جهود أهلية لتجاوز تداعيات فيضانات الجزائر
تواصل الجمعيات الأهلية والهيئات الإغاثية في الجزائر، مساعيها الرامية إلى إغاثة المتضررين من الفيضانات التي ضربت الولايات الجنوبية، خصوصاً منطقة عين الصفراء بولاية النعامة (جنوب غرب)، حيث وصلت شحنات من المساعدات الغذائية، بينما تركز جهود أخرى على إرسال فرق من المتطوعين للمساعدة في رفع الأوحال من داخل البيوت والمحال، وفتح الطرقات.
وتجوب فرق إغاثية أرسلتها جمعية الإرشاد والإصلاح، أقدم الجمعيات الأهلية في الجزائر، وهيئات إغاثية أخرى، أحياء مدينة عين الصفراء، لتوزيع وجبات ساخنة على المتضررين، بموازاة العمل على تنظيف الشوارع من آثار الكارثة.
يقول رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، المكي قسوم، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حدث في عين الصفراء كان كارثة سبّبت خسائر كبيرة، وتفاعلت مكاتبنا في المنطقة المنكوبة مع الأوضاع، ووجهنا مساعدات عاجلة تضم الفرش والأغطية، وفي مرحلة تالية، قمنا بفتح مطعم لتوزيع وجبات ساخنة على المتضررين، وقامت الجمعية باستئجار جرافات للمساعدة في فتح الطرق، ورفع الأتربة المتراكمة في الشوارع لتسهيل حركة التنقل".
وتبرز تداعيات الفيضانات احتياج السكان إلى مختلف المساعدات الإنسانية، واليد العاملة لإخراج الأوحال من المنازل التي لا يزال الكثير منها شبه مردوم، ما يتطلب تسريع السلطات تعويض المتضررين، والبدء بإعادة تأهيل الأضرار.
في بلدة مغرار القريبة من عين الصفراء، جرفت الفيضانات المحاصيل الزراعية، وسبّبت ردم المنبع المائي للسقي، كما خلفت خسائر في البنية التحتية، خصوصاً شبكة المياه والصرف الصحي، إضافة إلى كثير من الطرق والجسور، كما تضرر خط السكك الحديدية.
ويقول رئيس مكتب جمعية لقاء شباب الجزائر في النعامة، محمد موساوي، لـ"العربي الجديد: "قمنا بعد الفيضانات بزيارة ميدانية للاطلاع على الأوضاع، ونستطيع القول إنها نكبة كبيرة، إذ جرفت المياه والأوحال ممتلكات الناس، ودمرت أراضيهم الزراعية، وقتلت الكثير من مواشيهم، خاصة أن المنطقة زراعية رعوية، إضافة إلى تدمير أسقف العديد من المنازل. أولوية التدخل هي رفع الأوحال والرمال، خصوصاً أن كل منازل حي وسط المدينة الذي يعرف باسم الفيلاج، طمرت الأوحال أجزاء منها".
يضيف موساوي: "قمنا بالتنسيق مع السلطات البلدية لنقل عشرات الشباب المتطوع يومياً من بلدية النعامة التي تبعد 70 كيلومتراً إلى مدينة عين الصفراء، للمساهمة في رفع الأوحال وإخراجها من المنازل وفتح الطرق. في الوقت نفسه قمنا بحملة جمعت 50 قفة مؤونة، ومجموعة من الأفرشة والأغطية ومساعدات إنسانية مختلفة. لكن هذه المساعدات تظل غير كافية، خاصة أن الوضع في المدينة لايزال صعباً، والحياة لم تعد بعد إلى طبيعتها، ونحتاج إلى فترة لرفع الأوحال وفتح الطرقات، ناهيك عن ضرورة الإسراع بتنفيذ الخطة العاجلة التي تعهد بها وزير الداخلية الذي زار المدينة قبل أيام رفقة وزير الموارد المائية، بشأن تكفل الدولة بخسائر السكان، وتعويضهم".
وقال وزير الداخلية إبراهيم مرّاد للأهالي خلال الزيارة: "لن يبقى مواطن واحد من دون تكفل، وهناك تعليمات من الرئيس عبد المجيد تبون للتكفل بالمتضررين، ونطمئن الجميع أن الدولة سوف تتكفل بهم بعد إحصاء الخسائر، وسنتابع الوضع إلى غاية عودة الأمور إلى طبيعتها".
بدوره، يؤكد الناشط المدني في ولاية النعامة، عبد الرحمان سكوري لـ "العربي الجديد": "حدث كل شيء بسرعة في مدينة عين الصفراء، فالأمطار الغزيرة التي هطلت الأسبوع الماضي سبّبت زيادة المياه في الوادي، فتحول إلى طوفان جارف، وتدفقت المياه إلى وسط المدينة محملة بالرمال والأشجار، لتجرف كل شيء في طريقها، من شاحنات وسيارات ومحال تجارية ومنازل، كما حملت إلى وسط المدينة أطناناً من الرمال التي سدت الطرق وغطت المنازل. في وقت قصير للغاية، أصبح العديد من السكان من دون فراش ولا غطاء ولا كساء ولا غذاء".
يضيف سكوري: "الكارثة التي حلت بمدينة عين الصفراء تفوق طاقة السكان والمقدرات المحلية، لذا كان لازماً التعاون بين السكان وأجهزة الحماية المدنية والسلطات البلدية والكثير من الفرق الشبابية، وجرى تجنيد العديد من الجرافات، بما فيها تلك التابعة لخواص، وأمكن عبر ذلك تخفيف العبء بعض الشيء، لكن الأمور ما زالت بحاجة إلى مجهودات كبيرة".
من جهتها، أطلقت جمعية البركة الجزائرية قافلة إغاثية عاجلة لمساعدة متضرري الفيضانات في ولاية بشار، وفي مدينة عين الصفراء بولاية النعامة، تشمل إمدادهم بالأغطية والأفرشة والقفف الغذائية ضمن مشاريع الجمعية الإغاثية.
مشاركة الخبر: جهود أهلية لتجاوز تداعيات فيضانات الجزائر على وسائل التواصل من نيوز فور مي