في الطريق لكأس العالم 2030.. السياحة المغربية تحطم أرقاماً قياسية

في الطريق لكأس العالم 2030.. السياحة المغربية تحطم أرقاماً قياسية

19 فبراير 2024
يراهن المغرب على استقطاب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026 (Getty)
+ الخط -

تواصل السياحة المغربية تحقيق أرقام غير مسبوقة، خاصة بعدما حطمت عائدات القطاع لأول مرة 10 مليارات دولار عام 2023، إثر استقبال 14.5 مليون سائح.

ويراهن المغرب على استقطاب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، خاصة أنه مقبل على تنظيم تظاهرات رياضية ومؤتمرات دولية كبيرة.

وأبرز هذه الأحداث احتضانه لكأس أفريقيا لكرة القدم عام 2025 وكأس العالم لكرة القدم عام 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال.

وتعتبر السياحة ثاني مصدر للنقد الأجنبي في البلاد خلال عام 2023 بعد تحويلات المغتربين المغاربة بالخارج.

أرقام إيجابية

تقول وزارة السياحة المغربية إن عدد السياح الذين زاروا المملكة بلغ 14.5 مليون سائح عام 2023، بزيادة 34% مقارنة مع العام الذي سبقه.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

بينما عائدات السياحة المغربية من العملة الصعبة (النقد الأجنبي)، 105 مليارات درهم (10.5 مليارات دولار)، خلال 2023 مقارنة مع 93.6 مليار درهم (9.3 مليارات دولار) خلال 2022، بزيادة 12%.


الزبير بوحوت، وهو الخبير المغربي في القطاع السياحي، يصف الأرقام بـ"الإيجابية" مقارنة مع 2022، خاصة أنها حققت نموا بنسبة 34%، وهي تقريبا نسبة النمو المحققة على المستوى العالمي.

وعالميا، زاد عدد السياح من 960 مليون سائح عام 2022 إلى مليار و300 مليون خلال العام الماضي.

وأوضح بوحوت أن الزيادة تم تسجيلها بشكل أكبر على مستوى مغاربة العالم المغتربين، لأن عددهم خلال هذه السنة تجاوز عدد السياح الدوليين، خلافا لوجهات أخرى، حيث يكون السياح الدوليون أكثر من المغتربين.

ويشكل المغتربون المغاربة نحو 51% من إجمالي السياح الذين زاروا البلاد، وفق وزارة السياحة المغربية.. "القطاع في البلاد تجاوز أزمة كورونا، والتوترات بالمنطقة".

وبخصوص عائدات القطاع، أوضح أنه في الوقت التي ارتفعت المداخيل بـ12 بالمئة خلال 2023 مقارنة مع 2022، فإن عائدات السياحة على المستوى الدولي ازدادت بـ40 بالمئة.. هناك فرص وجب على البلاد استغلالها لتستقطب أكثر السياح".

فرص واعدة لسياحة المغرب

أوضح بوحوت أن أمام بلاده فرص كبيرة لاستقطاب السياح أكثر، وهو ما يستدعي تقوية الربط الجوي والبنى التحتية.. "تقوية الربط الجوي عامل مهم يساهم في استقطاب مجموعة من الأسواق".

وأشار إلى أن بلاده تنبهت إلى أهمية البنى التحتية، وهو ما يتطلب تطوير العرض السياحي أكثر، بمعنى رفع عدد الفنادق والغرف والأسرة المتوفرة.

ودعا إلى رفع عدد الغرف في بلاده، لأنها تناهز 100 ألف غرفة حاليا، مقارنة مع البرتغال التي تبلغ نحو 200 ألف غرفة.

وتوجد عدة مدن معروفة سياحيا، مثل مراكش (شمال)، والتي تعتبر قبلة لمشاهير الفن ونجوم الكرة، وأكادير (وسط) المطلة على البحر، وطنجة (أقصى شمال البلاد)، التي تستهوي كتابا وفنانين دوليين.

كذلك، الصويرة (غرب)، فضلا عن مرزوكة (شرق)، المعروفة بمناظرها الصحراوية من رمال وحياة الصحراء، ومدينة إفران (شمال) المعروفة باسم سويسرا أفريقيا، والتي تستهوي محبي الثلوج.

وتابع: "البلاد تتوفر اليوم على ميثاق استثمار جديد يشجع على الاستثمار، وهو ما سيجعل السياحة من القطاعات المستفيدة، حيث يستفيد المستثمرون، سواء كانوا دوليين أو مغاربة، من منحة مالية تشكل 30% من القيمة الإجمالية للاستثمار بالقطاع السياحي، بالإضافة إلى صندوق محمد السادس للاستثمار (حكومي) الذي سيساهم في تطوير البنية التحتية".

وأوضح أن خريطة طريق بلاده في القطاع تتحدث عن استثمارات في مؤسسات الترفيه والتنشيط، لأن الرفع من إنفاق السياح يتطلب عدم الاعتماد على مداخيل الفنادق والمطاعم والنقل السياحي فقط، بل يجب توفير مؤسسات للترفيه.

مشاريع الترفيه تدعم السياحة المغربية

ولفت الخبير المغربي إلى أن بلاده أطلقت مشاريع في مجال الترفيه، مثل مدينة الترفيه بمراكش بثلاثة مليارات درهم (300 مليون دولار)، لافتا إلى أهمية سياحة المؤتمرات، والتي تساهم في جلب أكثر للسياح. 

ويحتضن المغرب الكثير من المؤتمرات الدولية، حيث سبق أن احتضن الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال إنه على الرغم من أن بلاده في الطريق الصحيح في القطاع السياحي، إلا أنها لم تستطع استرجاع عدد السياح من ألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا خلال 2023 مقارنة مع 2019.

ودعا إلى ضرورة استهداف الأسواق الكبرى الجديدة، مثل الصين والهند.

وفي فبراير/ شباط الحالي، أعلنت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور المغربية اعتزامها استقطاب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026.


وقالت في كلمة أمام لجنة البنيات الأساسية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، إن بلادها تسعى "لتحقيق عائدات تبلغ 120 مليار درهم (12 مليار دولار) بالقطاع السياحي، وخلق 200 ألف فرصة عمل، واستقطاب 17.5 مليون سائح في أفق 2026". 

(الأناضول)

المساهمون