الحوثيون: استخدمنا صواريخ باليستية في اشتباك مع البحرية الأميركية

الحوثيون: استخدمنا صواريخ باليستية في اشتباك مع البحرية الأميركية في خليج عدن وباب المندب

24 يناير 2024
لم تتبنَّ أي جهة حتى الساعة استهداف السفينة (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن يحيى سريع، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، أن "القوات المسلحة اليمنية" اشتبكت مع سفن تابعة للبحرية الأميركية في خليج عدن وباب المندب لأكثر من ساعتين، مستخدمة صواريخ باليستية وصلت إلى أهدافها.

وقال سريع، في بيان، "تم الاشتباك اليوم مع عدد من المدمرات والسفن الحربية الأميركية في خليج عدن وباب المندب، أثناء قيام تلك السفن بتقديم الحماية لسفينتين تجاريتين أميركيتين".

وأضاف: "كان من نتائج عملية الاشتباك إصابة سفينة حربية أميركية إصابة مباشرة وإجبار السفينتين التجاريتين الأميركيتين على التراجع والعودة".

وأشار المتحدث باسم الحوثيين إلى أن "القوات المسلحة اليمنية" استخدمت خلال الاشتباك الذي استمر لأكثر من ساعتين "عدداً من الصواريخ الباليستية التي وصلت إلى أهدافها رغم محاولة السفن الحربية اعتراضها".

و أكد المتحدث الاستمرار في "منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة" مؤكداً على "حق الدفاع المشروع عنِ بلدِنا وشعبِنا وأمتِنا، وذلكَ في استهدافِ كافةِ الأهدافِ المعاديةِ الأميركيةِ والبريطانيةِ".

البحرية الأميركية تعترض صواريخ خلال مرافقة سفينتين تابعتين لـ"ميرسك"

وفي وقت سابق، قالت شركة الشحن الدنماركية "ميرسك"، اليوم الأربعاء، إن سفينتين ترفعان علم الولايات المتحدة كانتا تعبران صوب الشمال من مضيق باب المندب الذي يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب، لكنهما عادتا أدراجهما بعد أن شاهدتا انفجارات قريبة.

وقالت الشركة في بيان، إن "السفينتين أبلغتا عن رؤية انفجارات قريبة واعترضت البحرية الأميركية المصاحبة لهما عدة مقذوفات أيضا".

وذكرت "ميرسك" أن السفينتين لم تتعرضا لأضرار ولم يُصب طاقماهما بأذى وأن البحرية الأميركية رافقتهما خلال عودتهما إلى خليج عدن.

وتشغل السفينتان وحدة تابعة لميرسك بالولايات المتحدة تتولى الشحن لوزارتي الدفاع والخارجية وهيئة المعونة الأميركية وغيرها من الوكالات الحكومية.

وقالت "ميرسك" إن السفينتين مدرجتان في برنامج الأمن البحري والجسر البحري الطوعي مع الحكومة الأميركية الذي يوفر حماية البحرية الأميركية خلال العبور بالمضيق.

من جهتها قالت القيادة المركزية الأميركية إن قوات الحوثيين أطلقت، اليوم الأربعاء، ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن على سفينة الحاويات "ميرسك ديترويت" التي ترفع العلم الأميركي في أثناء عبورها خليج عدن.

وأضافت في بيان أن صاروخاً واحداً سقط في البحر، في حين أسقطت مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس جرافلي (دي دي جي 107) الصاروخين الآخرين بنجاح، ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار في السفينة.

 

وكانت وكالة "يو كاي إم تي أو" البريطانية للأمن البحري، قد أفادت اليوم الأربعاء، بانفجار وقع قرب سفينة قبالة سواحل اليمن الجنوبية، مشيرةً إلى عدم وقوع أي أضرار أو إصابات.

وقالت الوكالة التي تديرها القوات البحرية الملكية، إنها تلقّت تقريرًا عن حادثة جنوب سواحل المخا في اليمن و"انفجار على بُعد نحو مائة متر من سفينة".

وأكدت أن "السفينة والطاقم بخير، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار".

وكان الجيش الأميركي قد أعلن أنه نفذ ضربات جديدة في اليمن، قال إنها استهدفت صاروخين لجماعة الحوثيين كانا جاهزين للإطلاق وشكلا "تهديداً وشيكاً" على السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر.

وتشن الولايات المتحدة منذ أيام ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن، وأعادت إدراج الجماعة قبل أيام على قائمة المنظمات "الإرهابية".

وتقول الولايات المتحدة إن الضربات الجوية ردٌّ على هجمات الحوثيين التي تسببت في تعطيل حركة الملاحة في مضيق باب المندب الحيوي، الذي يمرّ عبره نحو 12 في المائة من التجارة البحرية العالمية، ما دفع الولايات المتحدة للإعلان عبر وزير الدفاع لويد أوستن، في 20 ديسمبر/كانون الأول الفائت، عن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، يسمى "عملية حارس الازدهار".

ويقول الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن، إن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للهجمات من إسرائيل في قطاع غزة.

المبعوث الأممي إلى اليمن يعقد عدة لقاءات لبحث التصعيد

وسط هذه الأجواء، بحث وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، اليوم الأربعاء، مع المبعوث الأممي إلى بلاده هانس غروندبرغ، تداعيات التصعيد في البحر الأحمر على جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

جاء ذلك خلال لقائهما في العاصمة السعودية الرياض، التي وصل إليها غروندبرغ، في زيارة غير محددة المدة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

وبحث الجانبان، وفق الوكالة، "آخر التطورات في اليمن، وتداعيات التصعيد في البحر الأحمر على جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة".

ونقلت الوكالة عن وزير خارجية اليمن، تأكيده "دعم الحكومة اليمنية لجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام، وفقاً للمرجعيات المعتمدة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216 (الخاص بالأزمة اليمنية)".

ودعا بن مبارك، المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في التعاطي مع جماعة الحوثي، التي قال إنّها "اتخذت العنف والإرهاب نهجاً لتقويض الأمن والسلم الإقليميين والدوليين"، وفق تعبيره.

في السياق ذاته، التقى غروندبرغ بسفيريّ السعودية والإمارات لدى اليمن، محمد آل جابر ومحمد حمد الزعابي، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وبحسب بيان بعثة الأمم المتحدة إلى اليمن، فقد شدد المبعوث على ضرورة الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار في اليمن، وأهمية استمرار تضافر الدعم الإقليمي والدولي لجهود السلام.

واتسعت رقعة التصعيد في البحر الأحمر قبل أيام، إثر الضربات التي شنتها أميركا وبريطانيا على مواقع لجماعة الحوثيين في اليمن. ورداً على ذلك، امتدت هجمات الجماعة إلى السفن الأميركية والبريطانية، وهو ما أكده زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، حين قال إن عمليات الجماعة في البحر الأحمر لن تتوقف عند السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل فقط، بل ستشمل أيضاً السفن الأميركية والبريطانية، مشترطاً توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى تتوقف هجمات الجماعة في البحر الأحمر.

(رويترز، فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون