
الصدر يطالب إيران بتسليم عناصر جماعة "القربان" الفارين من العراق
مع اتساع ظاهرة جماعة "القربان"، الدينية في مدن جنوب ووسط العراق، وملاحقة قوات الأمن لها واعتقال العشرات من عناصرها خلال الفترة الأخيرة، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، السلطات الإيرانية بتسليم أفراد الجماعة الفارين إلى الحكومة العراقية، معتبرا أن المجموعة المتطرفة تتلقى دعما خارجيا.
وجماعة القربان أو "العلّاهية"، حركة فكرية انتشرت بمدن جنوبي العراق، وتقوم بطقوس متطرفة، من بينها إيذاء النفس والانتحار تقرباً من الإمام علي بن أبي طالب، ولتسريع ظهور الإمام المهدي المنتظر، ضمن مفهوم "تسريع ظهور علامات قيام الساعة"، بحسب اعتقادها.
وسجلت مدن ذي قار والمثنى والنجف وبابل والبصرة خلال الفترة الماضية، عمليات انتحار جماعية لعدد من أفراد الجماعة ضمن طقوس معينة ومتطرفة في إيذاء الجسد. وتتبنى أفراد هذه الطائفة، التكفير لمخالفيهم، الأمر الذي تسبّب في اضطرابات اجتماعية وأمنية بمحافظات جنوبي العراق، وقد سجلت محافظات ذي قار وميسان والبصرة والقادسية (الديوانية)، حالات الانتحار داخل المنازل وبعض الجوامع التي يتخذونها مقار لهم. وبلغ عدد من تم اعتقالهم أكثر من 200 شخص خلال الأشهر الماضية، لكن بعضهم اختفوا من المشهد بعدما كانوا يقيمون أنشطة عامة في الأسواق والتجمعات العامة.
وفي هذا الصدد، ناشد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس الاثنين، السلطات الإيرانية بتسليم الفارين من أفراد الجماعة للحكومة العراقية. وقال الصدر في بيان نقلته وسائل إعلام عراقية محلية، إن الحركة التي وصفها بـ"المنحرفة"، هي "نتيجة الانحطاط الثقافي والعقائدي وفيها ميول للدنيا وجمع المال والأنصار من أجل منافع دنيوية بغض النظر عن النتائج الدينية". وأضاف: "الطامة الكبرى هي استخفافهم بعقول الشباب وأمرهم بالانتحار المحرم (...) فإلى نار جهنم وساءت مصيراً (...) ولن ينال الحق من انتحارهم شيء وليس ذلك إلا جهلاً ومعصية الله ولرسوله ولوصيه".
pic.twitter.com/eqKBEhLZKB
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) February 17, 2025وشدد أن على "الجميع فضحهم والتبليغ عنهم وعدم مساندتهم، بل مقاطعتهم حتى بالمأكل والمشرب (...)"، لافتاً إلى أنه "حسب فهمي فإن مثل هذه الحركات مدعومة من الخارج". وناشد الصدر إيران "تسليمهم إلى الحكومة العراقية لمعاقبتهم، بأسرع وقت ممكن".
ويؤكد حديث الصدر أنباء جرى تداولها في السابق عن فرار عدد من زعماء الحركة ومنظريها إلى إيران بعد ملاحقة قوات الأمن العراقية لهم. وقال مسؤول بوزارة الداخلية في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن الجماعة تتكاثر في المناطق الشعبية والعشوائيات الأكثر فقرا والأقل تعليما. وأضاف طالبا عدم الإفصاح عن هويته، كونه غير مخول بالتصريح، أن ما لا يقل عن 200 شخص تم اعتقالهم، وخلال التحقيق معهم تبين أنهم "يتبنون ويؤمنون بفكرة ألوهية الإمام علي بن أبي طالب، وأن القربان هو قتل النفس لتسريع اللقاء به، وتسريع ظهور الإمام الغائب، ضمن مفاهيم دينية مختلقة وشاذة"، كاشفا عن تسجيل حالات انتحار بين الفتيات أيضا بعدما كان مقتصرا على الشباب الذين تنحصر أعمارهم بين 17 و30 عاما.
ومعظم من أقدم على الانتحار من المنتمين للجماعة، تركوا رسائل مكتوبة أفادوا بها بأنّهم "قرابين للإمام علي بن أبي طالب". ويبدو أنّ "جماعة القربان" تملك تنظيماً واضحاً وقنوات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتُقدّر السلطات الأمنية أعدادهم حاليا بآلاف ينتشرون في مناطق جنوب العراق.
والشهر الماضي، أصدرت محكمة جنايات محافظة واسط جنوبي العراق، أحكاما بالسجن بحق مدانين ينتمون إلى للجماعة. وأوضح المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان له أن "الأحكام صدرت لارتكاب المدانين جريمة تحريض المواطنين على الانتحار، وفق المادة 408". كما كشفت إدارة المحافظة، أن العشرات من المعتقلين في سجونها ينتمون إلى جماعة "القربان".
من جهته، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي علي الكناني لـ"العربي الجديد"، إن السلطات تتعامل مع الجماعة على أنها بؤر تهديد أمنية. وأضاف الكناني أن "الحركة قائمة على مفاهيم متطرفة، تلغي الآخر المختلف معها، وتحث على قتل وإيذاء النفس، والأهم أنها تستعيد أفكار جماعات مندثرة تاريخيا، مثل فكرة ألوهية الإمام علي، وفكرة القربان وتقديم النذور البشرية وغيرها"، معتبرا أن الخطر الأكبر في وصول هذه الأفكار إلى مرحلة حمل السلاح أو التنظيم المسلح، خاصة مع وجود وفرة كبيرة بالسلاح في الشارع، "لذا تتعامل الحكومة مع الملف على أنه أمني وحسنا فعلت في هذا القرار"، بحسب قوله.
مشاركة الخبر: الصدر يطالب إيران بتسليم عناصر جماعة "القربان" الفارين من العراق على وسائل التواصل من نيوز فور مي