
دمشق.. أعمال أساتذة كلّية الفنون الجميلة منذ 1960
في أول نشاط فنّي يحتضنه "المركز الوطني للفنون البصرية" والتابع لـ"كلية الفنون الجميلة" في دمشق، بعد إسقاط النظام السوري، الذي كان مستحوذاً عليه ومغلقاً لأبوابه، افتُتح الثلاثاء الماضي معرض فنّي، يضمّ أعمال أساتذة الكلّية منذ تأسيسها عام 1960 وصولاً إلى الوقت الحالي، ومن المُقرّر أن يتواصل حتى الخميس المُقبل.
يستعيد المعرض أكثر من 120 عملاً فنّياً لـ 78 فنّاناً وفنّانة سورية، تنوّعت تجاربهم بين مدارس وأساليب وتقنيات فنّية وموضوعات متعدّدة في فنون التصوير والحفر والنحت والتصميم الغرافيكي، حيث تعكس المراحل التي مرّت بها الحركة التشكيلية السورية، والأجيال التي شهدتها كلية الفنون الجميلة.
وأوضحت عمادة الكلّية في تصريحات صحافية إلى أنّ الهدف من المعرض هو أن يكون درساً تعليمياً للطلّاب، وبذات الوقت نافذة سورية للإطلالة على العالم، في حين لفتَ مُنسِّق المعرض، التشكيلي عبد الناصر ونوس، إلى أنّ الأعمال المعروضة هي من مقتنيات وزارة الثقافة إضافةً إلى مقتنيات الصالات الخاصة، وأعمال أرسلها أصحابها من الخارج مثل الفنانَين فارس قره بيت وبطرس المعرّي.
يتضمّن أعمالاً لـ فاتح المدرس ونذير نبعة وبطرس المعرّي وآخرين
ومن أبرز أساتذة الكلّية الذين يُضيء المعرض اشتغالاتهم: فاتح المدرس (1922 - 1999)، وإلياس الزيات (1935 - 2022)، وأحمد دراق السباعي (1935 -1987)، ونذير نبعة (1938 - 2016)، وصبحي شعيب (1909 - 1974) الأمر الذي يُتيح استكشاف تطوّر العملية التدريسية في الكليّة خصوصاً خلال العقود الأولى من تأسيسها، وذلك بسبب ندرة المراجع والمعارض الجماعية من هذا النوع، واستحالة إقامتها أو العودة إلى أرشيفات الجامعة والبحث فيها بشكل عملي وشفاف، منذ بداية الثورة عام 2011.
من جهته أكّد الناقد سعد القاسم أنّ عرض أعمال الروّاد المؤسّسين لكلية الفنون هو فرصة كبيرة أمام الطلّاب والفنّانين ومحبي الفن لمشاهدتها بشكل مباشر، ويعيد العلاقة الإبداعية بين الأستاذ والطالب، والتي كانت مكرّسة في بدايات عمل الكلية واختفت بعدها لتصبح علاقة تدريسية فقط، وأشار إلى أن كلية الفنون الجميلة لا تملك متحفاً ولا مقتنيات حالياً، رغم تراكم أعمال الأساتذة والطلاب لديها لسنوات، جراء تفريط بعض الإدارات السابقة زمن النظام البائد بهذه الأعمال، وتقديمها هدايا لمسؤولين ومتنفذين لا يعرفون قيمتها.
أمّا الفنّان والخطّاط منير الشعراني فتمنّى أن تستمرّ هذه المعارض النوعية في المركز، وأن تعود كلية الفنون لتخريج فنانين حقيقيين، وليس كما كان يحصل في السنوات الأخيرة.
الجدير بالذِّكر أنّ "المركز الوطني للفنون البصرية" افتُتح عام 2015، وهو من أكبر وأحدث المراكز التخصصية في المنطقة العربية، وقد أُعيد ضمُّه، بعد إسقاط النظام، إلى كلية الفنون الجميلة في دمشق، حيث ظلّ لفترة طويلة تحت يد أحد رجال الأعمال المُقرّبين من السلطة البائدة.
مشاركة الخبر: دمشق.. أعمال أساتذة كلّية الفنون الجميلة منذ 1960 على وسائل التواصل من نيوز فور مي