إسرائيل تخسر أمريكا بهدوء

في مقال نشرته الصحفية الأمريكية الإسرائيلية المعروفة، أورلي أزولاي، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تناولت تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بأسلوب تحليلي لافت. تحت عنوان “بهدوء وهدوء.. تخسر إسرائيل أمريكا”، تشرح أزولاي العواقب المؤلمة لهذا التباعد، مؤكدة على الشعور بالوحدة الذي قد يعتري إسرائيل في غياب الدعم الأمريكي.

أزولاي تناولت بالتفصيل كيف أن الإحباط الأمريكي من السياسات الإسرائيلية الحالية، وتحديداً تحت قيادة بنيامين نتنياهو، بدأ يغير من النظرة الأمريكية تجاه إسرائيل

وقالت٬ “لن يأتي أحد إلى ساحة المدينة ويعلن أن إسرائيل خسرت أمريكا. لكن ذلك يحدث بالفعل بهدوء خلف الكواليس. وبينما تموت الديمقراطيات في الظلام، كذلك حال التحالفات والصداقات بين البلدان. في أحد الأيام، يستيقظ الطرفان ويكتشفان أنهما لم يعودا على نفس القارب، ولا يوجد شاطئ آمن”.

واضافت الكاتبة اورلي٬ ان “البيت الأبيض محبط من نتنياهو، وخائب الأمل من إسرائيل، التي كانت في نظر الأمريكيين ذات يوم أمّة التكنولوجيا الفائقة والأداء الجريء، الدولة العجيبة التي لعبت دورا متفوقا ضد العالم أجمع رغم كل الصعاب. اليوم، يُنظر إلى إسرائيل على أنها مصدر إزعاج، وصداع للعالم، ودولة لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها”.

وتابعت “إحدى أكبر مشاكل بايدن هي المسلمين في الولايات الرئيسية. قمت هذا الأسبوع بزيارة مدينة آن آربر بولاية ميشيغان. وكانت المظاهرات في جميع أنحاء المدينة الجامعية من أجل فلسطين قوية٬ فالجيل المسلم الشاب لم يعد راضيا، وهو محق، بأن يكون مصدر جذب للحمص والفلافل. أبناؤه يعتبرون أنفسهم مناضلين من أجل الحرية وثوارا، وبعضهم يرتدون حول أعناقهم مفاتيح المنازل التي طردت منها جدّاتهم خلال النكبة”.

واضافت “إنهم متعلمون وثرثارون يتقنون اللغة الإنجليزية، وعلى دراية بتاريخ الاحتلال الإسرائيلي ومنخرطون في السياسة. ويقول زعماء الجالية الإسلامية في ميشيغان إن بايدن خانهم، وأنه يشتري أسلحة لإسرائيل بأموال ضرائبهم. لن يصوّتوا لصالح ترامب، لكن يمكنهم البقاء في منازلهم يوم الانتخابات، أو التصويت لطرف ثالث، وهو تصويت غاضب”.

واوضحت ٬ “ليس هم فقط: بحسب استطلاعات معمقة، فإن 50% من الشباب في أمريكا لا يؤيدون سياسة بايدن تجاه الحرب في غزة٬  الرئيس في ورطة، والوقت السياسي ينفد، ونتنياهو يحصّن نفسه، وقريبا جدا سيتم دفع الجهد السياسي جانبا وستأخذ السياسة مكانها، ففي نهاية المطاف، هذه سنة انتخابية. بايدن يحبّ إسرائيل حقا. عكس الحبّ ليس الكراهية، بل اللامبالاة، وحالما يحدث ذلك، سيكون الإعلان عن أن إسرائيل فقدت ما هو مهم في صداقاتها”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.