السقوط في الصبيحة والضياع في عدن
الطيار احمد العبار أحد صقور الجنوب التقيته اليوم بمعية المناضل عبد الناصر شيخ في سوق الشيخ فطلب مني ان اركب معه على طائرته البديلة (الدراجة الهوائية) كما اسمها بالطائرة (الاسباركة)أي نوع من أنواع المقاتلة التدريبية فتجهنا نحو الدراجة وأخذت المقعد الخلفي فرفض وقال أنا المدرب الطيراني والمدرب يجب أن يكون مقعده في الكبينه الخلفية وأنت المتدرب كبينتك في الامام ، فضحكت فقال لاتضحك يا محسن لقد أخذوا طائراتنا من أمام أعيوننا ولم يستطيعوا نزعها من قلوبنا ولم تغادر عقولنا فالطائرة بالنسبة لنا معشوقة الشباب ، وبدأ يذكرنا بسقوط طائرته وهو على مرتفعات الصبيحة ومن تحته جبالها الشامخات فتذكرت ذاك الموقف الصعب الذي مرينا به ونحن نبحث عنه وعن زميله الطيار علي ثابت الله يرحمه ويغفر له في المواقع وبأستخدام السيارات والطائرات حتى ظهر لنا حطام الطائرة في بطن أودية الجبال ولكن لم تستطيع طائرة الهليكوبتر من الهبوط ولم تظهر لنا مظلات القفز والتى تحدد موقع هبوط الطيار ، فكان الموقف محرج لنا ولقيادة القوات الجوية وكذا لوزارة الدفاع لأن طال البحث وزرع فينا أهالي المنطقة الياس حيث كانوا في تشائم شديد فكانوا يرددوا علينا أن في بطون تلك الجبال وحوش ولايمكن للأهالي الاقتراب والصعود عليها ، الكل نكسوا رؤوسهم حزناًواسفاً فقلت لمن حولي هؤلاء صقور الجو والصقور لاتقدر عليهم الوحوش كوني متأكد أن تحت كل مقعد من مقاعد الطيارين يوجد غذاء و وسائل الحماية والدفاع عن النفس وفعلاً أستمر البحث ورفضت القيادة بأن تأخذ بأقوال الأهالي حتى ظهر لنا الطيار المتميز احمد العبار وزميلة الطيار علي ثابت وعاد ليعانقا السماء مجدداً ، ولكن مع الأسف الشديد الطيار علي ثابت توفته المنية في دول الشتات وتشتت الطيار احمد العبار وضاع مستقبله كابقية زملائه في عدن ولم تبحث عنهم كل القيادات المتعاقبة إلى يومنا.
عقيد هندسة طيران/ محسن علي حمود
The post السقوط في الصبيحة والضياع في عدن first appeared on سما نيوز | الرابطة الإعلامية الجنوبية.
مشاركة الخبر: السقوط في الصبيحة والضياع في عدن على وسائل التواصل من نيوز فور مي