
على طريقة فيلم "الجزيرة".. خُط العفادرة هل يشبه خُط الصعيد؟
في عالم الجريمة والعمليات الأمنية، تبرز بعض الشخصيات والعمليات التى تحمل طابعًا دراميًا يشبه أحداث الأفلام، ومن أبرزها شخصية خط الصعيد "محمد منصور" الذى عاد إلى الأذهان مؤخرًا بعد نجاح قوات الشرطة فى القضاء على محمد محسوب، المعروف بـ"خُط العفادرة"، حيث تمكنت قوات الشرطة من القضاء عليه فى ساحل سليم بمحافظة أسيوط بطريقة درامية مثيرة، إذ كانت عملية القضاء عليه وتنفيذ العملية تتسم بدقة التخطيط التى تشبه إلى حد بعيد مشاهد فيلم "الجزيرة" للنجم أحمد السقا، والذى استوحى أحداثه كذلك من شخصية عزت حنفى، الذى بنى إمبراطورية كبيرة ضد القانون هو الآخر، قبل أن تنهار أيضًا على يد قوات الشرطة.
ودائما ما يُنظر إلى "خط الصعيد" على أنه رمز للجريمة، وأنه تم تصويره كذلك بطريقة بطولية كرمز من رموز مقاومة الاحتلال البريطاني، نشأ في قلب الصعيد المصري، حيث كانت العصابات تعتمد على شبكة معقدة من العلاقات داخل المجتمع الصعيدي مستفيدا من تركيبته القبلية، المبنية على القوة والتخويف، ومن هنا جاءت أسطورة الخُط محمد منصور، الذى استطاع نشر الرعب والفزع فى نفوس الناس، متحديًا الشرطة لسنوات طويلة، ظل فيها يسرق ويقتل، وينهب أموال الناس دون رحمة.
اعتمد "منصور" فى جمع "المطاريد" من حوله والخارجين عن القانون، من فرض سيطرته، سرقوا وقتلوا وتاجروا فى المخدرات والسلاح، هكذا نشر محمد منصور الرعب فى قلوب الناس فى المنطقة، من خلال أكثر من 20 جريمة قتل وشروع فى قتل.
قبل أن تأتى نهايته عام 1947 بعدما أقدم على خطف طفل، طالبًا فدية كبيرة من أسرته، والتي قامت بدورها بإبلاغ الشرطة، التي طلبت من أسرة الطفل مسايرة الخط، وعن طريق ضابط مشهور أسمه العبودى، استطاع القضاء عليه بعدما نصب له كمينًا فى المكان المحدد للتسليم، ودارت معركة بالرصاص قتل فيها الخُط، لتنتهي أسطورته.
على النقيض من تقاليد خط الصعيد القديم، وفي صورة أشبه لصورة منصور الحفني في فيلم "الجزيرة" جاء محمد محسوب الذي أسس تنظيمًا إجراميًا لا يقل خطورة عن أسطورة خط الصعيد، عُرف بـ"خُط العفادرة" وعلى غرار منصور، نجح محسوب، في فرض سيطرته المطلقة من خلال أكثر من 1200 قضية جنائية، وعلى طريقة منصور الحفني في فيلم "الجزيرة" تحصّن في الجبال المحيطة بالقرية برفقة مجموعة مسلحة، ومع بدء العملية الأمنية، دارت اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها العناصر الإجرامية أسلحة نارية ثقيلة، ما استدعى ردًا حاسمًا من قوات الأمن.
وأسفرت المواجهة عن مصرع محسوب ونجله، إلى جانب أربعة من معاونيه، لينتهى بذلك سجل طويل من الجرائم التي شملت القتل والسطو وفرض النفوذ على الأهالي.
وصلت ذروة الدراما في عملية القضاء على محمد محسوب في ساحل سليم، حيث تم تنفيذ العملية بأسلوب يتماشى مع الخيال السينمائي، استُخدمت في هذه العملية تقنيات حديثة للمراقبة والتخطيط، بالإضافة إلى تكتيكات قتالية محكمة، مما جعل اللحظات الأخيرة لمحسوب تبدو كأنها مشهد من فيلم "الجزيرة"، كانت التفاصيل الدقيقة والتنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية عناصر أساسية في نجاح العملية، مما أضفى عليها طابعًا دراميًا لا يُنسى.
مشاركة الخبر: على طريقة فيلم "الجزيرة".. خُط العفادرة هل يشبه خُط الصعيد؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي