عبدالإله سلام الأصبحي  حياة وقصة مختلفة  

عبدالإله سلام الأصبحي .. حياة وقصة مختلفة !! 

تم نشره منذُ 1 سنة،بتاريخ: 04-01-2023 م الساعة 10:36:01 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-1536008.html في : أراء وكتابات    بواسطة المصدر : حيروت - مقالات

 

 

بقلم / رياض الزواحي

 

أن تكون في حضرة الأديب والمفكر والقاص عبدالإله سلام الأصبحي فتلك لحظة في حياتك لن تسمح لك السنوات أن تنساها بل ستظل عالقة في الذاكرة وفي الوجدان رغم زحمة الحياة بالكثير من التفاصيل اليومية التي تأخذ من حياتنا مساحة كبيرة تتراكم و تتلاشى كل يوم حسب رغبتها تاركة لنا شيء من الضوء ما نحتفظ به في الوجدان كعنوان يذكرنا بإنسانيتنا وألوان تزهر لتعطي لآدميتنا معنى ولحياتنا جمال يليق بالروح الإنسانية .

 

إلى اليوم، مازالت أتذكر مفردات وجمال بعض الأرواح وأعجز عن وصف تفاصيلها العالقة التي مازالت تشع وتنثر عبيرها أينما رحلت وبعدما رحلت،فأتذكر ذاك الحضور البهي وحزن الغياب، هذا للأسف لاسيما بعد رحيل صديقي ووالدي ايضا اللواء عبدالإله سلام الأصبحي الذي تسللت إلى عالمه فجأة وفي بضع زيارات وبدون مقدمات فولج إلى أعماقي بحضور لا أظنه ينتهي

في زحمة العمل الصحفي الذي كنت أنجزه خلال عملي في صحيفة الجمهورية في تعز الحبيبة المكلومة ، كنت أسترق بعض الساعات صباحاً أو مساء للذهاب لقضاء لحظات أحبها عندما أقضيها مع عبدالله عبدالإله الأصبحي صديقي الأقرب والأحب إلى قلبي ، مازلت أتذكر تلك الفترة التي تمثل متنفساً لي للشعور بالراحة والطمأنينة في منزل اللواء والاديب والمفكر والقاص عبدالإله سلام الأصبحي .

 

خصوصاً وأنا برفقة اخي عبدالله عبدالإله سلام لفترة بسيطة وعندما التقي الوالد الاديب والمفكر والقاص عبدالإله سلام ، لا أجد نفسي سوى تلميذاً يخشى من أي خطأ قد يلحظه أثناء حديثي لأنه الوالد والمربي الفاضل وأشعر بجلالة حضوره بيني وبين عبدالله صديقي وأخي المفضل ، وسرعان ماكانت إبتسامة الوالد عبدالإله سلام الأصبحي تذيب كثيراً من الحواجز التي كنت أتوهمها في حضوره فمرت الأيام وأجد نفسى أسير أكثر نحو منزل الأديب والقاص عبدالإله الأصبحي وأستمتع بلحظات وأنا أستمع إليه بهدوء وهو يتحدث عن القصة وعن الأدب وعن الوطن وعن كل شيء يهم واقع بلادنا لكن هذه الفترات القصيرة التي مازالت اتذكر فيها كثيراً من أحاديث الوالد الفقيد عبدالإله سلام الأصبحي مثلت لي مرحلة هي الأجمل والأهم في تشكيل كثير من قناعاتي، ففيها وميض وعبق من الجمال والوعي المستنير الذي يؤثر ويشع ويلهم في الروح أيضاً ومن الصعب أن يمحوه الغياب الطارئ عن الدنيا .

 

كانت إبتسامة والدي الفقيد عبدالإله سلام كفيلة بأن تمنحني الطاقة والطمأنينة بكل تفاصيل الكلمة فيتحول اللقاء بيني وبين عبدالله وبين الأديب عبدالإله سلام إلى مساحة مشرقة تعزز معنوياتي كل مرة لأن فيها من السلام والنقاء مايكفي لأن تعرف أن اليمن حاضره في كينونة إنسان بكل تفاصيل جمالها وأصالتها وعمقها الحضاري ،

وفي بعض الأحيان قد تنتابنا نوبات من التذمر والإحباط لكن هي فترات يعيد توازنها الكبار آباؤنا وأصدقاؤنا رواد الحرف الذين ينيرون الطريق بكل بساطة ودون تكلف .

 

هي هذه اللحظات التي قصدتها وأنا في حضرة أبي اللواء عبدالاله سلام الأصبحي القامة التي قلما تتكرر لاسيما في مرحلة ضبابية يعيش فيها الجيل توهانا حقيقيا ويعيشها وطن مكلوم يئن من تفاصيل الواقع وينتظر النخبة لتحدد بوعيها وإيمانها وقيمها ملامح الطريق الذي فقدناه في زحمة البحث عن وطن جريح وقيم تلفظ آخر أنفاسها بفضل ضمائر الساسة وتستعيد آدميتها في حضرة الأدباء والمثقفين والشعراء الذين

نستنير بضوء أرواحهم في عتمة الطريق .

