استشهاد مدير مستشفى دار الأمل في بعلبك شرقي لبنان بغارة إسرائيلية
في إطار الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قضاء بعلبك شرقي لبنان، منذ تصعيد قوات الاحتلال عدوانها على البلاد، استهدفت مقاتلات معادية، اليوم الجمعة، منزل مدير مستشفى دار الأمل الجامعي علي ركان علام، فسقط شهيداً مع ستّة من زملائه. وقد نعت وزارة الصحة العامة في لبنان علام، مشدّدةً على أنّ فقدانه يمثّل "خسارة كبيرة".
واستهدفت غارة إسرائيلية منزل علام الواقع في بلدة دورس بقضاء بعلبك، لينهار عليه وعلى زملاء له. وبعد ورود أنباء أولية عن استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي وزملاء له، جرت أعمال إزالة أنقاض تبيّن على أثرها أنّه لم ينجُ. يُذكر أنّ بلدة دورس من أكثر البلدات التي تستهدفها القوات الإسرائيلية في إطار عدوانها على لبنان، ولا سيّما على شرقه، أيْ على محافظة بعلبك-الهرمل ومحافظة البقاع.
وعقب تلك الغارة، نشر محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر تدوينة على موقع إكس، أشار فيها إلى "معلومات أولية عن استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس علي علام" إلى جانب عدد من المواطنين الذين كانوا برفقته. ولفت خضر الذي كان قد نشر كذلك تسجيلاً قصيراً للحظة وقوع الغارة، إلى أنّ علام "من خيرة أبناء بعلبك"، مضيفاً "يا ضيعان الأوادم".
معلومات أولية عن استش.هاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في دورس علي علام وعدد من المواطنين كانو برفقته،
ان السيد علام من خيرة ابناء بعلبك، وخدماته من خلال المستشفى والتي تعتبر الأهم في المنطقة، لا تعد ولا تحصى.
يا ضيعان الأوادم#بشير_خضر#بعلبك #الهرمل pic.twitter.com/CtQFugoblt
وفي نعيها، أكدت وزارة الصحة العامة في لبنان أنّ "علي ركان علام سقط ومعه ستّة من رفاقه العاملين في المستشفى شهداءَ، في عدوان إسرائيلي غادر استهدف دارة علام الواقعة إلى جانب المستشفى". وبيّنت الوزارة أنّ علام "عُرف بقربه من الناس وتجاوبه السريع مع احتياجاتهم"، مؤكدة من ثم أنّ استشهاده "خسارة كبيرة".
وأوضحت وزارة الصحة العامة أنّ مدير مستشفى دار الأمل الجامعي "لطالما أبدى التزاماً مهنياً وتفانياً" في عمله، علماً أنّ المستشفى الذي يديره هو "أكبر مستشفيات محافظة بعلبك-الهرمل" ويؤدّي "دوراً رئيسياً في الوقوف إلى جانب الأهالي لمواجهة تداعيات العدوان الوحشي الذي يتعرّض له لبنان بمناطقه كافة".
وتابعت وزارة الصحة العامة، في بيان نعيها، أنّ "هذا الاستشهاد (يأتي) في خضمّ الاعتداءات المتواصلة التي يشنّها جيش العدو الإسرائيلي على العاملين والمنشآت الصحية"، الأمر الذي "يراكم جرائم الحرب الموصوفة التي تندّد بها وزارة الصحة العامة بشدّة، مطالبةً المجتمع الدولي والهيئات الدولية المعنية بموقف شجاع وحازم وواضح يضع حدّاً لهذا النزف غير المقبول إنسانياً وأخلاقياً في الجسم الصحي".
تجدر الإشارة إلى أنّ تدوينة كانت قد نُشرت على الصفحة الرسمية لمستشفى دار الأمل الجامعي على موقع فيسبوك، بمناسبة عيد الاستقلال الموافق فيه اليوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، جاء فيها أنّه "بإذن الله راجع لبنان أحلى"، وأنّه سوف يُعاد إعماره "بسواعد كلّ أبنائه" مع استقلال حقيقي من جنوبه إلى شماله وبقاعه وبعلبك (شرق). وخُتمت التدوينة التي اشتملت على صورة للعلم اللبناني بـ"كلّ عام وأنت بخير يا لبنان".
لكنّ علام لم يعلم أنّ هذه التدوينة سوف تكون الأخيرة التي ينشرها قبل أن تغتاله آلة الحرب الإسرائيلية مع رفاق له، في جريمة فاضحة وفقاً لمعايير القانون الدولي الإنساني. فعملية الاستهداف هذه تأتي في سياق سلسلة الاعتداءات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحقّ الكوادر الصحية والعاملين في المجال الإنساني والمرافق الصحية في مختلف المناطق اللبنانية، التي أدّت إلى استشهاد وجرح المئات إلى جانب تضرّر عشرات المنشآت.
وفي الإطار نفسه، في بلدة دورس التي تُستهدف بقصف إسرائيلي عنيف منذ نحو 23 يوماً، كانت جريمة حرب أُخرى قد سُجّلت مساء الخميس 14 نوفمبر الجاري. فقد أدّى قصف معادٍ إلى وقوع مجزرة فيها أسفرت عن استشهاد 14 عنصراً من الدفاع المدني اللبناني، بعد اعتداء مباشر على مركز تابع له.
وتفيد بيانات وزارة الصحة العامة، بخصوص الاستهدافات الإسرائيلية المتكرّرة التي تطاول الكوادر والمرافق الصحية في الشهرَين الماضيَين، بأنّ قصف قوات الاحتلال طاول حتى مساء أمس الخميس 94 مركزاً طبياً وإسعافياً، و40 مستشفى، و249 آلية تابعة للقطاع الصحي، فيما نُفّذت اعتداءات على 67 مستشفى و227 مركزاً تابعاً لجمعيات إسعافية. وأدّى ذلك إلى مقتل 214 كادراً طبياً وإصابة 323 آخرين.
وتجرّم اتفاقيات دولية عديدة استهداف الطواقم والمنشآت الطبية في أثناء الحروب، من ضمنها المادة 12 من البروتوكول الإضافي الأوّل لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تشدّد على "ضرورة احترام وحماية الوحدات الطبية المتنقلة والثابتة في كلّ الأوقات". إلى جانب ذلك، تنصّ المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على "عدم جواز مهاجمة المستشفيات المدنية المنظّمة لرعاية الجرحى والمرضى"، وعلى "وجوب احترامها وحمايتها من كلّ الأطراف المتحاربة". بدورها، تنصّ المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أنّ "تعمّد توجيه هجمات ضدّ الوحدات الطبية أو الأفراد العاملين فيها جريمة حرب، خصوصاً إذا كانوا يؤدّون مهامهم وفقاً للقانون الإنساني الدولي".
مشاركة الخبر: استشهاد مدير مستشفى دار الأمل في بعلبك شرقي لبنان بغارة إسرائيلية على وسائل التواصل من نيوز فور مي