أسطوانات غاز الطهي القديمة... قنابل موقوتة في منازل سورية
يشتكي سكان مناطق شمال وشرق سورية الخاضعة لسلطة "الإدارة الذاتية" الكردية، من قلقهم حيال سلامة أسطوانات غاز الطهي المنزلية التي تستخدم منذ وقت طويل، وأدت مشكلاتها إلى حوادث وانفجارات خلفت إصابات ووفيات خلال الآونة الأخيرة.
في الرابع من مايو/أيار الماضي، أعلنت وفاة ليلى خليل، من سكان مدينة المالكية شمال الحسكة، بعد أن قضت نحو عشرة أيام في المستشفى عقب إصابتها بانفجار أسطوانة غاز في منزلها. وجعلت تلك الحادثة سكان المنطقة يسلطون الضوء على مشكلات أسطوانات الغاز التي يستعملونها، مشيرين إلى انتهاء صلاحية كثير من تلك الأسطوانات، وبعضها تجاوز عمرها 25 عاماً.
أطلق الأكاديمي فريد السعدون حملة لحث السلطات على التحرك تحت عنوان "قنابل موقوتة في بيوتنا". وكتب عبر "فيسبوك" أن "مسألة عطل رأس أو برغي جرة الغاز تجاوز مرحلة التلف، وأصبح من الصعب تركيب الجرة من دون وجود تسريب، مما يجعلها قنبلة موقوتة في منازل المواطنين، مع العلم أن ثمنها يقترب من 10 دولارات".
ويؤكد السعدون لـ"العربي الجديد"، أن "إهمال السلطات المحلية بلغ حدوداً غير مقبولة في قضية أسطوانات الغاز وغيرها من قضايا إهمال البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية".
وفي أغسطس/آب 2022، أدى انفجار مستودع لأسطوانات الغاز في مدينة القامشلي، إلى أضرار مادية جسيمة في الحي الغربي من المدينة، وفي نهاية عام 2021، أصيب أربعة أشخاص من عائلة واحدة نتيجة انفجار أسطوانة غاز طهي في منزلهم.
يقول أحمد خليل، من حي الهلالية في القامشلي لـ"العربي الجديد" إن "جميع أسطوانات غاز الطهي المستعملة حالياً انتهى عمرها الافتراضي، وباتت غير صالحة للاستخدام. واجهت مشكلات مع الأسطوانات عدة مرات، ويتكرر تسرب الغاز رغم أخذي الاحتياطات اللازمة من إحضار جلدة ووصلة محكمة، لكن المشكلة في صمامات الأسطوانات نفسها. على السلطات النظر في هذا الأمر الخطير، والعمل على تحديث الأسطوانات، وإحالة غير الصالح منها للإتلاف. هذا أمر أساسي ضمن تقديم الخدمات للمواطنين".
ويقول عبد الرحيم عبدو، وهو من سكان القامشلي، إنه أجبر مرتين على دفع مبالغ مالية لاستبدال صمام جرة الغاز، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن "أصحاب المستودعات يعلمون أن الصمامات لا تعمل، لكنهم يجبروننا على دفع كلفة صيانتها من جيوبنا. في المرتين لم أستفد من أسطوانة الغاز، وبسبب التسريب اضطررت إلى تفريغ الأسطوانة من محتواها خارج المنزل خشية حدوث كارثة في منزلي".
وتشير ميادة العلو، وهي من سكان الحسكة، إلى أنها اضطرت إلى إفراغ أسطوانة الغاز في "بوتاغاز" منزلي صغير بعد ملاحظتها تسريب الأسطوانة عقب ساعات من استبدالها، وقالت لـ"العربي الجديد" إن "الأسطوانات المستعملة كلها قديمة، والوضع بات مخيفاً للغاية، ونخشى كثيراً من وقوع انفجارات".
كثير من أسطوانات غاز الطهي في سورية انتهى عمرها الافتراضي
من جهته، يؤكد محمد الشرابي، وهو موزع أسطوانات غاز طهي منزلي معتمد في محافظة الحسكة، أنهم يستلمون الأسطوانات من المعمل مع صمام مغلق، ويملؤونها بالغاز، ولذلك لا يتبين ما إذا كان هناك خلل بالصمام أم لا، ويضيف لـ"العربي الجديد": "عندما نوزع الأسطوانات على المواطنين، ويأخذونها إلى المنزل يظهر التسريب من أسفل الصمام، فيرجعونها إلينا، فنقوم بإفراغ المحتوى في أسطوانة جديدة، وهذا العملية تفقدنا نحو نصف كيلو غاز من الكمية، لكن لا يمكن تجاهلها لما لتسريب الأسطوانات من مخاطر على المواطنين".
ولا تقتصر تلك الحوادث على مناطق شمال شرقي سورية، بل شهدت العديد من المناطق السورية، لا سيما مناطق سيطرة النظام، حوادث مشابهة خلفت ضحايا بين السكان. في مارس/آذار الماضي، أصيب ثلاثة أشخاص بحروق وجروح عقب انفجار ناتج من تسرب الغاز المنزلي في أحد محال المصوغات، ما خلف أضراراًَ مادية كبيرة في المحل الكائن بمنطقة الميدان في العاصمة دمشق، إضافة إلى تضرر عدد من السيارات المركونة أمام المحل. وأشارت التحقيقات حينها، إلى أن سبب الانفجار هو تسرب الغاز المنزلي، ما دفع السكان إلى المطالبة بالتحقق من سلامة جميع الأسطوانات وقابليتها للاستعمال.
وفي منتصف عام 2020، سجلت مناطق سيطرة النظام في بلدة نبل، شمالي محافظة حلب، حادثة مفجعة، حيث لقي أربعة أشخاص حتفهم وأصيب 23 آخرون من جراء انفجار بمستودع لأسطوانات الغاز على أطراف البلدة، وأدى الانفجار إلى تدمير عدد من المنازل المجاورة للمستودع.
مشاركة الخبر: أسطوانات غاز الطهي القديمة... قنابل موقوتة في منازل سورية على وسائل التواصل من نيوز فور مي