من هي جويل غامبل ولماذا تغادر البيت الأبيض الآن؟

من هي جويل غامبل ولماذا تغادر البيت الأبيض الآن؟

26 فبراير 2024
جويل غامبل (إكس)
+ الخط -

تُعد جويل غامبل واحدة من أركان السياسة الاقتصادية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لكنها تتجه لمغادرة البيت الأبيض على أعتاب الانتخابات الرئاسية. فمن هي غامبل وما أهميتها ولماذا تترك الآن الدائرة الرئاسية رغم موقعها الرفيع؟

لم تفصح غامبل عن أي سبب للتخلي عن منصبها في الإدارة، وهو قرار أكده البيت الأبيض، لكن خلفية الخطوة قد تعود إلى "أسباب عائلية"، وفقاً لما نقلت "رويترز" عن أشخاص مطلعين على الأمر.

وفي بيان مكتوب، وصف كبير مستشاري بايدن الاقتصاديين لايل برينارد غامبل بأنها "قائدة فريق نادرة ومهندسة سياسات وبانية تحالفات"، فيما من المتوقع أن يعلن البيت الأبيض عن بديلها في الأسابيع المقبلة.

وغامبل هي فعلاً أحد مهندسي السياسة الاقتصادية البايدنية، ونائبة مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، ورائدة في تغييرات السياسة الصناعية للإدارة، التي تهدف إلى تعزيز نمو القطاع الخاص، من الحوسبة الكمومية إلى تصنيع أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية.

ووصف بايدن سياساتها هذه بأنها أساسية لخفض التضخم وزيادة النمو الاقتصادي وتقويض المنافسين في الخارج، وخاصة العملاق الصيني.

وتُعد غامبل البالغة من العمر 33 عاماً من كبار صنّاع السياسة السود في الإدارة وتنحدر من خلفية سياسية تقدمية.

وتأتي مغادرتها في عام الانتخابات بعد أن اصطدمت إنجازات بايدن التشريعية بحائط عندما استولى الجمهوريون على مجلس النواب في الانتخابات النصفية عام 2022، فيما يركز الرئيس الديمقراطي على إقناع الناخبين المتشككين، بما في ذلك الشباب الليبراليون الملوّنون، بأنه يستحق فترة ولاية ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وكان لغامبل، وهي جزء من فريق بايدن الانتقالي لعام 2021، دور رائد في صياغة ما أصبح في نهاية المطاف قانون الرئيس للبنية التحتية بقيمة تريليون دولار وقانون خفض التضخم بقيمة 430 مليار دولار، وسياسة "اشترِ المنتجات الأميركية" التي توجه المزيد من الإنفاق الأميركي نحو المصنعين المحليين، والجهود المبذولة لإصلاح العرض.

والسلاسل التي تشابكت خلال جائحة كورونا تُعيد إحياء الأحياء الباهتة كمراكز اقتصادية، وسياسة قطاع السيارات، والديون الطبية الاستهلاكية.

وقد عملت أيضاً، في الفترة بين عامي 2022 و2023، كبيرةَ الاقتصاديين في وزارة العمل، حيث تعاملت مع أزمة عمال السكك الحديدية وصياغة قواعد جديدة بشأن أجور العمل الإضافي والعمال المستقلين.

وقبل منصبها الحالي، كانت غامبل كبيرة الاقتصاديين في وزارة العمل والمساعدة الخاصة للرئيس للسياسة الاقتصادية في المجلس الاقتصادي الوطني، وفقاً لموقع "إكونكون دوت كوم".

وبانضمامها إلى الفريق في اليوم الأول، عملت جويل على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك سياسة سوق العمل، والديون الطلابية والطبية، والاستراتيجية الصناعية.

وقبل انضمامها إلى الإدارة الأميركية، عملت غامبل مديرةً للبرنامج الاقتصادي لشبكة "أوميديار"، ومديرة ومستشارة للرئيس التنفيذي في "معهد روزفلت".

وقال وزير العمل السابق مارتي والش، الذي عيّن غامبل في وزارته: "من الصعب القول" ما إذا كانت ولاية بايدن الثانية ستجلب نهجاً اقتصادياً أكثر وسطية، مضيفاً أن "الإدارة لا تحصل على ما تستحقه. ستفعل ذلك في مرحلة ما، ونأمل أن تفعل ذلك في وقت قريب من الانتخابات".

وفي حين لم يتمكن بايدن من زعزعة مخاوف الناخبين بشأن ارتفاع الأسعار وأثارت سياسته الصناعية غضب حلفائه من كندا إلى كوريا الجنوبية، الذين حرمهم من تفويض "شراء أميركا"، فقد أثبت الاقتصاد الأميركي أنه أكثر مرونة مما كان متوقعاً.

كما أدت جهود بايدن الأكثر ودّية تجاه النقابات إلى تعزيز مكانة الرئيس الحالي بين المجموعات العمالية التي تدعم الحملات السياسية الديمقراطية.

وإذا فاز بايدن بإعادة انتخابه في عام 2024، فقد يبقى يواجه قيوداً خطرة على أي سياسة اقتصادية رئيسية جديدة، حيث يُفضل الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ.

وقد أجرى بايدن تعديلاً على فريقه الاقتصادي بعد الانتخابات النصفية عام 2022، وسيغادر بعض مسؤولي البيت الأبيض للمشاركة في حملة إعادة الانتخاب، بمن فيهم قيصر البنية التحتية السابق ميتش لاندريو، واثنان من كبار مساعديه السياسيين وهما مايك دونيلون وجين أومالي ديلون.

وانخفض معدل التضخم في الولايات المتحدة من دون ارتفاع معدلات البطالة، في "هبوط ناعم" يعزوه المسؤولون جزئياً إلى السياسات التي خففت من اختناقات النقل، وجلب المزيد من العمال إلى مواقع العمل، وتعزيز قدرة الاقتصاد الأميركي على إنتاج المزيد من السلع والخدمات على المدى الطويل.

المساهمون