ورطة بوريطة!
العالم – يقال ان
من بين هؤلاء المسؤولين في الدول المطبعة، تطرف بعضهم مثل المسؤولين في الامارات والمغرب، حیث انتقلوا من التطبيع الى التنسيق الاستراتيجي والعسكري والامني مع "اسرائيل"، وآخر تصريحات هؤلاء المسؤولين الاماراتيين والمغاربة، كانت تصريحات سفير الامارات في "تل ابيب" الذي قال لمضيفيه "الاسرائيليين" انه يشعر عندما يكون بينهم كأنه في "منزله"، لذلك دعا "الاسرائيليين" الى زيارة الامارات، حتى يستقبلهم الإماراتيون بطريقة تُشعرهم وكأنهم في بيوتهم.
اما النموذج الثاني من المسؤولين العرب المتطرفين من المطبعين، فهو وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي طبعت بلاده مؤخرا مع "اسرائيل"، رغم ان بوريطة يرفض هذا التعبير(التطبيع)، في تعريف العلاقات بين المغرب و"إسرائيل"، كما تحدث مع صحيفة "يدعوت احرونوت"، حيث "أكد" ان العلاقات كانت "طبيعية أصلا" قبل اتفاق التطبيع وقال بالحرف الواحد، انه من وجهة نظر المغرب "لا نتحدث عن تطبيع لأن العلاقات كانت أصلا طبيعية، نحن نتحدث عن استئناف للعلاقات بين البلدين كما كانت سابقا، لأن العلاقة كانت قائمة دائما. لم تتوقف أبدا".
هذا التفاخر الملفت لوزير خارجية عربي في اظهار العلاقة مع النظام الصهيوني العنصري الغاصب للقدس والمقدسات الاسلامية والعربية والذي تزامن وبشكل مريب مع الاعتداءات الصهيونية على المقدسيين لمنعهم من الصلاة في المسجد الاقصى والتي جاءت ايضا على اعتاب الذكرى السنوية لليوم العالمي للقدس ، يثير العديد من علامات الاستفهام، حول مدى انفصال هؤلاء المسؤولين عن واقعهم، الذي يؤكد عكس ما يترشح منهم، فالشعوب العربية دون استثناء ترفض التطبيع وتناصر القضية الفلسطينية، وهو موقف لم ولن يزعزع ابدا.
بوريطة ايضا، وضمن حوار مع قناة "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)"، اكبر لوبي صهيوني في امريكا، قال بالنص: "نحن بحاجة إلى تنسيق العمل كحلفاء (مع اسرائيل وامريكا)، لمواجهة التهديدات الإيرانية، المرتبطة بالأنشطة النووية، وإيران تعمل على زعزعة استقرار شمال إفريقيا وغرب إفريقيا".
وأضاف بوريطة ان "جميع أدوات التعاون مع إسرائيل متوفرة، وتوجد الإرادة السياسية، وآمل أن نتبادل قريبا جدا، الزيارات رفيعة المستوى.. ونحن مخلصون في التزاماتنا، لأننا اتخذنا القرار (التطبيع مع إسرائيل) عن قناعة، وسوف نذهب إلى أقصى حد ممكن في تطوير التعاون الثنائي".
اخيرا، نعتقد ان بوريطة في ورطة، فمن الصعب ان يقتنع نحو ملياري عربي ومسلم، وخاصة المواطن المغربي، بحديثه عن "التعاون المخلص مع الحليف الاسرائيلي، والتنسيق معه لمواجهة التهديدات الايرانية"، فهذا المواطن لا يعرف من تهديد يمكن ان يهدد العرب والمسلمين، دون استثناء، سوى التهديد "الاسرائيلي". كما ان من المستحيل على هذا المواطن ان يقتنع ، كما يريد ان يقنعه بوريطة، من ان مصالحه ومصالح الشعوب العربية والاسلامية، يمكن ان تتحقق من خلال التنسيق والتعاون المخلص مع اعتى نظام ارهابي عنصري قائم على القتل والعدوان والاحتلال والاغتصاب في العالم.. حقا ان بوريطة في ورطة.
مشاركة الخبر: ورطة بوريطة! على وسائل التواصل من نيوز فور مي