خلاصات تحقيق جيش الاحتلال في مجزرة شارع الرشيد: تبريرات للجريمة

خلاصات تحقيق جيش الاحتلال في مجزرة شارع الرشيد: تبريرات للجريمة

08 مارس 2024
مجزرة شارع الرشيد خلّفت 112 شهيداً و760 مصاباً (الأناضول)
+ الخط -

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن "تحقيقاً" بشأن مجزرة شارع الرشيد في غزة، في 29 فبراير/ شباط الماضي، خلص إلى أن "الجيش لم يطلق النار باتجاه القافلة"، وإنما باتجاه أشخاص "مشتبه بهم"، على حد وصفه، بعدما اقتربوا من القوات الإسرائيلية وشكّلوا تهديداً لها.

واستُشهد وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على حشد من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون تسلّم مساعدات إنسانية في شارع الرشيد بمدينة غزة، صباح يوم 29 فبراير/شباط الماضي.

وذكرت وزارة الصحة في غزة، في وقت سابق، أن حصيلة مجزرة شارع الرشيد ارتفعت إلى 112 شهيداً و760 مصاباً.

 
وعرض قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يارون فينكلمان، الثلاثاء الماضي، على رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي نتائج التحقيق بشأن أحداث ذلك اليوم، ونشر الجيش بياناً حولها اليوم.
 
وبحسب رواية جيش الاحتلال، فإن التحقيق الأخير الذي أجرته قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش أظهر أنه خلال توجه الشاحنات نحو مراكز التوزيع، "حدث تجمهر عنيف" حولها، من قبل نحو 12 ألفاً من سكان غزة.

وادعى جيش الاحتلال أن السكان قاموا بـ"بنهب" ما تحمله الشاحنات، ولحق ببعضهم أذى كبير "جراء التدافع ودهس الشاحنات".

كما زعم أن عشرات من سكان غزة الذين تجمهروا اقتربوا "إلى مسافة أمتار قليلة من قوات الجيش الإسرائيلي وشكّلوا بذلك تهديداً حقيقياً على القوة الموجودة في المكان. وفي هذه المرحلة قامت القوات بإطلاق نار دقيق لإبعاد عدد من المشتبه بهم، ومع استمرار اقترابهم قامت بإطلاق النار من أجل إزالة التهديد".

مزاعم سابقة للاحتلال بشأن مجزرة شارع الرشيد

وفي وقت سابق، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على عدد كبير من سكان غزة خلال توزيع مساعدات إنسانية.

وعمّم الجيش بياناً، جاء فيه أنه "في أثناء إدخال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية... إلى شمال قطاع غزة، بدأت عملية تجمهر عنيفة حول الشاحنات من قبل سكان غزيين، قاموا بنهب المساعدات التي وصلت"، وفق مزاعم جيش الاحتلال، الذي أضاف أنه "خلال احتشادهم أصيب العشرات من الغزيين نتيجة الازدحام الشديد والدهس".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد عمم، عقب المجزرة، توثيقاً مصوراً من الجو، قال إنه لما حدث خلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، زاعماً أنّ المشهد "يُظهر كيف انهال الجمع الفلسطيني على الشاحنات ونتيجة لذلك قُتل العشرات جراء الكثافة والتدافع والدهس"، وفقاً لزعمه.

ولا يثبت الفيديو الذي عممه جيش الاحتلال، أن التدافع هو ما أدى بالفعل إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، لا سيما مع ظهور وجود مسافات بينهم. وحتى في حالة تدافع الجموع على الشاحنات، لا يمكن التأكد بالفعل من وجود حالات دهس أو تزاحم حتى الموت.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أكد في بيان له، أنه "كانت لدى الاحتلال النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد، في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة، كما أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات، إلا أنه قتلهم بدم بارد".

حماس: التحقيق صوري وتضليلي

إلى ذلك، قالت حركة حماس في بيان: "نرفض نتائج التحقيق الصوري والتضليلي الذي قدمه جيش الاحتلال الصهيوني المجرم اليوم حول مجزرة دوار النابلسي الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها نحو 120 فلسطينياً ممن كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات، ولاقت إدانات دولية واسعة، ما دفع الكيان الصهيوني النازي إلى محاولة تبرئة جنوده الإرهابيين من الجريمة المروعة التي ارتكبوها دون مبرر سوى تعطشهم لقتل المزيد من أبناء شعبنا".

وأضافت الحركة أن "هذا التحقيق الكاذب والمخادع يتجاوز الحقائق الدامغة، والتي وثقت تعرض الفلسطينيين لإطلاق النار المباشر على الأجزاء العلوية للجسم بقصد القتل الفوري، وهو ما تبين من معاينة أجسام الشهداء، إضافة لغيرها من الشواهد التي تؤكد تعرضهم لنيران الجنود والدبابات بشكل متعمد".

وتابعت: "إن هذه المجزرة المروعة ستبقى شاهدة على إجرام ونازية هذا الكيان الفاقد للقيم الإنسانية والأخلاقية، وستبقى هي وغيرها من المجازر والانتهاكات لعنةً تطارده حتى إحقاق الحق لشعبنا الفلسطيني المكلوم، ومحاكمة قادته وجنوده على ما اقترفوه من جرائم وانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني".