مرَّ بي هاجس فبكينا معًا
مرّ بي هاجس
يجعل الخوف خوفين،
والأرض أرضين،
والناس ناسين،
والأغنيات نحيب
الهواجس ما خذلتني
ولكن هذا الوميض فبي رغبة أن يخيب،
فأسألني مرتين ولكنني لا أجيب
إفترض أن هذي المخاوف
تبقى حقائق تمشي على قدمين
فماذا إذن أنت فاعله في الخيال الرحيب؟
سأدخل في الجوهر الواقعي وأسأل منفعلًا:
هل سيرجع برميل قعطبة أو حريب؟
ومن سوف يحكم هذا الشمال العجيب؟
وهل سوف يسحل ثانية في شوارع صنعاء عبدالرقيب؟
مر بي هاجس ليته لم يمر
أرى حية الكهف رقطاء سوف تسود
وتحمر كالجمر حين الشرارة تأكل قلب الحسود
أرى المسجد الشافعي يغير كيما يصير منار التشيع
في لحظات الجمود الرهيب
وصفصافة الجدول القروي تغادر تربتها في الممر الخصيب
والعقول تغادر رأي الحكيم المصيب
وأحزابنا ستتاجر بالبردقان المحلي واليانصيب
ولا شيء يبقى على رسله غير لحن النشيد المقفى
وايقاع هذا الزمان العصيب.
مر بي هاجس
كان حزني شديدًا
وحلمي بعيدًا
وانا في بلادي أعيش كما لو أكن بالغريب
لا البعيد بعيد هنا
لا القريب قريب
سوف أرثي الصداقة في ومضة
سوف أنعى العلاقة في لحظة
سوف العن هذي المناكب
ألعن هذا الوجود المريب.
مر بي هاجس
قلت أغمض عيني حتى أرى لوحة للعوالم تطمس هذي الروابي اليباب، وتكشط مفردة الحرب من معجم النشرات، وأرسمها في بياضي بحبر يلونه الحلم كيما يعانقها العقل والقلب في خفة مثل برق يشق الجبال ويرسل شفرته للمعنى اللبيب.
سوسن وشذى قال لي هكذا واشترطنا اذا ومشينا نرتب أوراقنا في ملف البلاد المبعثر أوراقه في حوار بلا حجة أو صدى يستجيب.
الصباح الطري هنا في الطريق المدى والبريق وأسلوب عابرة لا تضيق وترنيمة في نعاس المسنة في باب موسى هنالك حيث الضجيج المفخخ بالبؤس والناس مكسورة النظرات بأحزانها المثقلات بأوجاع هذا الدبيب.
مر بي هاجس
وجلسنا معًا
أحتسي قهوتي وهو يرقص في صفحة الكأس، يسألني عن خيوط السجائر، يبصر صفرة ظفري وأقرأه في تقوس سنبلة الامنيات وفي المنجل البلدي، هنا كل شيء رقيب حسيب.
أزدرت علاجي
لعلي أموه قولوني العصبي
وأكتب أغنية للحبيبة
تلك التي اصطفتها سويداء قلبي
ويضحكني طيفها
في خضم اللهيب.
مر بي هاجس وأنا أمضغ القات، والقات يمضغني والمدينة نائمة كالكلاب التي نعست تحت سيارة لست أذكر فيها سوى صورة بللتها الغيوم. أتى هاجس لا يرتب أحداثه مثل طير له مخلب وذيول وسقسقة وكلام خليط من اللهجات ويدعونه طائر الصمت والعندليب.
مر بي هاجس أشعل الشوق حتى وجدت الجبال أشف من الماء، أبصرت ما خلفها فبكيت قليلًا وأورق في أضلعي غصن هذا الحنين، تذكرت لون الغمام وسرب الحمام وكفكفة الدمع يوم جنازة أمي، وأول يوم أؤذن في مغرب المسجد القروي، وكوم الجرائد والنشرة اللندنية والصبح أبيض مثل الحليب.
سأدخل في الجوهر الواقعي وأسأل منفعلًا:
هل سيرجع برميل قعطبة أو حريب؟
ومن سوف يحكم هذا الشمال العجيب؟
وهل سوف يسحل ثانية في شوارع صنعاء عبدالرقيب؟.
تعز.
The post مرَّ بي هاجس فبكينا معًا appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: مرَّ بي هاجس فبكينا معًا على وسائل التواصل من نيوز فور مي