زيادة أسعار الشحن الجوي وسط أزمة البحر الأحمر

زيادة أسعار الشحن الجوي وسط أزمة البحر الأحمر واقتراب السنة القمرية الجديدة في آسيا

30 يناير 2024
ارتفعت أسعار الشحن الجوي بعد تعطّل الشحن البحري في البحر الأحمر (Getty)
+ الخط -

ارتفعت أسعار الشحن الجوي العالمية للمرة الأولى منذ 7 أسابيع وقبيل العام القمري الجديد في آسيا، إذ دفعت الهجمات على سفن شحن في البحر الأحمر الشركات إلى اللجوء لتأمين شحن جوي أعلى كلفة.

وقالت وكالة بيانات الأسعار "تي.إيه.سي إنديكس TACIndex" إن مؤشر البلطيق للشحن الجوي، الذي يظهر معدلات المعاملات الأسبوعية للشحن العام عبر عدد من الطرق، ارتفع 6.4% في الأسبوع حتى أمس الاثنين، ليعكس الانخفاضات منذ الذروة الموسمية في منتصف ديسمبر/كانون الأول.

وأجبرت الهجمات التي شنتها حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على سفن في البحر الأحمر، والتي بدأت تعبيراً عن التضامن مع الفلسطينيين في غزة، شركات الشحن على اعتماد طرق أطول يمكن أن تضيف أسابيع إلى مواعيد التسليم.

وذكر مؤشر" تي.إيه.سي"، وفقاً لوكالة "رويترز"، أن "الزيادة تتماشى مع التوقعات بأن الأسعار قد ترتفع بعد تعطل الشحن البحري في البحر الأحمر، على الرغم من أن المصادر تشير أيضاً إلى أن الأسعار غالباً ما ترتفع في الفترة التي تسبق السنة الصينية الجديدة".

وتغلق العديد من المصانع في الصين أبوابها لقضاء العطلة التي تستمر ثمانية أيام، وتبدأ هذا العام في العاشر من فبراير/ شباط، وتسعى الشركات لإيصال المخزون إلى العملاء قبل ذلك.

وارتفعت أسعار الشحن الجوي من شنغهاي 8.8% على أساس أسبوعي أمس الاثنين، مدفوعة بزيادات كبيرة إلى أوروبا. كذلك ارتفعت أسعار الشحن الجوي خارج هونغ كونغ 5.9%، وقفزت أسعار الشحن الجوي خارج جنوب شرق آسيا 10%.

وقال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) الخميس الماضي، إن حركة الشحن التي تمر عبر قناة السويس انخفضت 45% في الشهرين الماضيين بعد تحويل شركات شحن مسار السفن نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ما أدى إلى ارتباك طرق التجارة البحرية المضطربة بالفعل.

وحذر أونكتاد، الذي يدعم الدول النامية في مسألة التجارة العالمية، من مخاطر ارتفاع التضخم وحالة عدم اليقين بشأن الأمن الغذائي وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وذكر أونكتاد أن عدد السفن التي عبرت قناة السويس انخفض 39% مقارنة ببداية ديسمبر/ كانون الأول، ما أدى إلى انخفاض حمولات الشحن 45%.

قالت شركة التكرير الأميركية "فاليرو إنرجي" الخميس الماضي، إن هجمات البحر الأحمر رفعت أسعار شحن النفط الخام.

وقال الرئيس التنفيذي للعمليات بالشركة، غاري سيمنز، في اتصال مع المستثمرين: "إمداداتنا من النفط الخام لا تأتي من تلك المنطقة. لذلك لم نتأثر كثيراً في هذا الشأن. لكن التأثير الكبير... كان في أسعار الشحن". 

ويقع البحر الأحمر الذي يؤدي إلى قناة السويس على الطريق التجاري الرئيسي بين الشرق والغرب، من مراكز التصنيع في آسيا إلى أوروبا ثم إلى الساحل الشرقي للأميركتين.

ويمر ما بين 12 و15% من التجارة العالمية وما بين 25 و30% من حركة الحاويات عبر قناة السويس.

وانخفضت شحنات الحاويات عبر القناة 82% في الأسبوع المنتهي في 19 يناير/كانون الثاني مقارنة بأوائل ديسمبر/كانون الأول، كذلك تراجعت شحنات الغاز الطبيعي المسال بشكل أكبر، في حين شهدت شحنات البضائع السائبة الجافة تراجعاً أقل، بينما زادت حركة ناقلات النفط الخام قليلاً.

وقال رئيس ميناء برشلونة‭‭‭ ‬‬‬لويس سلفادو أمس الاثنين، إن السفن تبلغ الميناء الإسباني بتأخر لفترات تراوح بين عشرة و15 يوماً نظراً لاضطرارها إلى الالتفاف حول أفريقيا لتجنّب هجمات محتملة في البحر الأحمر.

وفي الأسابيع الأخيرة، لجأت شركات الشحن أكثر لاستخدام الشحن الجوي، وبدأ بعض العملاء في شحن البضائع كلياً أو جزئياً من طريق الجو لتجنب التأخير.

ومع ذلك، ظلت أسعار الشحن الجوي مستقرة نسبياً، نظراً لتزامن أزمة الشحن مع هدوء الطلب بعد عيد الميلاد.

واتخذت أسعار الشحن الجوي العالمية اتجاهاً هبوطياً منذ أوائل عام 2022 من أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الجائحة. وانخفض مؤشر الشحن الجوي لمنطقة البلطيق بنحو 24% على أساس سنوي أمس الاثنين.

ووفقاً لبيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، يمثل الشحن الجوي، وهو أكثر تكلفة من الشحن البحري، أقل من 1% من التجارة العالمية من حيث الحجم.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون