اليمن.. هواية التعذيب - وليد الشعوري
يتشابه المجرمون سواء كانو افراد او جماعات في السلوك والأداء، وتتوحد اهدافهم ورغبتهم في القتل والتنكيل عبر أساليب وحشية، وطرق مرعبة،
حادثة قتل الشاب عبدالله الاغبري في صنعاء الخاضعة لسلطة المليشيات هي جريمة وحشية بكل المقاييس وتتنافى مع كل الشرائع والقوانين والاعراف ومروءة اليمنيين، وهناك جرائم أبشع من جريمة قتل الاغبري تحدث في معتقلات مليشيات الحوثي الانقلابية بحق مختطفين ابرياء تعرضو للضرب والصعق بالكهرباء والسحل، تعرضو ولازالو يتعرضون لأشد انوا للتعذيب والتنكيل والأمراض ومنع اقاربهم من الزيارة لهم،
الكثير من المختطفين في سجون المليشيات الحوثية فارقو الحياة تحت التعذيب الوحشي والبعض خرج مشلولاً والبعض مقعد لايستطيع الحركة، والبعض فقد عينيه والبعض تدهورت حالته النفسية، وهناك في أقبية الخاطفين يعيش المختطفين معاناة التعذيب الممهنج، على ايدي مجرمون اكثر وحشية من قتلة الاغبري، والفرق ان سجون المليشيات الحوثية تخلو من كاميرات المراقبة فقط،
اوضاع صعبة يعيشها المختطفين في سجون اللانقلاب، في ظل تعنت حوثي، وتواطؤ دولي، وصمت مخزي تجاه معاناتهم، وسكوت غير مبرر من قبل المنظمات والاحزاب والنخب السياسية، والصحفيين وكل الجهات المعنية بحقوق الانسان، هذا التجاهل لمعاناة المختطفين لا يجب ان يستمر كي لاتتضاعف معاناتهم ومعاناة أقاربهم،
قبل اسبوع توفى والد المختطف بلال قاسم حسن مثنى وهو من أهالي مديرية المشنة اثر تعرضه لجلطة دماغية، تضاعت حالته الصحية بعد تعثره في اخراج نجله المختطف، وحاول بعض العقلاء التوسط عند الحوثيين لاخراج بلال لتوديع والده، وقوبلت جهودهم بالرفض، يموت الأب ويموت نجله باليوم الف مرة حزناً على ابيه، الذي عجز ان يلقي عليه نظرته الاخيرة، ويقوم بتوديعه كإبن يؤدي أقل الواحبات تجاه والده،
الكثير من المختطفين مر على اختطافهم اكثر من ستة اعوام، وهذا الأمر انعكس سلباً على حياتهم الزوجية، فاضطر الكثير منهم للطلاق من داخل المعتقل، وتوجهت نساء بعض المختطفين الى المحاكم للمطالبة بالطلاق، وأي جرم اكبر من هذا، حينما يعجز المرء عن رؤوية زوجته واطفاله لأكثر من ستة اعوام، ويعجز عن القيام بواجب الزوج تجاه زوجته فيختصر الطريق بالطلاق،
تألمت وغيري الكثير بمشاهدة فيديو تعذيب الشاب عبدالله الاغبري وتذكرت اخواني المختطفين في معتقلات الحوثيين، ومايتعرضون له من اجرام، وقلت في نفسي مايحدث للمختطفين من تعذيب وانتهاك داخل سجون الحوثي لو تم نقله بفيديوهات للعالم ليشاهدو بشاعة ارهاب المليشيات الانقلابية، ولو تحققت هذه الأمنية لتكشفت الصورة الحقيقية للمليشيات عند المغرر بهم،
أحدثكم عن الجرائم الحوثية بحق المختطفين كواحد من الذين تعرضو لأشد انواع التعذيب اثناء اعتقالي لمرتين، ومايحدث لهم يستدعي التضامن معهم ورفع الاصوات المطالبة باطلاق سراحهم، والتحرك الواسع في كل الاتجاهات محلياً وإقليمياً ودولياً للضغط على مليشيات الانقلاب للافراج عنهم.
مشاركة الخبر: اليمن.. هواية التعذيب - وليد الشعوري على وسائل التواصل من نيوز فور مي