السياحة في الجزائر تتلمس طريقها: استهداف 10 ملايين زائر في 2030
تسعى الحكومة الجزائرية إلى تنويع مصادر الدخل المعتمد حاليا على عائدات الطاقة، ومنها العمل على تشجيع السياحة في الجزائر، عبر استهداف جذب 10 ملايين سائح بحلول عام 2030. وقال وزير السياحة الجزائري مختار ديدوش، في تصريحات نشرتها وكالة "بلومبيرغ" السبت، إن الحكومة قامت بخطوات جادة لتشجيع السياحة في الجزائر، منها إصدار 10000 تأشيرة لزيارة صحراء الجزائر في العام المالي المنتهي في فبراير/شباط 2024، إضافة إلى تسهيلات للمغتربين، حيث بلغ إجمالي عدد السائحين الجزائريين المغتربين 3.3 ملايين خلال تلك الأشهر الاثنتي عشرة.
وأكد أن إصدار التأشيرة حاليا يستغرق من أسبوع إلى 10 أيام، وهي أقصر بكثير من السابق بعد أن باتت تصدر عبر القنصليات، مؤكدا أن الحكومة تعتمد حاليا في تشجيع السياحة في الجزائر على الرحلات في قلب الصحراء التي تمثل نحو 80% من مساحة البلاد، وقال "إنه للأشخاص الذين يريدون اكتشاف عظمة الطبيعة، وللسياح الذين يبحثون عن فندق خمسة نجوم، أقول في الصحراء لديكم مليون نجمة!". وقال ديدوش إن هناك خططا لتشجيع السياحة في الجزائر، عبر توسيع سياسة التأشيرة الأسرع لتشمل البلاد بأكملها قريبا، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وتبلغ تكلفة الرحلة المتوسطة التي تستغرق أسبوعا، والتي ينظمها مشغلون محليون وتشمل مركبات الطرق الوعرة والتخييم البسيط، ما يصل إلى 800 يورو (863 دولارا) للشخص الواحد، ولا تشمل الرحلات الجوية الدولية والمحلية، وفقا لوكلاء السفر الجزائريين.
وتدرج وكالة السياحة الفرنسية أرض المغامرات "Terres d’Aventure"، في جولات تبدأ من تسعة أيام مقابل 1850 يورو، بما في ذلك الرحلات الجوية. وأطلقت الجزائر مبادرة في يناير/كانون الثاني 2023، لتسهيل حصول السياح الأجانب على تأشيرة دخول للبلاد تشجيعا لسياحة المغامرات، عبر القيام بجولات في الصحراء جنوب البلاد، والتي تستهدف بشكل رئيس السياح الذين لا يريدون وسائل راحة واستجمام مكلفة.
وفي 2012 أصدرت وزارة الداخلية مرسوما يسمح للمواطنين باستخدام منازلهم نُزلاً للسياح لمواجهة النقص في عدد الفنادق المؤهلة لذلك. ونص المرسوم على فكرة "الإقامة لدى الساكنة"، أو ما يسمى أيضا "صيغة الإيواء السياحي"، ويعني إمكانية التأجير السياحي لكامل البيت، أو لقسم منه مع ضمان الأمن والسكينة والخدمات للزائر، وتوفير كل الخدمات اللازمة في البيت من تدفئة وغيرها من ظروف الراحة. حيث تأمل الحكومة أن تسهم هذه الفرص في إضفاء حركة أكبر على السياحة في الجزائر، بما فيها في المناطق الجبلية والريفية، وتعتزم تعزيز قدرات السياحة الداخلية بكل الوسائل الممكنة، ووضع تشريعات جديدة تشجع الناشطين في المجال السياحي على مزيد من استقطاب السياح.
ووفقا للوكالة، فإنه يجب حجز الرحلات من خلال وكالات السفر المعتمدة في الجزائر وعادة ما يكون للزوار رفقة أمنية. بالإضافة إلى استكشاف الصحراء، وأفاد بعض منظمي الرحلات السياحية بأنهم قادرون على اصطحاب مجموعاتهم إلى مواقع في الشمال أيضا، على الرغم من أنه ليس من الواضح مدى انتشار هذه الممارسة.
مقومات سياحية في الجزائر
وتمتلك الجزائر مقومات سياحية مهمة، ففي شمال البلاد، حيث تعيش الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 47 مليون نسمة، تشمل مناطق الجذب ساحلا يبلغ طوله 1200 كيلومتر (746 ميلا) ومواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، مثل الآثار الرومانية في تيبازة وتيمقاد وجميلة، فضلا عن الأزقة المترامية الأطراف في قلب الجزائر العاصمة. وفي فبراير/شباط، افتتحت العاصمة المسجد الكبير الجديد، الذي وُصف بأنه ثالث أكبر مجمع ديني في العالم، ومعلم يمكن رؤيته من أي مكان في المدينة.
وفي الجنوب حيث الصحراء الشاسعة، يتصادم بحر من الكثبان الرملية في العرق الشرقي الكبير مع كتل الحجارة الرملية في هقار وطاسيلي ناجر، كما تمتاز ولاية غرداية بكثير من المعالم السياحية الأثرية والتاريخية منها قصر العطف وقصر بنورة وقصر غرداية وقصر مليكة وغيرها.
تسهيلات لتشجيع السياحة في الجزائر
كما تقدم الحكومة تسهيلات وخدمات لتشجيع السياحة في الجزائر ويوجد حاليا، وفق ديدوش، 1600 فندق تقدم خدمات مناسبة للمسافرين الدوليين بسعة تتراوح بين 150 ألفا إلى 160 ألف سرير. وأضاف أن "هذا لا يكفي لاستيعاب تدفق أعداد كبيرة من السياح". وأكد أن السلطات تتخذ الآن الخطوة التالية المتمثلة في إتاحة الأراضي للمستثمرين في قطاع السياحة، حيث جرى تخصيص 58 ألف هكتار في جميع أنحاء البلاد. وبينما جرى منح الأرض سابقا كشكل من أشكال الامتياز، فإنه بموجب القوانين الجديدة سيجري نقل الملكية إلى المستثمرين بعد اكتمال المشروع.
وقال ديدوش إن السلطات بحاجة إلى "إبراز صورة الجزائر باعتبارها وجهة". مضيفاً: "نريد أن نظهر للرأي العام الدولي أن لدينا وجهة جيدة وأننا شعب له تاريخ وتقاليد وتراث وفن الطهو والحرفية".
كما أعلنت السلطات الجزائرية الأسبوع الماضي، عن قرار استثنائي بالسماح للرعايا الجزائريين في الخارج والحاملين جوازات سفر أجنبية، بالدخول إلى الجزائر باستظهار بطاقة تعريف وطنية بيومترية، من دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول، بعد مطالبات نيابية وضغط لافت على القنصليات.
مشاركة الخبر: السياحة في الجزائر تتلمس طريقها: استهداف 10 ملايين زائر في 2030 على وسائل التواصل من نيوز فور مي