السودان: 6 مبعوثين دوليين ولافروف يزورون الخرطوم لدفع عملية التسوية
يبدأ مبعوثو 6 دول في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأربعاء، محادثات مع أطراف الأزمة السياسية في البلاد للدفع بعملية التسوية السياسية الجارية الآن، فيما يصل في وقت لاحق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في زيارة منفصلة.
وكان المبعوثون الستة قد وصلوا معاً في زيارة مشتركة للخرطوم، في ساعة متأخرة من ليلة أمس، وهم: الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي أنيت ويبر، والمبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي فريديريك كلافيه، ورئيس شعبة القرن الأفريقي في الخارجية الألمانية تورستن هوتر، والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان جون أنطون جونسون، والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان بيتر لورد.
وتستغرق زيارة الوفد عدة أيام يلتقي فيها برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" ووزير الخارجية علي الصادق، عدا تحالف قوى الحرية والتغيير وغيره من التحالفات المرتبطة بعملية التسوية السياسية الحالية، وذلك للتعبير عن دعمهم للجهود الرامية إلى توسيع المشاركة في الاتفاق الإطاري السياسي واستكماله بسرعة، مما يمهد الطريق لحكومة انتقالية بقيادة مدنية يمكنها معالجة التحديات الاقتصادية والأمنية والإنسانية في السودان.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن علي الصادق وزير الخارجية المكلف قوله، إن الزيارة تأتي بهدف الدفع بالعملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وحثهم على تقديم التنازلات الضرورية لتحقيق الوفاق والانتقال الديمقراطي في البلاد تمهيدا لتشكيل حكومة مدنية تقود لانفتاح السودان على المجتمع الدولي مرة أخرى.
وتتزامن زيارة المبعوثين الدوليين مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يصل مساء اليوم الأربعاء للخرطوم، ويلتقي في اليوم التالي كلاً من وزير الخارجية السوداني علي الصادق ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو.
وتشهد عملية التسوية السياسية بين المدنيين والعسكر لإنهاء أزمة انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 بوساطة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، عددا من التعقيدات أبرزها رفض تحالفات سياسية الانضمام إليها بحجة أنها غير شاملة وتهيمن عليها قوى الحرية والتغيير، كما شهدت الأيام الماضية انقساماً ظاهراً داخل المكون العسكري ما بين تحفظ على عدم شموليتها مثل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وعضو المجلس الانتقالي شمس الدين الكباشي، فيما يؤيدها على المطلق، نائب رئيس المجلس قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
هل تنجح المساعي الدبلوماسية في إحداث اختراق في التعقيدات السياسية؟
من جهته، قال السفير السابق في وزارة الخارجية السودانية الطريفي كرمنو، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن النشاط الدبلوماسي في الخرطوم، اليوم، يدل على قوة السودان وأهميته، مبيناً أن "كل الدبلوماسيين الزائرين همهم الأساسي تحقيق استقرار سياسي بأي ثمن لأن أي انهيار للدولة السودانية يعني تأثر كل المحيط الإقليمي في تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وليبيا وإثيوبيا".
وأضاف كرمنو أن "أكثر ما يشغل بال المبعوثين الستة هو أمن منطقة البحر، حيث تشعر بلدانهم بالهلع من الاضطرابات السياسية ومحاولات دول أخرى مد سيطرتها على المنطقة".
ويتوقع أن يلقى موضوع الاستقرار الاقتصادي وكيفية معالجة أخطاء صندوق النقد الدولي اهتمام المبعوثين، ولم يجزم كرمنو بإمكانية نجاح المساعي الدبلوماسية في إحداث اختراق في التعقيدات السياسية بسبب تعدد أطراف الصراع الداخلي وتباين مواقفهم.
وأبان السفير أن أجندة وزير الخارجية الروسي قد تختلف مع أجندة بقية المبعوثين، حيث سيركز الاهتمام بما يجري في غرب أفريقيا والصراع الروسي الفرنسي على المنطقة، كما أنه سيكون مهتماً أيضاً بحسب السفير بمنطقة البحر الأحمر خصوصاً وأن نظام الرئيس السابق عمر البشير دخل في تفاهمات مع موسكو تتعلق بإقامة قاعدة روسية على سواحل البحر الأحمر.
مشاركة الخبر: السودان: 6 مبعوثين دوليين ولافروف يزورون الخرطوم لدفع عملية التسوية على وسائل التواصل من نيوز فور مي