
"أحلام على وسادة"... لعبة فيديو فلسطينية تجمع 200 ألف دولار
عندما عرض المطور الفلسطيني، رشيد أبو عيدة، لعبة "أحلام على وسادة" على شركات نشر الألعاب رفضتها بحجة أنها تدور حول النكبة الفلسطينية، ما يجعلها "مثيرة للجدل". لكن عندما توجّه إلى الجمهور قوبل بالترحيب والدعم، ونجحت "أحلام على وسادة" في جمع ما لا يقل عن 200 ألف دولار أميركي خلال حملة تمويل جماعي.
وتضامُنُ الجمهورِ لدعم اللعبة هو ترجمة لتضامنه مع الشعب الفلسطيني الرازح تحت إبادة جماعية خلّفت حتى الثلاثاء 46 ألفاً و645 شهيداً، و110 آلاف و12 مصاباً، وفقدان ما يزيد على 11 ألف فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، ووسط تجاهل إسرائيلي لمذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
قصة "أحلام على وسادة"
تتناول لعبة "أحلام على وسادة" قصة أم تمسك بوسادة بدلاً من طفل في عوالم موازية من الكوابيس والصدمات وسنوات من التاريخ الفلسطيني وهي في طريقها إلى لبنان. ويصفها مطورها بأنها لعبة مغامرات حول "أرض مليئة بالناس تتحول إلى شعب بلا أرض". وتأتي اللعبة محمّلةً بالتقاليد الشعبية الشفوية، مع الحفاظ على الجذور التاريخية الدقيقة.
ويجري تطوير "أحلام على وسادة" داخل الضفة الغربية المحتلة وسط تحديات هائلة، تترواح بين الألم النفسي تجاه ما يحدث في غزة وحتى في الضفة الغربية. يقول المطور أبوعيدة في مقابلة مع موقع روك بيبر شوتغان لأخبار ألعاب الفيديو: "إنها حياة يومية صعبة للغاية. مجرد اصطحاب أطفالك إلى المدرسة أمر كبير لأنك لا تعرف الطريق الذي يجب أن تسلكه. أنت لا تعلم أين توجد نقاط التفتيش وما إذا كانوا سيغلقون الطرق اليوم أم لا"، "في كل يوم، تحدث هجمات متعددة في قرى مختلفة في المدن من قبل الجنود أو المستوطنين. حرق المنازل. قطع الأشجار"، "تدمير الطرق الرئيسية"، "هذا صخب يومي نعيشه".
وهذه هي لعبة الفيديو الثانية من أبو عيدة بعد "ليليا وظلال الحرب"، التي تحكي قصة العدوان الإسرائيلي على غزة في 2014، الذي خلّف حينها 2322 شهيداً، بينهم 578 طفلاً و489 امرأة، و11 ألف مصاب، منهم 302 سيدة، إلى جانب ألفي يتيم. ونقل موقع سي دي أم عن أبوعيدة قوله في 2016: "أنا أب لطفلين، لا أستطيع أن أتخيل حياتي من دونهما، لكن في فلسطين لا أحد آمن. عندما بدأت الحرب في غزة ورأيت صور الأطفال مقتولين بين أيدي والديهم، شعرت بالصدمة، انتابني شعور غريب، إنه مزيج من الحزن والخوف والتعاطف والغضب، كل ما كنتُ أفكر فيه هو: ماذا لو حدث هذا لي؟ لقد اخترتُ مشاركة هذه المشاعر في لعبة لإيصال رسالة حول كيفية عيشنا كفلسطينيين في ظل هذا الوضع. إنها ليست مجرّد لعبة، إنها حالة ونداء للمساعدة".
مشاركة الخبر: "أحلام على وسادة"... لعبة فيديو فلسطينية تجمع 200 ألف دولار على وسائل التواصل من نيوز فور مي