خواطر في الصحراء: أمير الوعي
تلقيت رسالتين، وليست واحدة، تعليقاً على هذه السلسلة من السيدة ليلى النعماني علي رضا، حول مذكراتها عن جدة. ويبدو أن بيروت التي جاءت منها مواطنتنا السابقة لم تعد تعني ما تعنيه لها المدينة التي أمضت فيها شبابها ورُزقت بأبنائها وتسعد، ما شاء الله، بأحفادها وأحبابها ورحابات جدة.
تقول السيدة النعماني في رسالتها الثانية: «رداً على مقالك أمس الجمعة؛ أود أن أذكّرك بأن كتابي صدر سنة 2009، وكنا هنا لا نزال نعيش عصر (الصحوة الإسلامية) كما سُمّي ظلماً؛ تعدياً على المعاني الرائعة للصحوة والإسلام.
كان الرجل يخشى الخروج مع زوجته دون (شهادة النكاح). والمرأة قعيدة بيتها حيث (مكانها) وتخشى أن تظهر شعرة واحدة من رأسها خارج منزلها. والأبناء يكرهون العودة إلى وطنهم بعد الدراسة في الخارج؛ أميركا أو أوروبا. لا يعيدهم إلا بر الوالدين... أيضاً (والاعتراف بالحق فضيلة) الحالة المادية، فكل من كان يؤم الجامعات الغربية كان على حساب أهله الأغنياء. وكان أولادي دائماً يقولون إن أيامنا القديمة؛ أنا ووالدهم، كانت أجمل من أيامهم الحاضرة.
اليوم أحفادي يعودون بكل سرور إلى وطنهم بعد الدراسة في الخارج، ويعملون بكل حماس ونشاط، وذلك شكراً للأمير الشاب الواعي محمد بن سلمان، ولو كتبت جزءاً ثانياً عن جدة لوضعت له عنواناً: (عودة الزمن الجميل... جدة التي لا أزال أحبها).
أما بالنسبة إلى لبنان؛ فهذا شأن مختلف. منذ أن تكونت دولة لبنان الكبير إلى الآن لم نحظ بزمن جميل، ولكن فقط بأويقات جميلة نحنّ إليها ونتحسر.
مع تقديري ومودتي...
ليلى علي رضا».
عندما تحدثت إلى السيدة النعماني لأشكرها على رسالتيها، قالت إن أهم ما يحدث للمواطن هو الاطمئنان إلى المستقبل، وإنها عندما تتحدث إلى أبنائها وأحفادها، تشعر بأن ولي العهد يوحي لهم بأعمق مشاعر الثقة والطمأنينة. وتقول إن أحفادها ورفاقهم يقولون أحياناً ضاحكين، إن الأمير محمد يحلم عنهم أيضاً؛ لأنهم لا يفكرون في شيء إلا ويرون أنه قد سبقهم إليه.
سألت السيدة النعماني أين اختفت اللهجة البيروتية التي جاءت بها إلى هنا، فقالت: «وا حين جدة لغة مش لهجة. من يشرب من مياهها ينسَ لهجته».
إلى اللقاء...
مشاركة الخبر: خواطر في الصحراء: أمير الوعي على وسائل التواصل من نيوز فور مي