الجزائر تسترجع رفات 24 من قادة المقاومة من فرنسا
استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الجمعة طائرة هرقل سي-130 القادمة من فرنسا حاملة على متنها رفات 24 مقاتلا جزائريا ضد الاستعمار الفرنسي، وحطت الطائرة في مطار الجزائر الدولي بعد الساعة الأولى بعد الظهر، رافقتها مقاتلات من الجيش الجزائري. وحضر استقبال نعوش "الشهداء" الملفوفة بالعلم الوطني حشد من حرس الشرف. ثم حملها جنود على سجادة حمراء وهم يضعون كمامات وعلى وقع صوت 21 طلقة مدفعية. وانحنى الرئيس الجزائري أمام النعوش كل على حدة. وتلا إمام سورة الفاتحة قبل إلقاء قائد أركان الجيش سعيد شنقريحة كلمة جاء فيها "24 بطلا من أبطال المقاومة وهم دفعة أولى تنقلهم طائرة (...) من فرنسا حيث كانوا محجوزين"، مضيفا أنهم "أبطال المقاومة الشعبية يعودون إلى الأرض التي ضحوا من أجلها بحياتهم وبأرواحهم". وتابع أن هذه الأرواح "سرقها الاستعمار وهرّبها منذ أكثر من قرن ونصف قرن دون حياء ولا اعتبار ولا أخلاق وهو الوجه الحقيقي البشع للاستعمار". وقال "تمتزج في هذا اليوم مشاعر الألم والفرح، ونعيش لحظات تاريخية". وستنقل النعوش إلى قصر الثقافة حيث ستكشف طوال يوم السبت. وكانت الجزائر قد حصلت على استقلالها عن فرنسا عام 1962 بعد حرب دامية دامت سبع سنوات، وأنهت أكثر من قرن من الحكم الاستعماري، الذي انتقده الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وقد نُقلت جماجم ما يقرب من 37 مقاتلا جزائريا إلى فرنسا في القرن التاسع عشر وعُرضت لاحقا في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس. وقد دأب المؤرخون والمثقفون الجزائريون والفرنسيون منذ سنوات على طلب إعادة هذه الجماجم إلى الجزائر. وكشفت وسائل إعلام فرنسية، عام 2016، عن وجود 18 ألف جمجمة محفوظة في متحف "الإنسان" بباريس، منها 500 فقط تم التعرف على هويات أصحابها. وبين هذه الجماجم، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين من البلدين، يوجد بين 31 و36 جمجمة تعود لقادة من المقاومة الجزائرية (قبل اندلاع ثورة نوفمبر/ تشرين ثاني 1954)، قتلتهم قوات الاستعمار الفرنسي ثم قطعت رؤوسهم، منتصف القرن الـ19. وبعد أشهر من الكشف عن وجود تلك الجماجم، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استعداد سلطات بلاده لسن قانون يسمح بتسليم تلك الجماجم، التي تطالب السلطات الجزائرية بنقلها لدفنها، لكن العملية تأخرت عدة سنوات. وظلت السلطات الجزائرية تتهم باريس بتعطيل عملية نقل الجماجم إلى الجزائر، فيما تقول باريس إن الأمر يتطلب إجراءات قانونية معقدة، لضمان إخراجها من متحف باريس. وتعهد تبون، بعد وصوله الحكم في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، باستعادة هذه الجماجم، ودفنها في الجزائر. وقال، في رسالة له بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لمجازر 8 مايو/أيار 1945، إن فرنسا "قتلت نصف سكان الجزائر منذ 1830 إلى غاية 1962". وأضاف أن عدد الضحايا يبلغ 5.5 مليون، في إشارة إلى أن إحصاء مجازر الاستعمار يشمل كامل الفترة الاستعمارية، وليس فترة الثورة التحريرية (1954 - 1962)، والتي تحصي 1.5 مليون ضحية فقط، إضافة إلى جرائم أخرى. وتطالب الجزائر، منذ سنوات، فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها الاستعمارية، لكن باريس تدعو في كل مرة بطي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل. المصدر: وكالات
مشاركة الخبر: الجزائر تسترجع رفات 24 من قادة المقاومة من فرنسا على وسائل التواصل من نيوز فور مي