القهوة والتسوق
يا لها من دراسة عظيمة قد ترشح لجائزة نوبل في الاقتصاد أو في الدراسات الاجتماعية أو أي مجال قريب من موضوع القهوة أو موضوع التسوق. تقول الدراسة حسب الجمعية النفسية البريطانية إن المتسوقين الذين يتناولون فنجانا من الإسبريسو قبل التسوق أنفقوا 50% أكثر من الذين شربوا قهوة منزوعة الكافيين.
دراستي الخاصة التي تعتمد على الملاحظة تقول إن عددا غير قليل من مرتادي الأسواق يذهبون إليها من أجل القهوة ثم يغادرونها بدون أكياس تسوق.
التسوق له علاقة بالاحتياج والقدرة الشرائية، وقد يكون لفئات محدودة في المجتمعات قادرة ماليا مسألة ترف لا ضرورة.
القهوة كانت صديقة للصباح بسبب قناعة كثير من الناس بأن فنجان القهوة يساعد على الاستيقاظ والتركيز أو معالجة الصداع. في هذا الزمن، زمن القهوة أصبحت القهوة صديقة كل الأوقات وكل الشوارع والأسواق والمحطات والمطارات.. إلخ. في الأسواق ربما أصبحت القهوة أكثر متعة من التسوق كونها تتيح الفرصة للالتقاء بأفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل وتمضية الوقت في أحاديث ممتعة تنسيهم موضوع التسوق. من زاوية أخرى أو وجهة نظر أخرى ربما يكون تواجد المقاهي في الأسواق وسيلة جذب للتسوق، لكن القهوة نفسها أو نوعها ليس هو الحافز. المقاهي في الأسواق هي لبعض المتسوقين استراحة من عناء التسوق.
أنا من محبي القهوة في البيت وفي المقهى وفي السوق وخارج السوق وليس لها علاقة -بالنسبة لي- بالتسوق مهما كان نوعها، معنى هذا أن دراسة الجمعية البريطانية لا تشملني، والمعنى الآخر أشرت له في مقال سابق بعنوان (دراسات)
أشرت فيه إلى أن بعض الدراسات يصرف عليها جهد ووقت ومال وهي ليست ذات أولوية، وبعضها يصل إلى نتائج هي حقائق معروفة وثابته مثل أفضلية نوم الليل على نوم النهار. الأمر الآخر أن أولويات البحوث والدراسات تختلف من مجتمع لأخر، والمنتظر من مراكز البحوث والجامعات عندنا وضع المعايير المناسبة لتحديد الموضوعات المحلية التي لها الأولوية في جدول الدراسات والبحوث، ولا أتوقع أن موضوع القهوة سيكون أحد فقرات هذا الجدول.
أقول لمحبي القهوة وأنا أحدهم: المهم الاعتدال في استهلاكها والاعتدال صفة جميلة في كل الأمور، وعدم جعلها شرطا لتحسين المزاج والانتاجية والسعادة.. هل ترونها نصيحة مثالية غير واقعية؟
مشاركة الخبر: القهوة والتسوق على وسائل التواصل من نيوز فور مي