20 مايو 2024 20:40 12 ذو القعدة 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
ثقافة وفن

ديوانان للشعر وكتاب عن ايام كوفيدا ١٩ لمبدعات مغربيات بمناسبة معرض القاهرة للكتاب

بوابة الكلمة

في غمرة الكلمات اللامتناهية وتفاصيل الحياة، وبأقلام مغربية اختارت باريس منفى طواعية سواء للدراسة والعمل ، حيث تتسامى تجربة الشعر النسائي في المهجر بألوانها الخاصة وحبرها الفريد، خاصةً مع صدور ديواني "حنين بلون الرماد" للشاعرة ليلى المليس و "كم جرح في المدينة" للشاعرة آمال الصالحي، واللذان أصدرتهما الدار المصرية المغربية للنشر والتوزيع بالقاهرة.

يتناغم الديوانان كقصيدة واحدة تعزف على وتيرة الحياة وتنقلنا إلى عوالم تختلف عن الواقع الملموس. "حنين بلون الرماد" يكوّن لوحة أدبية تنبض بأحاسيس الشوق والحنين، حيث تعزف ليلى المليس برشاقة على أوتار الرماد لتصنع موسيقى الحياة بكل مرارة وجمال. إنه ديوان يتسم بالغموض والشفافية في آن واحد، كما يقدم لمحات فنية تعكس تفرد الرؤية وعمق التجربة.

وقد صدر للشاعرة المغربية ليلى المليس ديوان شعر بعنوان " ماء الماضي" سنة ٢٠١٢ وكتاب "سنابل العشق في رسائل الحلم " سنة ٢٠١٩ وهو مجموعة من الرسائل تتراوح بين الشعر والنثر وهي عضو مؤسس لمنتدى شعراء المهجر باريس.

من جهة أخرى، يرتسم ديوان "كم جرح في المدينة" لآمال الصالحي بخطوط شعرية تستكشف أغوار النفس البشرية بكل تعقيداتها وتداخلاتها. يتجلى في كل قصيدة جرح يعبر عن أحداث المدينة بأسلوب مثير، ويسرد قصة الألم والأمل في الوقت ذاته. إنه تجسيد لتجربة المهجر والبحث عن الهوية في حضرة الغربة.

تجدر الإشارة أن الشاعرة المغربية آمال الصالحي عضو مؤسس بمنتدى شعراء المهجر بباريس، أبصر ديوانها الأول "تأتي من مكان لا أراه" النور عام ٢٠١٥ في باريس كما صدر ديوانها باللغة الفرنسية "Combien de blessures dans la ville" في ديسمبر ٢٠٢٣ في باريس دائما، حصلت على الجائزة الأولى في مسابقة الشعر العربي التي نظمها المركز الثقافي المصري بالتعاون مع إذاعة الشرق وجمعية مصر اليوم عام ٢٠١٣ بباريس.

تنقلنا هذه التجارب الشعرية إلى أعماق النسوية في المهجر، حيث يُلامس القارئ رحلة البحث والتعبير عن الذات. إن الشاعرات يستلهمن من تجاربهن ويسكبنها في كلماتٍ تتراقص كزهر أيلول، تنطلق لتعبر عن قوة المرأة في تجاوز التحديات والازدهار في بيئة ثقافية مختلفة.

بهذه الأعمال الشعرية، تثبت لنا ليلى المليس وآمال الصالحي أن الشعر النسائي في المهجر ليس مجرد كلمات، بل هو فن يتجلى فيه الابتكار والإبداع، وينطلق بأجنحة اللغة نحو آفاق جديدة في عالم الأدب.

في لحظات اليأس والتحدي، تطل الكاتبة المغربية خديجة أمتي بكتابها "زيارة عابرة" الصادر أيضا عن الدار المصرية المغربية للنشر والتوزيع كصوت يتجاوز حدود الكلمات، يحمل معه تجربة فريدة في مواجهة كوفيد ١٩. يتناغم الكتاب كأنه لحن شجي يروي قصة تجربة إنسانية معقدة.

تستكشف الدكتورة خديجة أمتي في هذا العمل الأدبي جوانب الإنسانية في زمن الأزمات، حيث تصور اللحظات الصعبة بكلمات تتناغم كأنها مقامات موسيقية تلمس أوتار القلوب.

"زيارة عابرة" رحلة فنية تأخذنا من خلال غمرة الكلمات إلى عالم تجربة فريدة. يعكس الكتاب قوة الروح والتصدي للتحديات، وفي طياته يتجلى جمال الصمود والأمل في وجه الظروف الصعبة.

خلقت هذه التجارب النسائية في المهجر جسرًا بين الفرد والواقع، إنها دليل على أن الكلمات قادرة على تحويل الألم إلى فن، وأن التجارب الصعبة قد تكون مصدر إلهام للإبداع الأدبي.