الصادرات.. شواهد النجاح
بقدر الجهود التي بُذلت من أجل تطوير الاقتصاد السعودي، من خلال برامج وخطط ومبادرات نوعية، جاءت بها رؤية 2030 قبل نحو ثمانية أعوام، بقدر الثمار التي يجنيها الوطن والمواطن اليوم، بميلاد اقتصاد وطني قوي وراسخ، ينطلق من مرتكزات صلبة، أوصلته إلى العالمية، عبر تفعيل قطاعات ومسارات اقتصادية واستثمارية متنوعة، تواكب المستجدات والاهتمامات الدولية من جانب، وتحقق للمملكة كل ما تطمح إليه من جانب آخر، وهو ما جعل الاقتصاد السعودي اليوم أحد أبرز الاقتصادات الصاعدة على مستوى العالم، وأقل ما يُوصف به هذا الاقتصاد، بأنه يتمتع بالاستدامة والنمو عاما بعد آخر.
وتبقى الشواهد على تميز الاقتصاد الوطني كثيرة متنوعة، صادرة عن مؤسسات محلية وأخرى دولية معروفة، رأت أن المملكة تحقق تحت مظلة رؤية 2030 كل ما تطمح فيه وتخطط له، بأقل مجهود وأفضل صورة، وارتكزت بعض هذه الشواهد على وعد أطلقته الرؤية، بتقليص الاعتماد على دخل النفط، وإيجاد قطاعات اقتصادية أخرى، قادرة على تنويع مصادر الدخل، وهو ما يتحقق على أرض الواقع، من خلال تنامي الصادرات غير النفطية بوتيرة سريعة ومطمئنة، يعكس الجهد المبذول في تطوير القطاعات الإنتاجية، وتحفيزها على إيجاد منتج وطني مميز، يكثر عليه الطلب بالأسواق العالمية.
وحمل تقرير الهيئة العامة للإحصاء، أرقاماً مهمةً بشأن تنامي الصادرات السعودية بشهر مايو الماضي، عندما أعلن أن الصادرات غير البترولية (شاملة إعادة التصدير) سجلت ارتفاعًا بنسبة 8.2 % مقارنةً بالشهر نفسه في العام الماضي (2023)، وبالمقارنة مع شهر أبريل الماضي، فقد ارتفعت قيمة الصادرات السلعية بنسبة 3.3 %، كما أن قيمة الصادرات غير البترولية شاملة إعادة التصدير ارتفعت بنسبة 26.9 %.
الأرقام السابقة، تخفي وراءها جهوداً كبيرةً ومكثفةً من قيادة بلادنا، من أجل تطوير قطاع الصناعة السعودي، ودعمه بما يلزم، لزيادة الصادرات، والتقليل من الواردات، وهو ما تحقق بالفعل في مجال الصناعات الكيماوية، التي شكلت 23.8 % من إجمالي الصادرات غير البترولية، تليها صناعة اللدائن والمطاط ومصنوعاتهما التي تمثل 21.8 % من إجمالي الصادرات غير البترولية، وهو مشهد يؤكد ريادة المملكة في مثل هذه الصناعات.
لن تتوقف مسيرة الصادرات غير النفطية عند حد معين، وإنما ستواصل نموها مع اكتمال خطط رؤية 2030، مستنيرة ببرنامج «صنع في السعودية» الذي أبصر النور في عام 2021، بهدف تحفيز الشركات الوطنية على الإنتاج، والاستفادة من مزايا البرنامج لتسويق المنتجات والتواصل مع المستهلكين.
مشاركة الخبر: الصادرات.. شواهد النجاح على وسائل التواصل من نيوز فور مي