انتقاد الأخضر في المونديال بين المنطق والعاطفة

اختلفت الآراء ووجهات النظر حول مشاركة المنتخب السعودي الأخيرة في مونديال قطر 2022م مع اتفاق الجميع على أن خروج الأخضر من الأدوار الأولية كان محزناً للجماهير السعودية ومتابعي الأخضر بعد انتصار تاريخي أمام الأرجنتين وحضور جيد أمام بولندا رغم الخسارة واختتمها بخسارة مزعجة من المكسيك.

لن نبالغ في الإشادة بالأخضر وفي نفس الوقت لن نوجه سهام النقد تجاه القائمين على المنتخب والمدرب رينارد ونجوم الأخضر السعودي في المونديال، فالمشاركة انتهت بظروفها والحاجة ماسة لنقاش عقلاني ومنطقي بعيداً عن الانفعال المبالغ في طرحه أو المديح غير المبرر.

شخصياً راضٍ تماماً عن مشاركة منتخبنا في مونديال قطر حتى وهو يغادر من الأدوار الأولية ومنبع هذا الرضا هو شخصية الفريق في أرضية الملعب والتي حضرت في لقاء الأرجنتين وتوجت بثنائية وأداء أكثر من رائع نالت استحسان الجميع ثم المستوى اللافت أمام بولندا.

الفريق الذي كنا نقول ليته يتعادل أو يخسر بنتيجة غير ثقيلة على أقل تقدير هزم المرشح الأول للبطولة والمصنف الثالث عالمياً وفي صفوفه نجوم تعادل قيمتهم أربعة أضعاف قيمة الفريق السعودي ومع ذلك لم يتمكنوا من الفوز وواجهوا مصاعب عدة في العودة للمباراة.

وهذا بلا شك هو الأساس الذي سيبنى عليه منتخب الأمل والمستقبل بعيداً عن الإحباط الذي لم يجن من ورائه الأخضر سوى التراجع والإخفاق تلو الإخفاق، ويجب على الجميع أن يعي أن هناك مشروعاً يتطلب التعامل بواقعية ومنطق بعيداً عن النقد اللاذع والمبالغة في المديح غير المبرر.

نعم كنا على وشك التأهل لدور الستة عشر لولا ظروف الإصابات التي حرمتنا أهم لاعبين في الأخضر سلمان الفرج وياسر الشهراني، ثم لحق بهم محمد البريك بخلاف غياب عبدالإله المالكي بسبب الإيقاف ثم توالت الإصابات لعلي البليهي وسالم الدوسري وصالح الشهري.

وربما يلام المدرب هيرفي رينارد على عدم تعامله بجدية مع الاستدعاءات لصفوف الأخضر ففي البداية استبعد نواف العابد ثم أعاده ولا نعلم المغزى من إعادته وهل كان قرار إبعاده أول مرة فنياً أم ماذا؟ كما أن استدعاءه لبعض العناصر وتجاهل آخرين رغم أن الحاجة كانت لهم واضحة مثل غريب وأيمن يحيى وعبد العزيز البيشي.

ولن ألوم هيرفي رينارد في استدعاء أحد عشر لاعباً من الهلال فهم من نخبة اللاعبين وفقط اللوم على اختيار عبد الله عطيف الذي تعرض لإصابات عدة ولم يشارك مع فريقه منذ فترة طويلة وبالتالي لم يكن استدعاؤه قراراً موفقاً.

ضد الإقصائية تماماً والمطلوب من القائمين على الأخضر الجلوس مع المدرب على طاولة النقاش ومناقشته في المشاركة الأخيرة ولن أقول محاسبته، بل معرفة وجهة نظره ومن ثم أخذ القرارات المناسبة للجميع، فالمدرب بلا شك مطلع على كثير من الأمور ولربما يساهم في إعادة ترتيب كرة القدم السعودية ووضع الأمور في مكانها الصحيح لمواصلة مشروع إعادة الأخضر بطلاً ومنافساً.

جيل حالي من اللاعبين هو الجيل المنتظر الذي سيتسلم الراية مستقبلاً، فالأغلبية منهم يشاركون الأخضر السعودي الأول، وهم مشاركون مع المنتخب الأولمبي والشباب، وبالتالي ستكون لديهم الخبرة الكافية في المشاركات المقبلة على مستوى الحدث العالمي، فقط ادعموهم.

مشاركة الخبر: انتقاد الأخضر في المونديال بين المنطق والعاطفة على وسائل التواصل من نيوز فور مي