الإعلام الحربي وتقويض عملية السلام في اليمن
تعد وسائل الإعلام إحدى أدوات الحرب الحديثة، ويلعب الإعلام الحربي دورًا مهمًا في التأثير على الرأي العام وتوجيه مسار أي صراع، مثله مثل بقية الأسلحة المستخدمة، وربما أشد فتكًا من الرصاصة، فالرصاصة قد تقتل فردًا بينما الكلمة تنسف مجتمعًا.
شهد اليمن، منذ بدء الحرب عام 2015، استخدامًا مفرطًا للإعلام الحربي من قبل مختلف الأطراف، تلفزيون، وإذاعة، وصحف، ومواقع إلكترونية، حتى وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك دون إدراك تداعياته السلبية على مسيرة السلام في المدى القريب والبعيد أيضًا.
والحقيقة، يشكل الإعلام الحربي اليوم خطرًا كبيرًا على مسيرة السلام في اليمن، إذ يبدو كأنه صار لغة وثقافة، على الرغم من جهود السلام المتواصلة والمحادثات الجارية بين أطراف الصراع، برعاية أممية.
فبعيدًا عن طاولة الحوار الجاري، مازالت لغة الكراهية هي السائدة، من خلال شيطنة الآخر وتعنيفه، إمعانًا بالعبث وتمزيق المجتمع المنكوب بـ”مليشيا، ومرتزقة”، وهو ما يُهدد بإعاقة أي جهود للتوصل إلى حلٍّ سلميٍّ للصراع، وينذر بتفكك المجتمع اليمني، إذ تحظى وسائل إعلام الصراع بكل وسائل الدعم لديمومة خطابها الفج، بينما تفتقر وسائل الإعلام المستقلة لأبسط مقومات وشروط الاستمرار في تقديم خطاب إعلامي مهني بنّاء، بعيدًا عن التحيز لأي طرف. ولن نتحدث هنا عن معاناتنا كمؤسسة إعلامية مستقلة، فالحديث قد يطول ويحول دون غايتنا المنشودة.
باختصار، لا يسعنا إلا أن ندعو أطراف الصراع ورعاة جهود السلام، إلى إدراك خطورة ما يحدث، وسرعة إيقاف خطاب الكراهية وحملات التحريض المتبادلة، والعمل بالتوازي على دعم الإعلام المستقل وتعزيز دوره في نشر ثقافة السلام والتسامح، وتشجيع لغة الحوار، حتى لا تفشل جهود حل النزاع في اليمن، وتحقيق السلام.. السلام الذي صار اليوم حاجة موضوعية بل وانسانية.
The post الإعلام الحربي وتقويض عملية السلام في اليمن appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: الإعلام الحربي وتقويض عملية السلام في اليمن على وسائل التواصل من نيوز فور مي