لابيد وغانتس قد يفشلا بتوظيف نتائج العدوان لصالحهما
في الوقت الذي بدأ
سريان وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بدأ الإسرائيليون يرصدون تأثيراته على
مستقبل موازين القوى الداخلية بين الكتل الانتخابية المتنافسة، وسط توقعات أن ما
تبقى من ثلاثة أشهر حتى يوم التصويت في بداية تشرين ثاني/نوفمبر تعتبر فترة كافية
حتى ينسى الإسرائيليون مفاعيل هذا العدوان.
وعلى الرغم أن يائير
لابيد وبيني غانتس سيبقيان يكرران أخبار العدوان على الناخبين الإسرائيليين،
لكنهما لا يضمنان أن ينجحا في توظيفه لصالحهما في نتائج الاننتخابات.
وساهم العدوان على
غزة، في تجميد مؤقت للحملات الانتخابية، لكنها بدء من الساعات القادمة فإن السيوف
سيتم إعادة سنها باتجاه كل المرشحين الإسرائيليين، رغم أن لابيد وغانتس سيكرران
مشاهد العدوان باعتبارها "ذخيرة" انتخابية مهمة، لكن ليس من الواضح لأي
إسرائيلي أنه بعد ثلاثة أشهر ستترك تأثيرات الحرب على مصالح الائتلاف الحكومي
الحالي، على اعتبار أن ذاكرة الإسرائيليين تصدأ بسرعة.
باروخ ليشيم المحاضر
في قسم السياسة والاتصال بكلية هداسا، ذكر في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته
"عربي21" أنه "من الأسئلة الجيدة التي لا توجد إجابات عليها حتى
الآن ما إذا كان العدوان على غزة سيؤثر على الأجندة السياسية والوضع الانتخابي
للمرشحين، وكيف سيكون التأثير، خاصة وأن عدوانا سابقا على غزة في ديسمبر 2008 جرى
في ظل ظروف سياسية مماثلة، وتحضيرا لانتخابات وشيكة حصلت في فبراير 2009، وقد كانت
حربا ضارية استمرت 21 يوما".
وأضاف أن "تسيفي
ليفني وزيرة الخارجية ورئيسة الحكومة الانتقالية، تماما كما وضع لابيد اليوم،
افتقرت للسجل الأمني والعسكري، وأرادت من حرب غزة تحسين صورتها، فيما كان بنيامين
نتنياهو في المعارضة، كما هو اليوم تماما، لكنه استطاع تشكيل الحكومة، مما قد
يتكرر من جديد بعد العدوان الحالي على غزة".
وتابع: "رغم أن
لابيد غير العسكري، أنفق كثيرا من وقته في المؤتمرات الصحفية، وصور لنفسه من
اجتماعات مجلس الوزراء، وجولات في المناطق التي أصابتها الصواريخ، من أجل خلق صورة
قوية حوله، لكن حقيقة أن العدوان يقوده غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي لن تساعد
في تحويله إلى سيد الأمن".
ليس سراً أن العدوان
الإسرائيلي على غزة الذي انتهى قبل ساعات كانت له أطماع وأغراض سياسية وحزبية،
وتذهب تقديرات إسرائيلية إلى أن غانتس قد يكون هو المستفيد السياسي منه، لكن الأمر
يعتمد على مسألة ما إذا كان سيتم النظر لهذه الجولة على أنها إنجاز قصير ومحدد، مع
أن ترؤسه للأركان جعلت منه شخصية محورية في إدارته العسكرية، مما قد يحسن وضعه
الانتخابي، أو يحافظ على موقعه في صناديق الاقتراع، بعكس ما يطمح اليه لابيد.
الخلاصة الإسرائيلية
أن أمامنا ثلاثة أشهر، ولا يعلم الإسرائيليون إن كانت كفيلة بأن تبقى حيثيات
العدوان راسخة في ذاكرتهم، لأنه من الصعب تصديق أن العملية التي بدت محدودة
النطاق، ولم تتوسع بالفعل، ستغير صورة الصراع السياسي والحزبي بشكل كبير، على
اعتبار أنه عندما تفتح صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، قد لا نجد الكثير من
الإسرائيليين ممن سيتذكرون ما حصل في هذه الأيام في غلاف غزة، وداخل غزة ذاتها.
مشاركة الخبر: لابيد وغانتس قد يفشلا بتوظيف نتائج العدوان لصالحهما على وسائل التواصل من نيوز فور مي