 

وبالرغم من أن الوالد والأديب المرحوم عبدالإله سلام طيب الله ثراه لم يحدثني يوماً عن السياسة أو يقحمني بأفكار كثيرة إلا أن قصصه القليلة التي قرأتها ونقاشاته وأحاديثه شكلت لدي قصة وتجارب إنسان كان الوطن ميدانه الواسع ليدعو إلى القراءة والتعلم ومواجهة كل المخاطر وبؤر الجهل التي عشناها بالكثير من الثقافة والإبداع والإطلاع والتعلم لنحمي وطننا وأجيالنا وأمتنا ممن تعاونوا عليها اليوم بسبب الجهل والعصبية فمثله كمثل النموذج المشرف للقائد والإنسان النبيل والمثقف الواعي الذي أحب اليمن دون ضجيج وأثر بصمت في تشكيل مفهوم الوعي للحفاظ على وطنه وشعبه وفي تنوير عقول الأمة وتعريفها بقضاياها العادلة وبالنسبة لي كان بالفعل العنوان الأجمل والمعبر عن هوية و ثقافة مدينة تعز والأب الذي لم يبخل علينا يوما بالدعم والتشجيع والتحفيز للإنتصار للوعي ومجابهة الخرافة بالكثير من القراءة والتعلم .

 

لروحك السلام صديقي ووالدي عبدالإله سلام الأصبحي فقد كنت السلام والوعي والحضور الذي لن يغيب يوما وسنظل نحتاجه في عتمة الطريق.

The post عبدالإله سلام الأصبحي .. حياة وقصة مختلفة !!  first appeared on موقع حيروت الإخباري.

مشاركة الخبر: عبدالإله سلام الأصبحي .. حياة وقصة مختلفة !!  على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

بينهم أم وطفلها شهداء إثر قصف الاحتلال منازل في غزة وجنوب القطاع شاهد

بينهم أم وطفلها شهداء إثر قصف الاحتلال منازل في غزة وجنوب القطاع شاهد

منذُ 30 دقائق

تواصل قوات الاحتلال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم ال 201 تواليا وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح ...

ما آثار تحول اقتصاد تركيا إلى النهج التقليدي على ثقة المستثمرين

ما آثار تحول اقتصاد تركيا إلى النهج التقليدي على ثقة المستثمرين

منذُ 30 دقائق

بحسب مراد أولغن الرئيس العالمي لأبحاث الأسواق الناشئة في البنك فإن الالتزام بالسياسات التقليدية القائمة على القواعد...

محاور التغيير في ألمانيا تجاه القضية الفلسطينية خلال المئة الثانية لحرب الإبادة الجماعية

محاور التغيير في ألمانيا تجاه القضية الفلسطينية خلال المئة الثانية لحر...

منذُ 30 دقائق

عبد الرحمن غزال يكتب ألمانيا الآن أمام تمحيص تاريخي تصحح فيه مسارها المسؤول عن محرقة اليهود وتتشبث بدولة القانون...

توقيع اتفاق ثنائي في مجال النقل الجوي بين مصر وسلطه عمان

توقيع اتفاق ثنائي في مجال النقل الجوي بين مصر وسلطه عمان

منذُ 31 دقائق

استقبل الفريق محمد عباس وزير الطيران المدنى المهندس نايف بن علي بن حمد العبري رئيس هيئة الطيران المدني بسلطنة عمان...

سبع قضايا ملحة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي
سبع قضايا ملحة على جدول أعمال الدورة الـ46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم...
منذُ 32 دقائق

انطلقت أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي فى الرياض اليوم برئاسة سماحة المفتي العام...

الإفراج عن المعتقلين خلال وقفة دعم غزة أمام الأمم المتحدة بالقاهرة
الإفراج عن المعتقلين خلال وقفة دعم غزة أمام الأمم المتحدة بالقاهرة
منذُ 32 دقائق

قررت النيابة العامة المصرية إخلاء سبيل جميع المقبوض عليهم خلال المشاركة في واقفة نسائية حقوقية أمام مبنى الأمم المتحدة...

widgets إقراء أيضاً من حيروت - مقالات

المجتمع المدني في اليمن الواقع والمأمول بقلم| حسين السهيلي
المجلس العام للمهرة وسقطرى أفشل مخططات الامارات  بقلم  محمد يسهول
أيها الفلسطيني أنت الأقوى سلاحك دمك بقلم نصري الصايغ
ما حقيقة تبدل الموقف الأميركي تجاه أنصار الله