"الكيطنة".. موسم السياحة في واحات النخيل بموريتانيا
نواكشوط/ محمد البكاي/ الأناضول
- يعد "الكيطنة" أو موسم جني التمور، من أهم المواسم السياحية في موريتانيا
- تتدفق مئات العائلات الموريتانية إلى مدينة أطار بولاية آدرار (شمال)، للمشاركة فيه، بحلول كل فصل صيف
- الموسم استطاع خلال السنوات الماضية، جلب أعداد متزايدة من السياح الأجانب، خصوصا من أوروبا
- يستمتع المشاركون في المعرض، بتناول التمور الطازجة إلى جانب أنشطة ثقافية متنوعة
مع حلول فصل الصيف، تتدفق مئات العائلات الموريتانية إلى مدينة أطار بولاية آدرار (شمال)، للمشاركة فيما يسمى محليا بـ"الكيطنة" أو موسم جني التمور، الذي يشبه الموسم السياحي الداخلي.
وعادة ما يبدأ موسم "الكيطنة" بهذا البلد العربي الواقع غربي إفريقيا، البالغ عدد سكانه 4 ملايين نسمة، منتصف يونيو/حزيران، ويستمر حتى منتصف أغسطس/آب، من كل عام.
وتحرص العديد من العائلات الموريتانية على ترك المدن الكبيرة، خصوصا العاصمة نواكشوط، ومدينة نواذيبو (العاصمة الاقتصادية) خلال هذه الفترة والتوجه إلى أطار، وبعض القرى القريبة منها، حيث توجد واحات النخيل، للاستمتاع بهدوئها وتناول التمور الطازجة.
** سياحة وعلاج
ويعد "الكيطنة"، أهم موسم سياحي في موريتانيا، حيث تتدفق العائلات بأعداد كبيرة إلى أطار للمشاركة فيه.
وموسم "الكيطنة" مخصص في الأساس للسياح المحليين، رغم أنه بدأ منذ سنوات بجذب السياح الأجانب، خصوصا الأوروبيين الراغبين في التمتع بالأجواء الطبيعية النقية بعيدا عن صخب المدن.
وخلال هذا الموسم، تستمتع العائلات بتناول التمور، فيما يعتقد الكثير من الموريتانيين أن تناول التمر طازجا بعد جنيه من النخيل مباشرة، له فوائد صحية كبيرة، ومفيد لتحسين أداء الجهاز الهضمي، وتحسين مناعة الجسم.
شيخنا ولد محمد (من سكان نواكشوط)، قال للأناضول: "أستعد للتوجه إلى أطار، لقضاء العطلة الصيفية، سأمضي عدة أسابيع هناك للاستمتاع بهدوء واحات النخيل، وأتناول التمور".
وأضاف: "أحرص منذ سنوات على عدم تفويت هذه الرحلة السنوية إلى أطار، إنه موسوم سياحي رائع، تناول التمور مفيد للصحة، والاستمتاع بواحات النخيل ومناظرها الجميلة أمر رائع".
** مليون نخلة
وبحسب وزارة الزراعة الموريتانية، توجد بولاية أدرار، أكثر من مليون ومائتي ألف نخلة، بالإضافة إلى أكثر من 50 ألف نخلة مغروسة حديثا في مزارع نموذجية جديدة.
ووفق المنسق الجهوي لوزارة الزراعة المكلف بتنمية الواحات بولاية آدرار، الشيخ ولد محمد المصطفى، فإن متوسط إنتاج النخلة الواحدة انتقل من 15 كيلوغراما إلى 60 كيلوغراما خلال كل موسم.
ولفت في تصريح أوردته وكالة الأنباء الموريتانية (رسمية)، في 19 يونيو الجاري، أن ولاية آدرار توجد بها نحو 75 واحة نخيل على مساحة 5673 هكتارا.
** فعاليات ثقافية
وعلى هامش الموسم السياحي، يحرص سكان آدرار، وخصوصا مدينة أطار، على إقامة فعاليات ثقافية وسهرات فنية، حيث تقام أمسيات فنية وشعرية، يقدم خلالها شعراء آخر إبداعاتهم.
كما يقدم فنانون وصلات غنائية تستحضر أمجاد الماضي وتراث البلاد، بالإضافة إلى رقصات فلكلورية، تلاقي إعجابا واسعا في صفوف المتابعين.
وتمنح السهرات والأمسيات الهادئة بعيدا عن ضجيج المدن الكبرى، الأسر الموريتانية هامشا من الاستجمام والترفيه في هذه المدينة.
وتعتبر ولاية آدرار، خزان التراث الترفيهي في موريتانيا، حيث تشتهر بمهرجاناتها الترفيهية السنوية، وتحتضن العديد من المتاحف التي تزخر بالتراث الثقافي المحلي.
** نقاط جذب للسياح
كما تتمتع آدرار، بمناظر طبيعية خلابة ومتنوعة، مثل الكثبان الرملية، وواحات النخيل، وتتميز بتضاريسها المتنوعة من هضاب وجبال، علاوة على منابع المياه، فضلا عن اشتهارها بالصناعات التقليدية.
نقاط جذب رشحت الولاية لأن تكون الوجهة السياحة الأولى بموريتانيا، غير أن هجمات إرهابية عرفتها البلاد خلال أعوام 2005 و2007 و2008، تسببت في تراجع إقبال السياح الأجانب.
واستهدفت موريتانيا، خلال تلك السنوات، بهجمات إرهابية دامية خلفت عشرات القتلى والجرحى من العسكريين، علاوة على مقتل 4 سياح فرنسيين، واختطاف أجانب، بينهم إسبان وإيطاليون.
ودفعت تلك الهجمات الاتحاد الأوروبي، عام 2008، إلى حظر السفر لموريتانيا، كما وضعت باريس، مناطق واسعة من البلد في "القائمة الحمراء" الخطيرة للمناطق الممنوع على الفرنسيين زيارتها.
وبعد 10 سنوات من الحظر، وبتحسن الأوضاع الأمنية نسبيا، عقب تطبيق الحكومة خطة أمنية لمنع الهجمات الإرهابية، رفعت البلاد من قائمة الحظر، لتعود أفواج السياح الأوروبيين إليها، وخصوصا إلى مناطقها الشمالية.
لكن، ورغم ذلك، تظل موريتانيا من أقل دول المنطقة جلبا للسياح، لأسباب يتصدرها الجانب الأمني وغياب البنية التحتية.
مشاركة الخبر: "الكيطنة".. موسم السياحة في واحات النخيل بموريتانيا على وسائل التواصل من نيوز فور مي