اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة في الأبعاد العسكرية والقومية والاستراتيجية
أما هذا العام، فقد أخذت ذكرى العدوان السعودي – الأميركي على اليمن اهتمامًا مضاعفًا واستثنائيًا، كون هذا البلد اليوم، وبقدراته وبإمكاناته وحضوره الإقليمي، يفرض موقفًا تاريخيًّا غير مسبوق في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته، بمواجهة العدوّ الصهيوني في عدوانه على غزّة وفلسطين، والمدعوم من قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
أولًا: في البعد العسكري في المقارنة بين قدرات اليمن العسكرية قبل العدوان العام ٢٠١٥ وقدراته حاليًا، يتبيّن لنا أنه لا مجال للموازنة بتاتًا، فاليوم تفرض الوحدات العسكرية اليمنية نفسها بصورة لافتة وصادمة، في مناورة عسكرية برية وبحرية وجوية، من خلال امتلاكها لإمكانات ضخمة على صعيد الأسلحة النوعية، وخاصة في المسيّرات المختلفة المهام والصواريخ الباليستية والبحرية. وبواسطة هذه الأسلحة النوعية، يقارع اليمن اليوم، مروحة واسعة من القوى العسكرية الغربية القوية، وخاصة الأميركية والبريطانية المنتشرة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بتنفيذ حصار خانق وفاعل على الموانىء الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، نصرة للشعب الفلسطيني في غزّة وفي الضفّة الغربية والقدس. ثانيًا: في البعد القوميّ بعد تسع سنوات من العدوان السعودي – الأميركي عليه، والذي كان بغطاء ما يسمّى “التحالف العربي”، يفرض اليمن نفسه بمواجهة العدوان الأميركي – الصهيوني على الشعب الفلسطيني، لاعبًا أساسيًا، إذ يبرز من بين هؤلاء العرب الذين شكلوا هذا التحالف ضدّه في آذار من العام ٢٠١٥، حاميًا أول لقضية فلسطين، والتي من المفترض أن تكون قضية هؤلاء العرب أعضاء ذلك التحالف الذي فرضه الأميركيون ضدّ اليمن؛ وفي الوقت الذي يخاذل أغلب هؤلاء العرب قضية فلسطين، ارتهانًا أو خوفًا أو خيانة، يقف اليوم اليمن المحاصر، في ذكرى مرور تسع سنوات على العدوان عليه، موقفًا قويًا وثابتًا وشجاعًا ومشرِّفًا، ليشكّل رأس الحربة في الدفاع عن قضية فلسطين وعن قضية كلّ هؤلاء العرب. ثالثًا وأخيرًا: في البعد الاستراتيجي انطلاقًا من الموقع الجغرافي الحيوي لليمن على بحر العرب وعلى البحر الأحمر، حيث كان هذا الموقع أحد أهم أهداف العدوان عليه منذ تسع سنوات، نظرًا إلى قدرة التأثير الاستراتيجي التي يمكن لهذا الموقع أن يؤمّنها لمالكه، وبهدف انتزاع هذه الميزة من أبنائه، يفرض اليوم اليمن نفسه طرفًا فاعلًا من الأقوى بين الأطراف الإقليمية، لا يمكن تجاوزه أو تجاهل قدراته وإمكاناته وحقوقه. وبمعزل عن المواجهة الحاصلة اليوم بين أطراف محور المقاومة وكيان العدو على خلفية الحرب على غزّة وفلسطين، استطاع اليمن، وبعد مرور تسع سنوات على العدوان، أن يثبت نفسه لاعبًا قويًا متمكّنًا، في بقعة جغرافية استراتيجية، قد تكون الأكثر حساسية في العالم.
العميد اللبناني / شارل أبي نادر
The post اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة في الأبعاد العسكرية والقومية والاستراتيجية first appeared on الحقيقة.
مشاركة الخبر: اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة في الأبعاد العسكرية والقومية والاستراتيجية على وسائل التواصل من نيوز فور مي