المغرب: الأصالة والمعاصرة يطوي صفحة عهد عبد اللطيف وهبي

الأصالة والمعاصرة المغربي يطوي صفحة عهد عبد اللطيف وهبي: نهاية زعيم مثير للجدل

09 فبراير 2024
عبد اللطيف وهبي أعلن عدم نيته الترشح لقيادة الحزب لولاية ثانية (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" في المغرب عبد اللطيف وهبي، مساء اليوم الجمعة، عدم نيته الترشح لقيادة الحزب لولاية ثانية، في خطوة تضع حداً للغموض الذي عاشه الحزب بشأن هوية من يقود دفته خلال السنوات الأربع المقبلة، وتطوي صفحة عهد الأمين العام الذي أثار الكثير من الجدل داخل وخارج الحزب.

وفي كلمة تشبه خطبة الوداع، قال وهبي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب "الأصالة والمعاصرة"، الذي انطلق اليوم في مدينة بوزنيقة (جنوب العاصمة الرباط)، إنه لن يترشح لولاية ثانية، ما يفتح المجال أمام قيادات أخرى لحمل المشعل ومواصلة رهان الحزب على التقدم.

وبقرار وهبي، الذي يشغل منصب وزير العدل في الحكومة الحالية، عدم الترشح لولاية ثانية، يبدو الطريق سالكاً لرئيسة المجلس الوطني للحزب ووزيرة السكنى في حكومة عزيز أخنوش فاطمة الزهراء المنصوري للظفر بمنصب الأمين العام، ما لم تنته نقاشات لجنة الأنظمة والمسطرة إلى مصادقة المؤتمر على صيغة تشكيل لجنة قيادة جماعية تضم الأمين العام الجديد الذي ينتخبه المؤتمر، وتضم في عضويتها أربعة أو خمسة أعضاء ينتخبهم المؤتمر، وهي الصيغة التي تهدف، وفق مصادر من الحزب، إلى ضمان حكامة تدبير شؤون التنظيم السياسي خلال الأربع سنوات المقبلة.

وقبل ساعات قليلة من انطلاق المؤتمر الخامس، عاش الحزب المشارك في الائتلاف الحكومي الحالي في المغرب حالة ترقب، وذلك جراء عدم تقدم أي شخص بترشيحه لخوض سباق الأمانة العامة للحزب منذ فتح باب تلقي الترشيحات يوم الجمعة الماضي.

الصورة
لأصالة والمعاصرة/سياسة/العربي الجديد
لم يتقدم أي شخص لخوض سباق الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة(العربي الجديد)

وأعرب عبد اللطيف وهبي عن رغبته في الاستمرار على رأس الحزب، شريطة ألا تترشح رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري لمنافسته. ورغم ذلك، دار حديث في صفوف الحزب عن وجود توجه لدعم المنصوري أو وزير الثقافة والشباب محمد مهدي بنسعيد لتسلم مفاتيح رئاسة الحزب خلال المؤتمر المقبل، وذلك انسجاماً مع المسار الذي اختاره الحزب منذ نشأته، حيث دأب مختلف الأمناء العامين على الاكتفاء بولاية واحدة على رأس الحزب.

وفي ظل وضع يبدو فيه الجميع عازفاً عن تقديم ترشيحه لتولي منصب الأمين العام للحزب المعروف باسم "بام"، لم تستبعد بعض التحليلات طرح مقترح تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الحزب كخيار ثالث "مر، لكن لا بد منه لتجنب حدوث انقسام في المؤتمر".

وينعقد المؤتمر الخامس في وقت يمر فيه الحزب بإحدى أسوأ مراحله، جراء الزلزال التنظيمي والسياسي الذي ضربه في الأسابيع الأخيرة، بعد اعتقال اثنين من قادته البارزين في ملف بارون المخدرات الدولي المعروف إعلامياً بـ"إسكوبار الصحراء"، وهما سعيد الناصري رئيس مجلس عمالات الدار البيضاء، وعبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق، وهو الزلزال الذي جعل المشروع السياسي للحزب ككل محل تساؤل.

تجديد النخب

وقبل يومين فقط من انطلاق المؤتمر الخامس، كان لافتاً إصدار رئيسة المجلس الوطني للحزب فاطمة الزهراء المنصوري نداء، دعت من خلاله إلى ما وصفته بـ "تجديد النخب" خلال المؤتمر، و"النأي بالحزب عن الشبهات". وقالت: "الشفافية هي أن تكون لنا الجرأة لنقول نريد أن نكون فوق كل الشبهات، ولن يتحمل المسؤولية في صفوفنا إلا أناس بأخلاق عالية ومبادئ صادقة وقناعات صافية. والحزب هو الإيمان القوي بدولة الحق، لا أحد فوق القانون، والقانون هو ضامن العدالة وتكافؤ الفرص".

من جهة أخرى، أكد عبد اللطيف وهبي، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن "الأصالة والمعاصرة" حقق قفزة نوعية، سواء في الشأن التنظيمي للحزب أو في العمل الحكومي الذي يدار في مرحلة مهمة وفارقة في تاريخ المغرب.

وأشار إلى أنه مع أعضاء حزبه، حققوا "الكثير خلال الأربع سنوات الماضية، رغم الإكراهات التي توقف فيها النضال المؤسساتي مدة سنتين بسبب جائحة كوفيد-19، والإنهاك الناجم عن ضرورة مواجهة انتخابات تشريعية ومحلية جد ساخنة وغير مسبوقة، بالإضافة إلى تبعات الخروج من مؤتمر مليء بالجراح والاختلافات".