ترميم قيس سعيد حكومة الحشاني في تونس.. إنعاش للمزاج الانتخابي؟

ترميم قيس سعيد حكومة الحشاني في تونس.. إنعاش للمزاج الانتخابي قبيل انتخابات الرئاسة؟

24 يناير 2024
بهدف إنعاش المزاج الانتخابي قبيل الانتخابات الرئاسية المنتظرة (Getty)
+ الخط -

عين الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الأربعاء، مجموعة من الوزراء في حكومة أحمد الحشاني، بعد نحو 6 أشهر من تعيينه في الأول من أغسطس/آب 2023 خلفا لرئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن، الأمر الذي اعتبره محللون سدا لشغورات متأخرة، بهدف إنعاش المزاج الانتخابي قبيل الانتخابات الرئاسية المنتظرة خريف العام الحالي.

وتعيش تونس هذه الأيام على وقع الحملة الانتخابية للدور الثاني من الانتخابات المحلية المقررة يوم 4 فبراير/شباط القادم، بعد عزوف ملحوظ سجله خبراء الشأن الانتخابي في الدور الأول، وتم تفسيره بتواصل تأزم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

كما تقبل البلاد على سنة انتخابية رئاسية، حيث ينتظر تنظيم الانتخابات الرئاسية في خريف هذا العام باعتباره موعدا انتخابيا دوريا (كل 5 سنوات)، وفقا لما أعلنته هيئة الانتخابات سابقا.

وأعلنت رئاسة الجمهورية في بلاغ، اليوم الإربعاء، قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد، تعيين كل من فريال الورغي حرم السبعي، وزيرة الاقتصاد والتخطيط، وفاطمة ثابت حرم شيبوب، وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، ولطفي ذياب، وزير التشغيل والتكوين المهني.

كما عين سمير عبد الحفيظ، كاتب دولة لدى وزيرة الاقتصاد والتخطيط مكلف بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة، ووائل شوشان، كاتب دولة لدى وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة مكلف بالإنتقال الطاقي، وكذلك رياض شَوِد، كاتب دولة لدى وزير التشغيل والتكوين المهني مكلف بالشركات الأهلية.

وكان الرئيس قيس سعيد، قد عين أحمد الحشاني (66 عاماً) على رأس حكومة أغلب وزرائها معيّنون خلال ولاية رئيسة الحكومة السابقة نجلاء بودن، ومنذ ذلك الوقت واصل العمل منقوصاً من وزراء التشغيل والصناعة والاقتصاد، إذ جرت إقالة وزير التشغيل والمتحدث باسم الحكومة نصر الدين النصيبي في 23 فبراير/ شباط 2023، ووزير الصناعة والطاقة والمناجم نائلة نويرة القنجي، في الرابع من مايو/ أيار 2023، ووزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

واعتبر المحلل السياسي، أحمد الغيلوفي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "ترميم حكومة الحشاني هو ذر للرماد في العيون ولن يغير في الواقع الاقتصادي والاجتماعي المترهل، ولن يكون له أثر على الأداء الحكومي المتعثر، باعتبار أن الحكومة مجرد وظيفة في النظام السياسي الحالي تعمل على تطبيق سياسات سعيد الذي يعينها ويقيلها ويحدد مصيرها".

وأضاف أن "سد الشغورات في هذا الوقت بالذات لا يخلو من علاقته مع المزاج الانتخابي الغاضب الذي أثبت خلال أكثر من مناسبة انتخابية عزوفه الشديد عن المشاركة في مختلف المحطات التي دعا إليها سعيد، حيث بان بوضوح أن نسب التصويت والإقبال هي الأضعف منذ الثورة، إذ بلغت أقل من 12 بالمائة في أفضل الظروف".

وتابع الغيلوفي بأن "هذه التعيينات لا ترتقي إلى مستوى تعديل حكومي كما كان سابقا، بل هي مجرد سد لشغورات في الوزارات التي تمت إقالة مسؤوليها دون تفسير أو تقييم أو تعليل".

وأفاد بأن "اللافت في التعيينات هو تكليف كاتب دولة بالشركات الأهلية وهو تعيين يتنزل في سياق الدعاية الانتخابية المبكرة لمشروع سعيد الانتخابي المعني بالشركات الأهلية التي أثبتت التجربة محدوديتها منذ إطلاق مرسومها". 

في مقابل ذلك، اعتبر مناصرون للرئيس سعيد أن هذه التعيينات هي بداية الإصلاح، والسبيل نحو إنعاش الاقتصاد وتجاوز الإشكاليات التي تعيشها البلاد. 

وينتظر مساندو الرئيس تعديلا حكوميا في أكثر من وزارة ومنصب حتى تدفع هذه التعيينات بدماء جديدة في حكومة الحشاني المعينة منذ نحو 6 أشهر.

المساهمون