- عبدالحكيم الفقيه
ماتبقى من الضوء ليس يفي باحتياج الغشيم المسافر عبر الظلام إلى حيث لا يدرك الاّن وجهته، الشموع انتهت والنجوم مغلفة بالسواد، وعود الثقاب تبلل بالدمع، هذي المدائن مكسفة وثقوب الحذاء مرقعة بالدماء
المسافر يمشي وابريقه فارغ والينابيع يمسخها الرمل، لا زاد يحمله والفراغ يعبيء صرته، والعصاة التي كان يحملها ويهش بها سقطت واحتواها الظلام.
الغشيم المسافر يتركه الوقت ينسى المكان وينسى الجهات ويبكي كما تنحب الأمهات على قبر ابنائهن ويهذي كمن جن، يقتله اليأس كالعانسات،
الغشيم المسافر مزق كشكوله ومحا الشعر والأغنيات وألقى بتأريخه كبياض المناديل عند الرعاف..
تفر أحاديثه والحروف ويدفن أحلامه في تراب القنوط
تسمر كالخشبات ومات من الخوف والجوع
هذا الغشيم المسافر لم يبق شيء يدل عليه سواه.
13-5-1998
صنعاء