
حادثة كوبري عباس.. ما الحقيقة وما الخيال؟
تمر اليوم الذكرى الـ78 على وقوع حادثة كوبري عباس حيث خرج آلاف الطلاب في مظاهرة من جامعة الملك فؤاد الأول إلى قصر عابدين للمطالبة بجلاء الإنجليز وقطع المفاوضات، وقامت الشرطة المصرية بفتح "كوبري عباس" بأمر من رئيس الوزراء وزير الداخلية محمود فهمي النقراشي عندما كان يمر من فوقه الطلبة، وأدى ذلك إلى تساقطهم في نهر النيل ووفاتهم غرقًا وإلقاء القبض على من نجا منهم.
أحداث فبراير 1946 بالتحديد "9-10" فبراير كانت بسبب المطالبة بالجلاء بعد وضوح سوء نية الإنجليز وعدم رغبتهم في الجلاء عن مصر.. وخرجت المظاهرات يوم 9 فبراير من جامعة القاهرة قاصدة قصر عابدين وكان الطلبة يهتفون بالجلاء.. وعندما وصلوا إلي كوبري عباس كان مفتوحًا بالفعل لمرور المراكب فنزل بعض طلبة كلية الهندسة إلي أسفل الكوبري وأغلقوه حتي يعبر الطلبة إلي البر الشرقي للنيل فاصطدموا بقوات البوليس التي حاولت صدهم عن التقدم وضربوهم بالعصي الغليظة وأصيب 84 طالبًا ونقل أغلبهم إلي قصر العيني ولكن لم يمت أحد منهم.. نهائيًا".
وفى كتاب "أوراق هنري كورييل والحركة الشيوعية المصرية" جمع ودراسة رءوف عباس وترجمة عزة رياض: وفي مظاهرة التاسع من فبراير التي رُفع فيها شعار "الجلاء بالدماء" اصطدم البوليس بالطلبة على كوبري عباس في مذبحة النقراشي الشهيرة التي أسفرت عن مئات من الجرحى وأكثر من عشرة من القتلى.
كان لهذه الأحداث آثار خطيرة استغلتها الحركة المصرية للتحرر الوطني لمضاعفة جهودها التنظيمية فطلبت من العمال الانضمام إلى الطلبة في الجامعة التي حاصرها البوليس، وقد انتهى هذا الحصار بصدامات عنيفة أُحرقت فيها الزينات المعدة بمناسبة عيد ميلاد الملك فى الحادى عشر من فبراير، واجتمع الطلبة في كلية الطب، وحاصرهم البوليس بها يومين وليلتين، ثم لجأ إلى الغازات المسيلة للدموع والأعيرة النارية.
وقال عبد الرحمن الرافعى فى الجزء الثالث من "أعقاب الثورة المصرية" الصادر عن دار المعارف، "بالغ الرواة فى تصوير حادثة كوبرى عباس ليجعلوا منها فيما بعد دعاية سياسية ضد وزارة النقراشى وزعموا أن بعض الطلبة قد قتلوا وبعضهم غرقوا فى النيل وقد تحققنا أنه لم يقتل أحد ولم يغرق أحد فى هذه الواقعة بالذات ولو كان قد حدث لذكر اسمه ولو بعد حين".
كما قالت الدكتورة لميس جابر، فى مقال لها نشر بعنوان "أكذوبة مذبحة كوبرى عباس" إن شهداء الجامعة المنقوشة أسماؤهم علي النصب التذكاري لجامعة القاهرة سقطوا في مظاهرات نوفمبر لعام 1935 عندما خرجوا يهتفون مطالبين بعودة دستور الأمة وسميت أيامها "بمظاهرات الدستور" واسماها عبدالرحمن الرافعي "ثورة الشباب" وبرر هذا بأنها كانت صورة مصغرة من مظاهرات ثورة 1919.
مشاركة الخبر: حادثة كوبري عباس.. ما الحقيقة وما الخيال؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي