خدمة وشوشة: "حاسة بضياع ووحدة وما بقدرش أعمل حاجة لوحدى"

"أنا فتاة في العشرين من العمر، مشكلتي أنني "مش عارفة أحاول" ليس لدي طاقة لأي شيء، فاشلة في كل شيء ولا يمكنني أن أوصل لأي شيء، كلما وصلت لشيء أرجع مرة أخرى لنقطة الصفر، أنا عاجزة حتى عن القيام بأي شيء وحدي، لا أحب أن أخرج وحدي ولا أذهب للجامعة وحدي، دائمًا أريد أن يكون معي من يشاركني أي شيء، ورغم أن حولي أصحاب كثيرين لكني لا أجد من  يشاركني كل شيء، أنا الابنة الثانية فدائمًا من صغري كانت أختي تخرج معي وأكل وأشرب معها وكل شيء نقوم به معًا، لكن أختي الآن منشغلة مع أصدقائها وأصحابها وأنا تائهة وحدي، اختي دائمًا تخطط لي وتفكر لي لكي أتقدم بينما أنا عاجزة عن الوصول لأي شيء وأخاف من تجربة أي شيء حتى لو كانت أكلة جديدة".

****

القارئة العزيزة، أتفهم تمامًا شعورك بالضياع والحيرة والخوف من الإقدام على التجارب الجديدة. اعتدتِ دائمًا أن تخوضي التجارب المضمونة وأن تطأ قدميكِ الأرض التي سبق واختبرتها أختك الكبرى باعتبارها الأكثر خبرة وتسبقك في العمر والتجربة. أتفهم كيف يبدو الوضع مربكًا حين انشغلت بحياتها وعملها وعلقتِ أنتِ من دونها، بعد أن عجزت عن تكوين صداقات لأنها كانت تشغل هذا المكان ولم تشعري بحاجة لأن تكوني صداقة حقيقية مع أحد غيرها. الوضع الآن مربك ومزعج ولكنه ضروري كما الفطام. حين تبدأ الأم في فطام طفلها والانفصال عنه يبدو الأمر قاسيًا في البداية، ولكنه ضروري لتمام نضج الابن واستمرار حياته بشكل طبيعي وهو ما يحدث معك الآن، حيث تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشارى علم النفس والعلاج الأسرى إن العلاقة بهذا الشكل علاقة اعتمادية غير صحية تسبب الأذى لكلاكما. فمن الضروري أن تعتادي على القيام بالأشياء بنفسك وتستمتعي بالوقت وحدك ولا تتوقف سعادتك أو حياتك على وجود الآخرين بها، كما يجعلك هذا أكثر حساسية وتشعرين دائمًا بالإحباط لأن توقعاتك تخيب منهم.

في المقابل اعتمادك الزائد على وجود آخرين في حياتك يحملهم أعباء إضافية ويجعلهم يشعرون بالضغط.

أنتِ في هذه العلاقة تشعرين أنك لا يمكنك أن تمشي من دون عكاز، بينما في الحقيقة يمكنك الاعتماد على نفسك وعلى قدراتك والمشي على قدميكِ والاعتماد على نفسك.

أنتِ بحاجة إلى رعاية واهتمام وحين ينشغل عنك أحد تشعرين بالانزعاج والعجز ويسبب لك الاضطراب والقلق والشعور بالفشل.

للتخلص من هذا من الضروري أن تتعلمي مهارات الاعتماد على النفس، وتعلمي أن تقوي حدود ذاتك، ارسمي حدود ذاتية لنفسك ولا تسمحي لأحد أن يكون محور عالمك كله فهذا غير صحي. يجب أن تعتمدي على نفسك في تمضية وقتك وإسعاد نفسك وحفزي نفسك على ذلك بأن تخبريها أنك لا تريدين أن تعيشي شعور الخذلان مرة أخرى وأن تطلبي من أحد أن يكون معك وقد لا يناسبه ذلك فتشعري بالإحباط. أمنحي نفسك شعور الحب، والرعاية واجعلي وقتك مع نفسك أكثر من وقتك مع الاخرين.

واجعلي وقتك مع الآخرين ممتعًا لهم كي تشعري بالقبول، احسني الحديث معهم لا تجعليه كله يدور حول حياتك وماذا أفعل في حياتي ولا يدور حول الحزن واليأس وعدم الأمل والقنوط. كوني على اطلاع بالمعلومات الجديدة أولاً بأول، تحدي نفسك أن تخصصي لها وقتًا للقراءة، ووقتًا لممارسة الرياضة وربما يفيدك أن تتطوعي في عمل خيري يمنحك المزيد من الثقة بالنفس ويسمح لك بالانخراط وسط الناس ويجعلك تشعرين أنك تعطين الآخرين مثلما تنتظري من الآخرين العطاء.

صفحة وشوشة 

مشاركة الخبر: خدمة وشوشة: "حاسة بضياع ووحدة وما بقدرش أعمل حاجة لوحدى" على وسائل التواصل من نيوز فور مي