”لأول مرة منذ حرب فيتنام” ...ماهي القذيفة والسلاح النوعي الذي استخدمته أمريكا في الهجمات بالشرق الأوسط
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها نفذت غارات جوية على مواقع تابعة لإيران والميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا، ردا على الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية في المنطقة مؤخرا.
وقالت الوزارة في بيان إن الغارات استخدمت قاذفات B1 الاستراتيجية لأول مرة منذ حرب فيتنام، وأنها دمرت عدة أهداف مهمة، بما في ذلك مراكز قيادة وتحكم ومستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ.
وأضافت الوزارة أن الغارات تهدف إلى ردع إيران والميليشيات من مواصلة الهجمات على القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق، وحماية الأمن القومي الأمريكي والاستقرار الإقليمي.
وأكدت الوزارة أن الغارات تمت بالتنسيق مع الحكومات العراقية والسورية والتحالف الدولي، وأنها تتوافق مع القانون الدولي والحق في الدفاع عن النفس.
وتعتبر هذه الغارات هي الأولى التي تشنها الولايات المتحدة على مواقع إيرانية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس جو بايدن السلطة في يناير الماضي.
وتأتي هذه الغارات بعد أن تعرضت قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن لهجوم بطائرة مسيرة يوم الأحد الماضي، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة أكثر من أربعين آخرين. واتهمت الولايات المتحدة إيران والميليشيات الموالية لها بالوقوف وراء الهجوم، وهو ما نفته إيران.
وقال بايدن يوم الثلاثاء الماضي إنه قرر كيف سترد الولايات المتحدة على الهجوم، وأنه يحمل إيران المسؤولية لأنها تزود الأسلحة للأشخاص الذين فعلوا ذلك.
وقال بايدن أيضا إنه يسعى لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، ولكنه لن يتسامح مع الأعمال العدائية التي تهدد القوات الأمريكية والمصالح الأمريكية في المنطقة.
فما هي القذيفة B1؟
يلقب مهندسو الصناعة الأمريكية الملقب القاذفة بـ"العظم"، وبرزت في القرن الماضي كقاذفة نووية، إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، لكن أصبحت لاحقا مقاتلة تقليدية، تحمل الذخائر بقدرات هائلة، واستخدمت على نطاق واسع في الدعم الجوي القريب ومهام القصف التكتيكي.
ورغم تصميمها في سبعينات القرن الماضي، إلا أنها دخلت الخدمة في القوات الجوية للولايات المتحدة عام 1985، وأجريت عليها تغييرات جوهرية، ستمكنها من الطيران وتنفيذ العمليات الصعبة حتى عام 2040 وما بعده، وفق مواقع التصنيع العسكري.
ويقول موقع شركة "Boeing" الأمريكية، شريكة سلاح الجو في تطوير المقاتلة الشرسة، إن B-1 صممت في الأصل للقدرات النووية، وتحولت إلى دور قتالي تقليدي حصري في منتصف التسعينيات".
وفي دورها في الحروب الأمريكية بالمنطقة، تقول "بوينج" إ B-1 أسقطت أكثر من 40 في المائة من الأسلحة الدقيقة خلال حربي الخليج، واستمرت في العمليات القتالية فوق أفغانستان والعراق منذ عام 2001.
وبالنسبة لقدراتها التسليحية، تحمل القاذفة الاستراتيجية، 84 قنبلة بزنة 500 رطل أو 24 قنبلة للأغراض العامة بزنة 2000 رطل، ومثل ذلك من الألغام البحرية، إضافة إلى 30 ذخيرة عنقودية أو 30 قذيفة ذخيرة مصححة بالرياح.
وعلى متن القاذفة التي تطير بسرعة 900 ميل في الساعة (1.2 ماخ عند مستوى سطح البحر)، محطة توليد للكهرباء، بقيادة يتألف من أربعة أشخاص، هم: قائد الاطائرة ومساعده، واثنين من أنظمة الأسلحة.
وعموما تحمل "B-1" أكبر حمولة من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة، وتعد العمود الفقري لقوة القاذفات بعيدة المدى الأمريكية؛ حيث بإمكانها أن توفر بسرعة كميات هائلة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة في أي مكان في العالم.
