المشهد اليمني
الإثنين 20 مايو 2024 10:43 صـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
المشهد اليمني رئيس التحريرعبد الرحمن البيل

”شموخ ”ترسم الحياة بألوان البيض.. قصة ملهمة لطفلة يمنية تجمع بين العمل والتعليم

الطفلة شموخ
الطفلة شموخ

في حي المدينة القديمة بمدينة إب، تجوب الطفلة شموخ الأزقة والشوارع بحثا عن زبائن لبيضها الذي تبيعه لإعالة أسرتها.

شموخ، التي تبلغ من العمر 12 عاما، تذهب إلى المدرسة يوميا، ثم تخرج لتقوم بعملها الشاق، ولا تعود إلى منزلها إلا بعد أن تنفذ كل البيض الذي تحمله في طبقها.

شموخ ليست طفلة عادية، فهي تتمتع بروح عالية وإرادة قوية، وتواجه الحياة بابتسامة الأمل والتفاؤل. تقول شموخ: "أنا أحب الدراسة وأحلم بأن أصبح طبيبة في المستقبل

أنا أعمل لأساعد أمي وأخوتي الصغار، ولأنني أحب البيض وأحب أن أرى الناس يشترونه مني".

قصة شموخ أثارت تفاعلا كبيرا بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا بشجاعتها وصبرها وطموحها.

الناشط ابراهيم عسقين، الذي نشر صورا لشموخ على حسابه في منصة اكس، قال: "هذه شموخ بائعة البيض في حي المدينة القديمة بمدينة إب تواجه الحياة بابتسامة الأمل تناطح السحاب في شموخ. بائعة البيض حكاية قديمة...جديدة أغنية إبية...فريدة".

وأضاف عسقين: "لقد أصبح صديقي محمد راجح زبونا من زبائن شموخ منذ فترة وما أجمل الابتسامة التي تهديها شموخ عندما يشتري أحدهم منها بيضة أو أكثر. شموخ لا تقبل من أحد مالا إلا إذا اشترى منها بيضا.

قالت لصديقي راجح بعد أن انقطع فترة عن زيارة المدينة القديمة بسبب الامتحانات: رحت لعند فؤاد سعد أسألك عنك.. افتجعت لا بقي بك شي.. (فؤاد سعد صاحب مطعم شعبي مشهور بتقديم السلتة والفحسة في السوق القديم بالمدينة)".

واختتم عسقين: "شموخ لا تعرف المراء.. لا تعرف التزلف المشين والرياء.. تقول ما تشاء وربما يلجمها الحياء فتلتزم السكوت.. هذه هي الشموخ الإبية الأبية".

قصة شموخ تعكس واقع الكثير من الأطفال اليمنيين الذين يعانون من الفقر والحرمان والنزاع الدائر في بلادهم، ولكنها تظهر أيضا قدرتهم على التغلب على المصاعب والمحافظة على حلمهم وتحقيقه.

شموخ ترسم بيضها بألوان الأمل والحياة، وتزرعها في قلوب الناس بمحبتها وبساطتها. شموخ تستحق التقدير والدعم والتشجيع منا جميعا.