من نحن  |  الاتصال بنا
آخر الأخبار

 - استهداف كابلات الإنترنت في البحر الأحمر… ما علاقة الصين؟..

الأربعاء, 06-مارس-2024
صعدة برس - وكالات -
ضمن إطار التنافس بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فإن قطع كابلات الإنترنت من شأنه أن يلحق ضرراً بالصين، وهو ما تسعى إليه واشنطن التي تعمل على تطويق بكين ومنع تطوّرها لتصبح الدولة العظمى الأولى عالمياً.

اتخذت الأزمة في البحر الأحمر بُعداً جديداً بحيث انتقل الصراع من فوق سطح الماء إلى تحتها، وذلك مع إعلان شركة سيكوم الجنوب أفريقية للاتصالات الدولية عن تعرّض كابل لها، يقع تحت سطح مياه البحر قبالة سواحل اليمن يربط أوروبا بالهند، لأضرار.

واتهم الإعلام الإسرائيلي القوات المسلحة اليمنية بقطع أربعة كابلات اتصالات بحرية في البحر الأحمر بين جدّة وجيبوتي، وتسبّب هذا الانقطاع بأضرار في الاتصالات بين أوروبا وآسيا. بالمقابل نفى أنصار الله المزاعم الإسرائيلية من احتمال استهدافهم لكابلات الإنترنت في البحر الأحمر.

يمرّ تحت البحر الأحمر ستة عشر كابلاً تعمل على ربط آسيا بأوروبا حيث أنها تنقل 17% على الأقل من خدمة الإنترنت في العالم. وبالتالي فإن قطع الكابلات البحرية، أو إتلافها قد يؤدي إلى تعطيل البيانات والاتصالات بين أوروبا وآسيا وإلحاق أضرار بالاقتصاد العالمي.

يروّج الإعلام الغربي منذ مدة عن خطر استهداف أنصار الله لكابلات الإنترنت في البحر الأحمر. فالشهر الماضي نشرت صحيفة ” فورين بوليسي” الأميركية تقريراً من أن أنصار الله قد يستهدفون كابلات الاتصالات البحرية، بما في ذلك خطوط الإنترنت التي تمرّ عبر البحر الأحمر وتربط آسيا بأوروبا.

وزعمت الصحيفة في تحليلاتها أن حساباً مرتبطاً بالقوات المسلحة اليمنية على تطبيق تليغرام نشر خرائط لكابلات الإنترنت البحرية التي تمرّ في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج. وقبل ذلك نشر موقع منتدى الخليج الدولي ومقرّه واشنطن تقريراً أشار فيه إلى أن الكابلات البحرية قد تكون هدفاً لهجوم أنصار الله.

حرصت حركة أنصار الله اليمنية، منذ بدء عملياتها في البحر الأحمر، على التأكيد أن عملياتها تستهدف فقط السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية والسفن المتجهة نحو “إسرائيل”، ولغاية اليوم لم تستهدف الحركة سوى هذه السفن. كما أكدت مراراً حرصها على تجنيب كابلات الإنترنت وخدماتها أيّ مخاطر، وأعلنت عن تقديمها التسهيلات اللازمة لإصلاحها وصيانتها.

عادة ما يعلن أنصار الله عن الأنشطة والهجمات التي يقومون بها والسفن التي يستهدفونها، ولو كانوا هم من عطّلوا كابلات الإنترنت لأعلنوا عن ذلك صراحة. وبغض النظر عما إذا كان أنصار الله يملكون المعدات التقنية لقطع كابلات الإنترنت أو لا، فإنه ليس من مصلحتهم استهداف الكابلات لأسباب عديدة، منها أن تعطيل هذه الكابلات سيلحق ضرراً باقتصاد دول صديقة كالصين مثلاً، وهذا من شأنه أن يوتر العلاقة بين الصين واليمن من جهة والصين وإيران من جهة أخرى. وقد يدفع بكين إلى أن تتدخّل في أزمة البحر الأحمر لحماية مصالحها، ولا يكون تدخّلها عسكرياً، إنما عبر الضغط على الأطراف المعنية لحثّ أنصار الله على إيقاف هجماتهم في البحر الأحمر.

ومن الأسباب الأخرى التي تستبعد أن يكون أنصار الله هم من استهدف كابلات الإنترنت هو موقفهم أمام العالم وتصريحاتهم من أن ما يقومون به من هجمات في البحر الأحمر يرتبط بحرب غزة، وأن الجماعة تدعم وتساند المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وليس هدفهم تعطيل الملاحة الدولية والإضرار باقتصاد الدول، هذا من شأنه أن يساهم في زيادة الدول التي تنظر إليهم على أنهم حركة مقاومة ويزيد التأييد العالمي لهم.

ولكن بالمقابل قد يكون لأطراف أخرى مصلحة في قطع كابلات الإنترنت في المنطقة كـ “إسرائيل” وأميركا. وقد يكون ذلك عبر نشر غواصة في أعماق البحر من السفينة الأم ثم استخدام مقص عملاق لقضم كابلات الإنترنت في قاع المحيط.

ومن الأسباب التي قد تدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى القيام بقطع كابلات الإنترنت تأليب الرأي العالمي ضد أنصار الله، ولا سيما الدول الأوروبية والصين، وبالتالي هذا العمل التخريبي قد يدفع الدول الأوروبية ودولاً أخرى إلى المشاركة في تحالف “حارس الازدهار” الذي شكّلته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبعض الدول الأخرى لضرب أهداف أنصار الله في اليمن، من دون أن تضغط على “إسرائيل” لوقف عدوانها البربري على قطاع غزة.

وقد يكون من مصلحة واشنطن أيضاً قطع كابلات الإنترنت من أجل الضغط على الصين للتدخّل في أزمة البحر الأحمر عبر الضغط على إيران لحثّ أنصار الله على إيقاف هجماتهم في البحر الأحمر. وقد سبق للولايات المتحدة الأميركية أن طلبت من الصين ذلك، ولكنّ موقف بكين واضح من هذه الأزمة بأن إنهاء الحرب في غزة سيؤدي قطعاً إلى وقف هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وبالتالي يجب معالجة سبب هجمات أنصار الله وليس استخدام القوة ضدهم. وعليه فإن قطع كابلات الإنترنت قد يلحق ضرراً بالصين ما قد يدفعها إلى التدخّل في أزمة البحر الأحمر.

وضمن إطار التنافس بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فإن قطع كابلات الإنترنت من شأنه أن يلحق ضرراً بالصين، وهو ما تسعى إليه واشنطن التي تعمل على تطويق بكين ومنع تطوّرها لتصبح الدولة العظمى الأولى عالمياً.

لغاية اليوم لم تتمّ معرفة السبب الحقيقي لتعطيل كابلات الإنترنت ولا من هم وراءه. واستناداً إلى الحوادث السابقة كحادثة تفجير خط أنابيب نورد ستريم في أيلول/سبتمبر 2022 لن يُعرف المرتكب الحقيقي، ولكن من المؤكد أن هذا الحادث، فيما لو تكرّر مستقبلاً، قد يدفع بالمزيد من العسكرة في البحر الأحمر وتزايد التنافس الدولي عليه.

المصدر : الميادين نت

المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي المصدر

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
انشر في تيليجرام
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر

مختارات
شاهد مصانع الارتقاء للبلاستيك - فيديو
صعدة برس - خاص
شاهد بالفيديو.. تفاصيل عملية "فجر الإنتصار" بمأرب
صعدة برس - وكالات
جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال 2000 يوم "انفوجرافيك"
صعدة برس-متابعات
ست سنوات على العدوان على اليمن.. خسائر بالجملة
صعدة برس
شاهد.. ابشع مجزرة بحق 34 طفل و10 نساء بمنطقة صبر – صعدة
صعدة برس
ابشع مجزرة يرتكبها طيران العدوان السعودي في اليمن بحق معزين بالصالة الكبرى بصنعاء
صعدة برس
شاهد..جريمة قصف العدوان السعودي الأمريكي مديرية الجراحي جنوب الحديدة
صعدة برس
مشاهد مروعة لمجزرة طيران العدوان السعودي في مدينة يريم بإب
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
شاهد..Saudi Arabia crimes in Yemen جرائم التحالف السعودي في اليمن
صعدة برس
شاهد..جرائم العدوان السعودي الامريكي في اليمن (حجة)
صعدة برس
جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة صعدة برس الإخبارية)