كيف تحمي مدارس الشمال السوري الطلاب من قصف النظام؟

كيف تحمي مدارس الشمال السوري الطلاب من قصف النظام؟

08 يناير 2024
النظام السوري يستهدف المدارس في ريف إدلب (فيسبوك)
+ الخط -

تتعرّض المدارس في مناطق شمال غرب سورية لاستهداف متكرر من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، ويشكل هذا القصف تهديداً لحياة الطلاب والكوادر التدريسية، ويهدد سير العملية التعليمية برمتها التي تجري في ظروف غير طبيعية، وإجراءات طوارئ منذ سنوات في المنطقة. 

الخطر دفع الجهات المسؤولة لاتخاذ إجراءات، الهدف منها الحد بأكبر قدر ممكن من الإصابات بين الطلاب، وهو ما يشير له المدرس بشار عمارة، من مدينة بنش بريف إدلب، قائلاً لـ"العربي الجديد":" حالة الإرباك والخوف حالة طبيعية جداً، وذلك في حال وجود خطر، وأي خطر يهدد حياة المعلمين والأطفال يجب على أثره اتخاذ قرار سريع لحمايتهم. إذا كان القصف مباشراً، يجب ألا يغادر الطلاب المدرسة، بل يذهبون إلى الطوابق السفلى. ويحق للمدير والإدارة بالمدرسة في حال حدوث قصف، اتخاذ القرارات من دون العودة إلى مديرية التربية، مع عدم احتمال انتظار رد المديرية في مثل ظرف كهذا. ويتعامل المعلم أو الإداري مع الحالة بحذر وتروٍّ ومن دون انفعال وبأعصاب مضبوطة، وذلك كيلا يخاف الطلاب ويبقوا ضمن حالة من الهدوء لتسهيل نقلهم وحمايتهم".

وأضاف عمارة: "هناك مدارس من طوابق عدة، وهناك مدارس من طابق واحد هنا يعمل المدرسون والإدارة على إبقاء الطلاب ضمن المدرسة أو يحركونهم إلى أقرب ملجأ، تجري توعية الطلاب لمعرفة كيفية التعامل مع مثل هذه الظروف، كيلا يخافوا، كما يتخذ الطلاب في هذه الحال وضعية الانبطاح على الأرض لتقليل حجم الأضرار أو الإصابات التي قد تحدث خلال أوقات القصف".

وأشار عمارة إلى أن الحرب تؤثر في المعلم والمتعلم والعملية التعليمية برمتها قائلاً: "الأستاذ عندما يخاف يتأثر ولا يعطي الدرس بشكل مثالي، وكذلك الطالب بحال الرعب والخوف لا يستوعب كما يجب، وهذا القصف يؤثر في المعلم والمتعلم معاً".

من جانبه، يقول زياد عرب، مدير مدرسة التوامة بريف حلب، لـ"العربي الجديد" إنه "عند حدوث أي قصف من قبل النظام، خاصة على المدارس والمرافق العامة نقوم بإجراءات الأمن والسلامة، من الإبلاغ عن حدوث خطر، وإبلاغ الجهات العامة من التربية، والدفاع المدني، والإسعاف وغيرها. ونقوم بخطة الإخلاء التي عممت على الكادر، وننقل التلاميذ إلى منطقة آمنة خارج المدرسة، ثم صرفهم بشكل منتظم، والتأكد من وصولهم بأمان إلى منازلهم".

وتابع عرب: "أكثر الأمور الخطرة على الطلاب حالة الرعب والخوف وما يصاحبها من صراخ وبكاء وطلب الذهاب إلى منازلهم"، مؤكداً أن إدارة المدرسة تعمل بالتعاون مع مسؤول الحماية على نشر وإجراء خطط توعية لحماية الطلاب أثناء التعرض لأي خطر، وأثناء الوصول إلى منازلهم بأسرع وأأمن طريق.

بدوره، أوضح عامر العلي، المقيم في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي لـ"العربي الجديد"، أنه عند حدوث أي قصف خلال وجود الطلاب في المدارس يشعر الأهالي بالخوف، قائلاً: "عند حدوث قصف يعيش الأهالي حالة من الخوف، حيث يكون وجود الأطفال داخل المدارس خطراً، مما يؤثر في الطلاب والأهالي، رغم وجود أنشطة توعوية مستمرة".

وبحسب الدفاع المدني السوري، بلغت استهدافات النظام وروسيا للمدارس والمنشآت التعليمية ذروتها خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بواقع 15 هجوماً على المدارس، من بينها استهداف مدرسة حسين حج عبود في مدينة سرمين بتاريخ 3 أكتوبر، ومدرسة نجيب الدقس في قرية البارة، ومدرسة ابن خلدون في بلدة بنش، وكلاهما في 5 أكتوبر، ومدرسة رابعة في مدينة جسر الشغور في 7 أكتوبر، ومدرسة في بلدة الأبزمو في 8 أكتوبر.

المساهمون