رأي سريع حول اختيار مجلة أمريكية لأفضل 50 أغنية عربية في القرن الجديد
مؤخرًا وضعت المجلة الأمريكية “رولينغ ستون” قائمة بأفضل 50 أغنية عربية في القرن 21، وحازت أغنية تملي معاك على المرتبة الأولى. قد يكون ذلك منطقي، ليس من حيث اللحن، الأغنية على مقام الكرد، واستخدمت ايقاع البوب لاتين، وهو الأسلوب الذي تفجر حول العالم مع ريكي مارتن، في أغنية مونديال 98، “اولي اولي”. ومنطقية الاختيار ليس لأن لحن تملي معاك هو الأفضل، لكن لتأثيرها الكبير حول العالم، ربما أكثر أغنية عربية معروفة حول العالم، ومازالت حتى اليوم تحظى باستماع. وستظل علامة فارقة في صناعة البوب العربي. لسببين، الأول إستايلها المختلف لحنا وموسيقى مقارنة بما سبقها، وتأثيرها على صناعة الموسيقى الرائجة لاحقا. الثاني، أسلوب التوزيع الموسيقي الذي استخدمه طارق مدكور. واستخدام الايقاعات المبرمجة. ولا ننسى تطور تقنيات صناعة الموسيقى من حيث التسجيلات والمكسيجات وغيرها.
مثلًا أنا سأفضل البومات أخرى لعمرو دياب مثل علم قلبي وكمل كلامك. لكن اختيار تملي معاك معقول.
لكن بعد ذلك سنجد اختيارات عبيطة، “يا طبطب” بالمرتبة الثانية، صحيح أنها عمل ناجح، لكن لحنها عبيط وباهت.
أغنية الشاب خالد، في المرتبة الثالثة، براقة وعالمية. يمكن أن تكون هي وتملي معاك في المرتبتين الأولى والثانية.
لكن مثلًا اختيار أغنية “يا غايب” لفضل شاكر، شيء مضحك، خصوصًا وأن لحنها يوناني ومعروف. بما يعني أن الاختيار ارتجالي وعبيط، ولا يفقه في الموسيقى العربية.
سنجد أيضًا غياب أغنية شعبية كان لها أثر كبير “اه لو لعبت يا زهر” لأحمد الشيبة. سواء أحببناها أو لا، كانت فارقة في الغناء الشعبي المصري، وعلامة في تطورها. وأنا للعلم لست من محبي هذا اللون الغنائي المصري.
أعتقد سبب غيابها، لأن لحنها استخدم مقام البيات الشرقي، الذي يحتوي على ربع التون. وهو ما يجعله غير مستساغ للمستمع الغربي. وبالتأكيد الأشخاص الذين اختاروا القائمة خضعوا لذائقتهم، وواضح أنهم غير ضالعين بالموسيقى الشرقية. وهذا عيب مجحف.
لن أتحدث عن بقية الاختيارات التي هيمنت عليها ألحان تعود لآخر خمس أو ست سنوات. مثلًا أغنية “بالبنط العريض” السامجة، لولا أنها تجاوزت مشاهداتها على اليوتيوب 630 مليون مشاهدة. أيضًا الاختيارات تبنت إلى جانب الاعمال المشهورة، اختيارات لنجوم معروفين. وحقيقة لا ندري المعايير التي وضعوها لاختياراتهم.
المجلة الأمريكية، دائمًا ما تعد أحكام حول الأفضل، أفضل 100 او 500 أغنية عالمية. أفضل 100 أو 200 مغني في العالم. وهذه القائمة الأخيرة اثارت جدلًا حتى في أمريكا.
وغالبًا ما تحوز الموسيقى الأمريكية والانجليزية 80 بالمئة أو أكثر، فهي تتعامل من مركزية ثقافية.
The post رأي سريع حول اختيار مجلة أمريكية لأفضل 50 أغنية عربية في القرن الجديد appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: رأي سريع حول اختيار مجلة أمريكية لأفضل 50 أغنية عربية في القرن الجديد على وسائل التواصل من نيوز فور مي