"كلبان" إسرائيليان ينهشان "أسدا" الفلسطيني (تقرير)
الخليل/عوض الرجوب/الأناضول
روى الشاب الفلسطيني، أسد الشَّرحة، تفاصيل تعرضه للنهش من كلبين بوليسيَين إسرائيليَين، أطلقهما عليه أفراد قوة أمنية، بينما كان يتواجد في مكان عمله، جنوبي إسرائيل.
وقال الشاب الشَّرحة (18 عاما)، من بلدة دورا، جنوبي الخليل (جنوب) إن الحدث وقع الخميس الماضي (8 إبريل/نيسان الجاري)، بينما كان يعمل في تشييد منشأة لتربية الدواجن بمنطقة بئر السبع (جنوبي إسرائيل)، حين فوجئ بقوة أمنية إسرائيلية بزي مدني وملثمة ومسلحة تداهم الورشة وتطلق كلبين نحوه دون سابق إنذار.
وأضاف الشَّرحة، أنه من "هَول الصدمة" لا يذكر المدة التي تعرض فيها لهجوم الكلبين، لكنه يضيف أنهما "نهشا أنحاء جسده، ومزقا ملابسه وخلفا جروحا عميقة خاصة في منطقة الصدر، التي ما زالت تؤلمه، وفي الذراعين والركبة".
يتابع الشَّرحة أنه بعد سحب الجنود للكلاب، سأله أحدهم إن كان يحمل تصريح دخول إلى إسرائيل، فأجابه بالنفي، وحينها انهال عليه باللكمات بيده المزودة بقفاز صلب، حتى كاد يفقد الوعي من شدة الضرب.
بعد مضي وقت قصير على الاعتداء، يقول الشَّرحة "حضرت سيارة إسعاف، ليس لإسعافي وإنما لنقلي إلى مركز للشرطة، وهناك تم توقيفي من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، دون تقديم أي علاج أو مسكنات".
ويتابع "جروحي كانت تنزف عندما أجبروني على توقيع وثائق باللغة العبرية لا أعرف مضمونها، ثم نقلوني بسيارة إسعاف إلى معبر (بئر) السبع (يربط جنوبي الضفة بإسرائيل)، وهناك نقلني أهلي بسيارة إسعاف إلى المستشفى بمدينة الخليل وتلقيت العلاج اللازم ثم غادرته إلى البيت بعد ساعات".
ويقول أسد الشَّرحة إنه ما زال يشعر بألم شديد في صدره، معربا عن أمله في أن تتحسن صحته ليتمكن من تقديم شكوى ضد الجنود أو أفراد الشرطة الذين اعتدوا عليه.
من جهته، وصف موسى أبو هشهش، الباحث الميداني بمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية ما جرى للشاب الفلسطيني بأنه "جريمة" و "انتهاك كبير وخطير".
وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول أنه وثّق، أمس الأربعاء، شهاد الشاب، واستمع منه إلى "تفاصيل مؤلمة، كإطلاق الكلاب، والاعتداء عليه بالضرب، وعدم إسعافه، بل ونقله إلى مركز الشرطة عبر سيارة إسعاف بدلا من نقله للمستشفى".
وتابع "على الشاب أن يتوجه إلى محام على وجه السرعة، ويتقدم بشكوى ضد أفراد الوحدة الإسرائيلية التي اعتدت عليه، ويطلب تعويضات بدل الضرر الذي لحق به".
وأكمل الباحث الحقوقي "لا يوجد أي مبرر للاعتداء على شاب بعمر 18 عاما، حتى لو دخل إسرائيل بدون تصريح عمل".
وأشار أبو هشهش إلى حالات مماثلة أُطلقت فيها الكلاب على عمال ومواطنين فلسطينيين دون مبرر، على مدى السنوات القليلة الماضية، مضيفا أن النار أطلقت أيضا في عدة حالات على العمال.
وقال إن الكلاب تستخدم أحيانا "بشكل غير منضبط، وهاجمت نساء أثناء عمليات اعتقال أزواجهن أو أبنائهن"، موضحا أنه وثّق "حالات كثيرة وقاسية"، مشابهة لحالة الشّرحة.
ولم يتسن للأناضول الحصول على تعقيب إسرائيلي حول ما جرى.
ويضطر الفلسطينيون إلى العمل في إسرائيل، نظرا للبطالة المتفشية في الضفة الغربية.
ويستخدم غير الحاصلين على تصاريح دخول إلى إسرائيل، فتحات في الجدار الإسرائيلي الفاصل، للوصول إلى أماكن عملهم لدى أرباب عمل إسرائيليين، ويتعرضون في حال القبض عليهم للاعتقال أو الإبعاد.
مشاركة الخبر: "كلبان" إسرائيليان ينهشان "أسدا" الفلسطيني (تقرير) على وسائل التواصل من نيوز فور مي