«الأوروبي» يدين هجمات موسكو السيبرانية
وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى روسيا في سلسلة من الهجمات السيبرانية "الخبيثة" على دول أوروبية من بينها ألمانيا وجمهورية التشيك. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان: "تدين الولايات المتحدة بشدة النشاط السيبراني الخبيث الذي تقوم به الاستخبارات العسكرية الروسية (جي آر يو)... ضد ألمانيا وتشيكيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد". وأضافت واشنطن أن الهجوم نفذته المجموعة المعروفة باسم "إيه بي تي 28" وهي "جهة فاعلة خطيرة ومعروفة ولها تاريخ طويل من التورط في ممارسات خبيثة وضارة ومزعزعة للاستقرار وتخريبية". وأشارت وزارة الخارجية إلى قرارها فرض عقوبات بسبب أنشطة المجموعة خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 واستهداف الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. ولفت بيانها إلى أن السلطات الأميركية تعاونت مع ألمانيا لحظر نقاط الشبكة التي استخدمها المهاجمون في الهجمات الإلكترونية الأخيرة في أوروبا.
كما أصدر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بيانين يدينان الهجوم السيبراني الروسي على ألمانيا وجمهورية التشيك، والذي يقول: إنه كان مستهدفاً أيضاً. وذكر بيان الاتحاد الأوروبي، الذي أصدره جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نيابة عن جميع الدول الأعضاء بالتكتل الـ27 أن الاتحاد "مصر على الاستفادة من المجموعة الكاملة للإجراءات، لمنع وردع والرد على السلوك الخبيث من جانب روسيا في الفضاء الالكتروني". وأضاف بيان الاتحاد الأوروبي "تظهر الحملة السيبرانية الخبيثة النمط المستمر الروسي للسلوك غير المسؤول، في الفضاء السيبراني، باستهداف مؤسسات ديمقراطية، وكيانات حكومية ومقدمي بنية تحتية مهمة، بمختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي وخارجه". ومن جانبه، قال الناتو: "إننا نتضامن مع ألمانيا، في أعقاب الحملة السيبرانية الخبيثة ضد حزب سياسي، في هذه الحالة، الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، ومع التشيك، في أعقاب أنشطة سيبرانية خبيثة ضد مؤسساتها". وأضاف الناتو: "إننا ندين بقوة أنشطة سيبرانية خبيثة، تهدف إلى تقويض مؤسساتنا الديمقراطية وأمننا القومي ومجتمعنا الحر"، وكانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قد تعهدت بتصدٍ حاسم للهجمات الإلكترونية الروسية في ألمانيا.
واتهمت ألمانيا، روسيا بشن هجمات إلكترونية على شركاتها الدفاعية والفضائية وعلى الحزب الحاكم فضلا عن أهداف في دول أخرى، وحذرت من عواقب لم تحددها. ونفت السفارة الروسية في برلين الاتهامات، التي ترددت أيضاً من جانب التشيك وحلف الأطلسي ووزارة الخارجية الأميركية، واصفة إياها بأنها "خطوة غير ودية أخرى تهدف إلى إثارة مشاعر العداء لروسيا في ألمانيا". وقال حلف شمال الأطلسي: إن الحملة الإلكترونية استهدفت أيضاً هيئات حكومية و"مشغلي البنية التحتية الحيوية" وكيانات أخرى في ليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت يتزايد فيه القلق في أوروبا بشأن مخترقين وجواسيس روس مشتبه بهم منذ غزو موسكو لأوكرانيا في عام 2022، وفي الفترة التي سبقت الانتخابات الأوروبية.
وقالت الحكومة الألمانية: إنها استدعت السفير الروسي احتجاجاً على ما قالت إنها حملة شنتها قبل عامين مجموعة لها علاقة بالمخابرات العسكرية الروسية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان: إن الهجمات استهدفت الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا وشركات في قطاعات الخدمات اللوجستية والدفاع والفضاء وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف متحدث باسم الوزارة أن خوادم شركات في قطاعات حيوية تعرضت للاختراق دون ذكر أسماء الشركات أو الخوض في مزيد من التفاصيل حول الأضرار.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر: "هذه الهجمات لا تستهدف فقط أحزاباً فردية أو سياسيين محددين بل تستهدف زعزعة الثقة في ديمقراطيتنا".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: "نحن وشركاؤنا لن نتسامح مع هذه الهجمات الإلكترونية وسنستخدم مجموعة كاملة من الإجراءات للمنع والردع والرد على السلوك العدواني لروسيا في الفضاء الإلكتروني".
وقالت جمهورية التشيك: إن الحملة الإلكترونية الروسية استهدفت عدداً من الكيانات فيها، دون ذكر أسماء، منذ العام الماضي.
وقالت وزارة الخارجية: "في سياق الانتخابات الأوروبية المقبلة والانتخابات الوطنية في عدد من الدول الأوروبية والعدوان الروسي المستمر على أوكرانيا، فإن هذه الأعمال خطيرة على نحو خاص وتستحق الشجب".
وفي بيان منفصل، اتهمت بريطانيا روسيا بتقويض العمليات الديمقراطية دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وحذرت وكالات المخابرات الأميركية في الماضي من القدرات الإلكترونية القوية للجهات التي تخضع لسيطرة المخابرات العسكرية الروسية. وحمّلت مجموعة فانسي بير مسؤولية اختراق حسابات البريد الإلكتروني لفريق عمل هيلاري كلينتون قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وفي عام 2016، اتهمت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات قراصنة روس بسرقة معلومات طبية سرية عن رياضيين أولمبيين أميركيين ونشرها عبر الإنترنت. وصادر مكتب التحقيقات الاتحادي لاحقا موقع (فانسي بير دوت نت) الذي نُشرت فيه هذه المعلومات.
مشاركة الخبر: «الأوروبي» يدين هجمات موسكو السيبرانية على وسائل التواصل من نيوز فور مي