تفصيل حفاضات بدلاً من فساتين الزفاف وسط الحرب على غزة

هكذا يلبّي خياطون في غزة الاحتياجات وسط الحرب: تفصيل حفاضات بدلاً من فساتين الزفاف

19 فبراير 2024
من عملية الإنتاج البديلة وسط نقص الحفاضات في غزة (جهاد الشرافي/الأناضول)
+ الخط -

في ظلّ النقص الكبير في المواد والسلع الأساسية الذي يعاني منه الفلسطينيون في قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة، تحوّل مشغل خياطة في رفح إلى أنتاج الحفاضات بدلاً من فساتين الزفاف.

ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه العائلات الفلسطينية في قطاع غزة من عدم توفّر حفاضات الأطفال بصورة كافية في الأسواق، وعدم قدرتها على شراء كميات منها بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعارها لأكثر من 20 ضعفاً.

تزيّن واجهةَ مشغل الخياطة صورتان لامرأتَين ارتدتا فستانَي زفاف، لكنّ العاملات في داخله تحوّلنَ إلى تفصيل الحفاضات، واحدة من السلع الضرورية الكثيرة التي صار من المستحيل العثور عليها بقطاع غزة في زمن الحرب.

ومع نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمرّ على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتكدّس أكثر من نصفهم في رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، على الحدود مع مصر، فإنّ نقص الحفاضات يجعل حياة الأطفال وأهلهم بائسة.

الصورة
مشغل خياطة في رفح في غزة ينتج حفاضات 2 (جهاد الشرافي/ الأناضول)
في المرحلة الأخيرة قبل توضيب الحفاضات (جهاد الشرافي/ الأناضول)

يقول ياسر أبو غرارة صاحب مشغل الخياطة: "لدينا (في الوقت الراهن) 1.5 مليون نازح في مدينة رفح" في حين لا تتوفّر حفاضات في السوق لتلبية "احتياجات الناس".

يُذكر أنّ نقص الحفاضات أدّى إلى ارتفاع سعر العلبة الواحدة في السوق إلى نحو 200 شيقل (55 دولاراً أميركياً)، وهو ثمن باهظ بالنسبة إلى العائلات التي تكافح كذلك للحصول على ما يكفي من غذاء.

ومن داخل مشغل خياطة حيث تعمل مجموعة من النساء على ماكينات خياطة، يشير أبو غرارة إلى أنّ الفلسطيني قد يأخذ قرضاً من المصرف، لو كان فاتحاً أبوابه، لشراء الحفاضات.

يضيف صاحب المشغل أنّهم يستخدمون البدلات الواقية المعاد تدويرها، التي تعود إلى زمن أزمة كورونا، كمواد لتفصيل الحفاضات، معبّراً عن أمله بأن يساعد هذا العائلات على تحمّل الظروف القاسية.

ويشير أبو غرارة إلى أنّ الحفاضات التي يُنتجونها ليس للأطفال فحسب، إنّما كذلك لكبار السنّ والأشخاص ذوي الإعاقة.

وأدّت ندرة الحفاضات إلى زيادة المعاناة اليومية للنازحين في المخيّمات، من أجل الحفاظ على النظافة عموماً وعلى جفاف الرضّع والأطفال الصغار ونظافتهم الشخصية.

النازحة الفلسطينية إيناس المصري واحدة من هؤلاء الذين يعانون، فهي أمّ لتوأم ولفتاة أكبر سناً يحتاجون جميعاً إلى حفاضات. وقد استخدمت كيس من النايلون الشفاف ورديّ اللون، بدا وكأنّه سروال قصير، لتوفير حماية لأحد صغارها.

ويبكي الطفل الرضيع وهو على أرضية الخيمة، في حين تلبسه والدته سروال النايلون لأنّه ضيّق.

وتقول إيناس إنّها لا تستطيع شراء حفاضات بسعر 180 أو 190 شيقل (50-52 دولاراً) للعلبة الواحدة، لأنّ توأمها يستهلكانها في أسبوع واحد. وتسأل: "وبعد أسبوع، من أين آتي بشنطة (علبة حفاضات) أخرى؟ من أين أحضر حفاضات لأولادي؟".

وتشكو المرأة الفلسطينية: "نحن هنا مدمّرون. ولا يتوفّر لنا أيّ شيء. والبر أكلنا وأكل أولادنا، فيما لا ثياب لدينا ولا أيّ شيء آخر (...) نحن مرميّون في خيم في الشوارع".

من جهته، يقول النازح هاني صبح إنّه يبحث عن حفاضات في السوق كلّ يوم، لكنّ الأسعار مرتفعة جداً. ويسأل: "هل نأكل أم نشتري حفاضات؟".

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون