة واقتحام المقرّ".
وأكّد البيان تمسّك الاتحاد بـ"حقّ الكتّاب التونسيّين في مقرّهم التاريخي"، ودفاعه عن "حقّ التونسيّين في الثقافة، وهو الشأن الذي يلعب فيه الكتّاب التونسيون واتّحادهم دوراً أساسياً منذ تشكُّل الدولة الحديثة"، مطالباً وزارة الثقافة بـ"التفكير جدّياً في تحسين المقرّ بما يليق بكتّاب تونس وأدبائها".
ودعا الاتحاد "كافّة المنخرطين وعموم المثقّفين والتونسيّين والتونسيات وجمعياتهم ونواديهم للالتفاف حول هيكلهم التاريخي ومقرّه الرمزي، مع الاستعداد للدفاع المستميت عن المكتسبات والحرص على إبقاء الأيدي ممدودةً إلى وزارة الشؤون الثقافية في إطار احترام الحقّ الدستوري القانوني".
وحسب الرئيس الحالي لـ"اتحاد الكتّاب التونسيّين"، الباحث والأكاديمي العادل خضر، فإنّ هذه ثالث "مناورةٍ" في تاريخ الاتحاد بحجّة استرجاع مقرّه؛ الأُولى في فترة الميداني بن صالح والثانية في فترة صلاح الدين الحمّادي، وكلاهما تمسّكا بالرفض، مثلما قال في تصريحات لصحيفة "الشروق" التونسية، والتي ذكرت أنّ وزارة الثقافة ترغب في ضمّ المقرّ إلى "المعهد العالي للموسيقى".
مشاركة الخبر: "اتحاد الكتّاب التونسيين": في مواجهة قرار إخلاء على وسائل التواصل من نيوز فور مي