وفد عربي في بريطانيا: شكراً جنوب أفريقيا

وفد عربي في بريطانيا: شكراً جنوب أفريقيا

25 يناير 2024
منصة العرب ثمّنت موقف جنوب أفريقيا من غزة بينما يُصاب المجتمع الدولي بالشلل(العربي الجديد)
+ الخط -

عبّر وفد من الجالية العربية في بريطانيا، أمس الأربعاء، عن "امتنانه وتقديره للدور الإيجابي" الذي لعبته جنوب أفريقيا بالترافع ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، واتهامها بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وجاء ذلك بعد أن نظّمت منصّة العرب في بريطانيا زيارة للمفوض السامي لجمهورية جنوب أفريقيا في المملكة المتحدة، جيريميا نياماني مامابولو، وكانت فرصة لمنحه درعاً تقديرية ولوحة تذكارية فنية تحمل صورة المسجد الأقصى، اعترافاً بـ"الجهود الحثيثة التي بذلتها دولته إزاء القضية الفلسطينية".

وضمّ الوفد رئيس منصة العرب في بريطانيا، عدنان حميدان، ونائبه صلاح عبد الله، ورئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات أنس التكريتي، بالإضافة إلى رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا، صباح المختار، والمرشحة البرلمانية عن حزب الخضر منى آدم، والناشطة السياسية سمية أحمد، وعدد من الشخصيات الداعمة لغزة، ومنهم اختصاصي إدارة المؤسسات المالية والمحافظ الحكومية محمد حسن، ورئيس تحرير صحيفة "عربي 21" فراس أبو هلال، والفنان المعروف كريم دنيس "لوكي"، وممثل أصوات أطباء غزة عمر عبد المنان، إلى جانب الإعلاميين إبراهيم خضرة، وكاتيا يوسف، والمتحدثة باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا لجين عبد الله، والأكاديمية زينب كمال.

وفي كلمته، شكر السفير نياماني مامابولو الوفد العربي، معبّراً عن امتنانه لمنصة العرب في بريطانيا التي وجد بعد إلقاء نظرة على موقعها أنّها تشارك شعب جنوب أفريقيا مجموعة من القيم النبيلة، ومنها تقديس حقوق الإنسان ووجوب حمايتها.

وأكّد مامابولو أنّ جمهورية جنوب أفريقيا "تبقى ملتزمة محاربة التمييز بأشكاله حتى عقب تحررها من نظام الفصل العنصري، وتسعى لتحسين الحياة في أفريقيا والعالم". وتطرّق إلى تصريح رئيس جنوب أفريقيا الراحل، نيلسون مانديلا، الذي قال فيه: "إن جنوب أفريقيا لن تعتبر نفسها حرة ما لم يكن شعب فلسطين حراً". وأشار إلى فشل القيادة العالمية في معالجة انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان والحاجة الملحّة لإعادة تعريف مفهوم الإبادة الجماعية.

وتساءل مامابولو عن الادعاءات التي تقول إنّ مبادرة بلده لمقاضاة إسرائيل أمام المحكمة تفتقر إلى الصحة ولا تُستخدم إلا كوسيلة إلهاء: "إلهاء عن ماذا؟"، لافتاً إلى "غياب أي محاولة جادة من جانب هذه القوى للتفاوض على حلّ للأزمة، بل على النقيض من ذلك، تحاول خلق حالة من الشلل، بينما تواصل إسرائيل محاولاتها للقضاء على الشعب الفلسطين وتجويعه وحرمانه أساسيات الحياة". وشدّد على أن "جنوب أفريقيا لا تزال ملتزمة التزاماً لا يتزعزع، وأنّها مستمرة في النضال من أجل ما هو حق وعادل، وأن الفلسطينيين مثل أي جنسية أخرى يستحقون حياة كريمة وعادلة".

في المقابل، قال التكريتي إنّ "الوفد اليوم إنّما يمثل أكثر من عشرين دولة تمتد من الشرق الأوسط في العراق والكويت ودول الخليج، إلى أقصى الغرب في المغرب وموريتانيا". وأضاف: "نجتمع في هذه المناسبة التي تنظمها منصّة العرب في بريطانيا لنقف صفاً واحداً ونُعرب عن عميق امتناننا وتقديرنا للموقف الإنساني والنبيل الذي اتخذته جمهورية جنوب أفريقيا وشعبها تجاه الإبادة الجماعية المستمرة في غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية".

وأعرب التكريتي عن أهمية موقف جنوب أفريقيا الاستثنائي "في وقت يبدو المجتمع الدولي مشلولاً في مواجهة المأساة المستمرة في غزة"، مؤكداً أن "الحقيقة القاسية تتمثل في أن العالم الذي يدافع عن الإنسانية والكرامة يقف صامتاً بشكل مخيف، بل ويشجع على ارتكاب الجرائم". 

وزاد أن "أرواح الأبرياء، من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، تزهق يومياً في غزة. لذلك، يبرز موقف جنوب أفريقيا كمنارة أمل في ظلام هذا الصمت الدولي".

واختتم رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات حديثه بالإشارة إلى "الإرث العظيم لجنوب أفريقيا ونيلسون مانديلا، الذي ألهمت نضالاته العالم أجمع"، مؤكداً أنّ "الوثيقة التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية وثيقة تاريخية تسجّل الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وتمثل أملاً في تحقيق العدالة".

المساهمون