لماذا أخفقنا في باريس؟
كانت المشاركة السعودية في أولمبياد باريس 2024 أقل من المأمول بكثير، بالنظر إلى حجم الدعم الحكومي التاريخي وغير المسبوق للرياضة السعودية، وتمكين كل الاتحادات مالياً وإدارياً والتحول الإداري الكبير في منظومة اللجنة الأولمبية السعودية.
أقول أقل من المأمول، بعد أن أخفق الفارسان السعوديان المخضرم رمزي الدهامي والشاب عبدالرحمن الراجحي في تحقيق أي ميدالية، وهما اللذان يمثلان مع زميلهما خالد المبطي رأس حربة الرهان السعودي على الميداليات الأولمبية.
في المقابل، فإنه لن يكون من العدل الحديث بلغة ناقدة تجاه النجوم الشباب مثل محمد تولو، والسباح الواعد زيد السراج، فالسراج وتولو يمثلان جيلاً واعداً يمكن المراهنة عليه في المستقبل، بجانب حسين آل حزام الذي سيكون لديه مساحة كافية لتحقيق منجز في المستقبل.
أظن أننا بحاجة لإعادة هيكلة حقيقية لطريقة إعداد المواهب والأبطال، وذلك يبدأ من محاسبة الاتحادات المقصرة تجاه عجزها عن إظهار مواهب قادرة على المنافسة على المستوى الأولمبي، وتجاوز المستويين الإقليمي والقاري.
كل شيء يمكن توفيره للاتحادات الرياضية كان حاضراً، فالإمكانات والدعم المالي والذي لطالما كان شماعة لإخفاقات وفشل الاتحادات السابقة حضر بقوة، أما اليوم فلا عذر لتلك الاتحادات، بل وأصبح واجباً محاسبتها تجاه إخفاقها في تحقيق أي هدف رسمته في هذا الأولمبياد.
لا ينقص السعوديين الموهبة، ولا القدرة ولا الدعم، لكن ما ينقصنا بحق هو وجود قدرات وكفاءات إدارية قادرة على صنع الأبطال، خصوصاً في الألعاب الفردية، إذ من غير المنطقي ألا تستطيع المملكة المنافسة في ألعاب كالسباحة والرماية والفروسية والسهام والبلياردو والسنوكر وألعاب القوى، وهي ألعاب يمكن تحقيق العديد من المنجزات فيها إن وجدت الكفاءات الإدارية والتي يمكن استقطابها من الخارج، تماماً كما نستقطب المدربين والرؤساء التنفيذيين في أندية كرة القدم.
لا بد من أن تعقد اللجنة الأولمبية مؤتمراً صحافياً يكون بمثابة جرد حساب لكل الاتحادات ووضع الثقة في الاتحادات المنجزة وسحبها من تلك التي أخفقت، والتفكير جدياً بطريقة مختلفة لصنع الأبطال ودراسة دور الأندية وإمكانية التخلي عنه ووضع المسؤولية على الاتحادات وحدها في صناعة الأبطال.
مشاركة الخبر: لماذا أخفقنا في باريس؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي