
هل شكسبير هو من ابتكر قصة رومير وجوليت؟
ظهرت مسرحية روميو وجولييت المأساوية الخالدة لويليام شكسبير لأول مرة في المطبوعات عام 1597، وتقدم المسرحية الشهيرة حكاية مقنعة عن "عشاق ينتحرون" بسبب "ضغينة قديمة" بين أسرتيهم فهى قصة آسرة عن الحب المحرم التي استمرت كواحدة من أكثر مسرحيات شكسبير شعبية، وألهمت عددًا لا يحصى من التكرارات في المسرح والسينما، تدور القصة حول روميو العاشق وجولييت الجميلة - اثنتان من أشهر الشخصيات في الثقافة الشعبية حتى يومنا هذا، ولكن يبقى السؤال هل شكسبير هو من ابتكر قصة العشاق؟.
لم يكن الإطار الذي قامت عليه مسرحية روميو وجولييت من ابتكار شكسبير أيضًا ـ، وذلك يرجع لأنها حبكة قديمة قدم السرد القصصي نفسه بكل تأكيد.
وتحتوي رواية أوفيد "التحولات" ، التي نُشرت في عام 8 ميلاديا، هي أقدم نسخة باقية من الحبكة المألوفة، ولكن حتى الشاعر الروماني استوحى أفكاره من أساطير أخرى، ففي حكاية أوفيد، كان بيراموس وثيسبي عاشقين بابليين منعهما والداه من الزواج. وعندما تسلل الزوجان للقاء بالقرب من شجرة توت، خافت ثيسبي من أسد وهربت تاركة عباءتها خلفها. ووجد بيراموس العباءة، واعتقد أن حبيبته قد قُتلت، فسقط على سيفه. وعندما وجدت ثيسبي جثته، انتحرت بنفس السيف.
ربما ألهمت قصة أوفيد الخالدة عن العشاق المنكوبين كتاباً آخرين ليحاولوا تجسيد قصص الحب المأساوية التي عاشوها مجازياً، ولا شك أن شكسبير كان على علم بقصة بيراموس وثيسبي، ولكن على الرغم من هذا التكريم، فإن تتبع الصلة بين أوفيد وروميو وجولييت ليس بالأمر السهل، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فاكت.
ومن المرجح أن يكون إلهام شكسبير قد جاء من مجموعة متنوعة من المصادر والزخارف التي استخدمها كتاب آخرون، بما في ذلك القصيدة السردية للشاعر الإنجليزي آرثر بروك عام 1562 بعنوان "التاريخ المأساوي لروميو وجولييت".
وكانت تلك القصيدة نفسها مستندة إلى الترجمة الفرنسية لقصة في رواية الكاتب الإيطالي ماتيو بانديلو (قصص) وتأثرت بقصيدة جيفري تشوسر الملحمية في القرن الرابع عشر " ترويلوس وكريسايد ". تتضمن مسرحية شكسبير التغييرات التي أدخلها بروك على نسخة بانديلو من حكاية العشاق، مما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن قصيدة بروك كانت المصدر الرئيسي للإلهام لشكسبير.
مشاركة الخبر: هل شكسبير هو من ابتكر قصة رومير وجوليت؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي