تصعيد ومنع مسيرات بالجزائر هل تريد السلطة وقف الحراك

تصعيد ومنع مسيرات بالجزائر.. هل تريد السلطة وقف الحراك؟

تم نشره منذُ 2 سنة،بتاريخ: 12-05-2021 م الساعة 05:58:30 الرابط الدائم: https://newsformy.com/news-621714.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : عربي21

تغيّر أسلوب تعامل السلطات الجزائرية، مع مسيرات الحراك الشعبي منذ استئنافها في 22 فبراير/شباط الماضي، وبلغ التصعيد ميدانيا وإعلاميا أوجّه في الأسابيع الأخيرة.


وبات اللجوء إلى عمليات التوقيف والاعتقال دارجا بكثرة في مسيرات الثلاثاء والجمعة، كما أصبحت قوات الأمن لا تتردد في استعمال القوة أحيانا في تفريق المسيرات سواء بالعاصمة أو غيرها من المدن الكبرى.


وانتقل التعتيم الإعلامي الذي كان ممارسا في السابق، إلى هجوم على المسيرات الشعبية واعتبار أنها مخترقة من عناصر إسلامية متطرفة أو موجهة من حركة انفصالية تنشط بمنطقة القبائل.


ونشر التلفزيون العمومي، تصريحات لأشخاص تم تقديهم على أنهم نشطاء اعتادوا المشاركة في المسيرات، يقولون بأن الحراك تغير في مضمونه وشعاراته ولم يعد نفسه الذي كان في الأول.


وسبق ذلك، نشر اعترافات لعناصر في تنظيمات إرهابية أو انفصالية، يتحدثون عن مخططات لاستهداف المسيرات الشعبية بهدف نشر الفوضى في البلاد والاستنجاد بالتدخل الأجنبي.


مظاهر التصعيد 

ويقول عبد الغني بادي الحقوقي والناشط البارز في الحراك الشعبي، إن من مظاهر هذا التصعيد، رفع حدة القمع سواء في الاعتداء على الحراكيين في المسيرات بكل أشكال العنف، وكذلك الاعتقال لساعات طويلة حتى بعد آذان المغرب، والإبقاء على الكثير لتقديمهم أمام القضاء للمحاكمة، إيداع الناس الحبس والتضييق عليهم بالرقابة ، مع تشويههم إعلاميا.


ويرى بادي في حديثه مع "عربي 21"، أن الهدف الأول لذلك، هو كسر عزيمة النشطاء في مشروعهم السياسي الرامي الى الانتقال السياسي ،وبالتالي ابعاد مشروع التحول الديمقراطي الحقيقي.


وذكر المتحدث، أن كثرة الاعتقالات والمتابعات والمحاكمات، الغرض منها تخويف الناس وإرباكهم وثنيهم عن فكرة النضال السياسي الحقيقي المنتج للديمقراطية، مشيرا إلى السلطة تستنفر كل وسائل الدولة للقضاء على الحراك إنهائه.


ووفق تقديرات اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين – وهي مجموعة رصد محلية – فإن ما لا يقل عن 63 ناشطاً هم قيد الاحتجاز حالياً في الجزائر، 48 منهم أُلقي القبض عليهم منذ فيفري/شباط. 


ودفعت هذه التطورات حتى المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، روبرت كولفيل، للدخول على الخط، والتعبير عن قلقه المتزايد من الوضع في الجزائر حيث العديد من الحقوق الأساسية، مثل الحق في حرية الرأي والتجمع السلمي ما زالت حسبها "تتعرض للهجوم".


وبحسب منظمة العفو الدولية، التي تمتلك ممثلية في الجزائر، فإن السلطات استخدمت ما وصفته بالقوانين القمعية لمقاضاة عشرات المحتجين السلميين بموجب تهم مثل "المساس بالوحدة الوطنية" أو "المساس بالمصلحة الوطنية" أو "التحريض على التجمع غير المسلح" أو "إهانة موظفين عموميين" أو "الإساءة إلى رئيس الجمهورية".


موقف السلطة

في مقابل هذه النظرة، يتحدث الخطاب الرسمي للسلطة، في كل مرة، عن مخاوف من انزلاق الأوضاع، والانقياد وراء جهات مغرضة تريد ركوب المسيرات، هدفها حسبه، إسقاط الدولة.


ويتولى وزير الاتصال الناطق الرسمي للحركة، عمار بلحيمر، الدفاع عن موقف السلطة المتحفظ على هذه المسيرات، وذلك في حواراته المتواصلة مع الصحافة الوطنية والأجنبية.

 

اقرأ أيضا : زيتوت: نظام الحكم في الجزائر يقود البلاد إلى الخراب


وذهب الوزير إلى حد وصف الحراك الشعبي بـ"التحراك"، مؤكدا أن من يقف خلف الدعوة له هم أطراف من الخارج، معروفة بعلاقاتها المشبوهة مع دول وأطراف معادية للجزائر.


واتهم بلحيمر في إحدى حواراته التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، من وصفهم بـ"بقايا الحركات الإرهابية والانفصالية التي تهدد وحدة الوطن واستقراره باعتماد شعارات مغرضة لها خلفيات خبيثة"، مشيرا إلى أن الوضع مختلف، حسبه، عن الحراك الأصيل الذي خرج فيه الشعب برمته مطالبا بالتغيير.


وضمن التسلسل المنطقي لهذا الخطاب، أصدرت وزارة الداخلية بيانا تحظر فيه المسيرات دون موافقة رسمية، مع جملة اشتراطات تطالب بتقديم هوية منظمي المسيرة وشعاراتها ومسارها.


وأشارت وزارة الداخلية في مبرراتها إلى أن "المسيرات الأسبوعية أصبحت تعرف انزلاقات وانحرافات خطيرة، بحيث أصبحت لا تبالي بما يعانيه المواطنون من انزعاج وتهويل ومساس بحرياتهم".

العلاقة الانتخابات؟
ويربط مراقبون، هذه الموجة من التصعيد بالانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 12 يوينو/جوان المقبل، والتي يقابلها الحراك الشعبي في عمومه بموقف شديد الرفض لاعتبارها وسيلة يحاول من خلالها النظام تجديد نفسه.


وتعد هذه آخر محطة بالنسبة للسلطة في مسار الإصلاح السياسي، بعد الانتخابات الرئاسية ثم استفتاء الدستور وتغيير قانون الانتخابات، انتهاء بحل البرلمان والتمهيد لانتخابات تعيد بناء السلطة التشريعية.


وتقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر، لويزة آيت حمادوش، أن الملاحظ في سلوك السلطة اللجوء إلى التصعيد، كلما اقترب موعد انتخابي، مثلما حدث مع الانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الاول 2019 ثم استفتاء الدستور في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وذلك بهدف إنجاح الموعد الانتخابي، حسبها، على الأقل شكليا.


لكن آيت حمادوش في تصريحها لـ"عربي 21"، تشير إلى أن ما يختلف عن المحطات الانتخابية السابقة، هو حدة التصعيد في هذه الموجة واستهدافها المواطنين البسطاء وشدة التجنيد الأمني وطريقة التصرف مع قوائم المترشحين، وهو ما يوحي حسبها بوجود خلفيات أخرى تقف وراء هذا التصعيد.


وتابعت أستاذة العلوم السياسية، تقول: "يبدو في نهاية المطاف أن هذا القمع لا يخدم الهدف الظرفي المتمثل في إنجاح الانتخابات نظرا لتأثيره العكسي على الهيئة الناخبة وعلى الرأي العام. 

مشاركة الخبر: تصعيد ومنع مسيرات بالجزائر.. هل تريد السلطة وقف الحراك؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

ارتفاع حصيلة الصحفيين الشهداء في غزة

ارتفاع حصيلة الصحفيين الشهداء في غزة

منذُ 52 دقائق

ارتفعت حصيلة الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 141 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر...

البنك المركزي التركي يقرر الإبقاء على سعر الفائدة عند 50 بالمئة

البنك المركزي التركي يقرر الإبقاء على سعر الفائدة عند 50 بالمئة

منذُ 52 دقائق

أوضح بيان صادر عن البنك المركزي عقب اجتماع عقدته لجنة السياسة النقدية للمركزي التركي برئاسة محافظه يشار فاتح قره خان...

انفجار قبالة سواحل عدن اليمنية وبحرية بريطانيا تتحرك لدعم السفينة

انفجار قبالة سواحل عدن اليمنية وبحرية بريطانيا تتحرك لدعم السفينة

منذُ 52 دقائق

قالت هيئة عمليات التجارة البريطانية تلقينا بلاغا عن سماع صوت انفجار قوي ومشاهدة رذاذ ودخان على بعد 15 ميلا بحريا جنوب...

بريطانيا طلبت من إسرائيل السماح لمراقبين بزيارة أسرى فلسطينيين

بريطانيا طلبت من إسرائيل السماح لمراقبين بزيارة أسرى فلسطينيين

منذُ 52 دقائق

تعتقل دولة الاحتلال أكثر من 9 آلاف و500 أسير فلسطيني في سجونها وفق مؤسسات حقوقية فلسطينية...

برشلونة يزف خبرا سارا لجماهيره بخصوص إدارته الفنية
برشلونة يزف خبرا سارا لجماهيره بخصوص إدارته الفنية
منذُ 52 دقائق

أعلن نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم بقاء تشافي هيرنانديز في منصب مدرب الفريق رسميا بعدما تراجع عن قراره بالرحيل في...

الحوثي يعلن استهداف 102 سفينة منذ حرب غزة ويهدد بتوسيع ضرباته للمحيط الهندي
الحوثي يعلن استهداف 102 سفينة منذ حرب غزة ويهدد بتوسيع ضرباته للمحيط ا...
منذُ 52 دقائق

الحوثي أكد تراجع في عدد السفن الأمريكية التي تمر عبر البحر الأحمر بنسبة...

widgets إقراء أيضاً من عربي21

سوناك يحث اللوردات على دعم مشروع قانون رواندا وكوربين يصفه بـ المروع
شهداء بينهم أطفال في قصف قرب المستشفى الإندونيسي شمال القطاع
قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة وتسحب لواء ناحال
بينها إسبانيا خمس دول تخطط لقرار مشترك للاعتراف بدولة فلسطين