مقتطفات من المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي

مقتطفات من المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي

 

1.قصة أبينا آدم عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم، وتكررت فيه من جوانب متعددة، وقدَّمت الدروس والعبر، ذكرت في كتب الله السابقة إلى رسله وأنبيائه، وفيها الدروس المهمة.

2.لو استوعب البشر الدروس والعبر التي في هذه القصة، لكان واقعهم مختلفاً تماماً عمَّا هو عليه

3.استيعابها يقي الناس ويقي من استفاد وأخذ الدروس والعبر منها، يقيه الكثير والكثير من الشقاء والخسران في الدنيا وفي الآخرة، الخسران المبين والخطير والأبدي والعياذ بالله.

4.{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} يأتي الحديث عن نعمة الله سبحانه وتعالى على البشر بهذه الأرض، وما جعل لهم فيها وخلق لهم فيها من النعم الوافرة، الكثيرة، التي لا تحصى ولا تعد، وهذا مدخلٌ مهمٌ بالنسبة للإنسان، لنعرف أن الله سبحانه وتعالى هو مصدر النعم

5.أتى بنا الله إلى هذا الوجود، وخلقنا في هذه الأرض في إطار نعمه، ورعايته الواسعة، وفضله الواسع العظيم، مع التكريم الكبير، فيجمع لنا بين النعم المادية، الوافرة، الكثيرة، المتنوعة جداً، ومع ذلك النعم المعنوية، المتعلقة أيضاً بالجانب الأخلاقي، والقيمي، والديني

6.الالتزام العملي في حياة الإنسان، يسمو بالإنسان، ويجعله يتعامل مع تلك النعم بطريقة صحيحة.

7.التمكين في الأرض له جانبين:

8.الجانب الأول: ما أودع الله وخلق الله للإنسان في هذه الأرض من النعم الواسعة جداً.

9.الجانب الثاني: ما أوضع الله في الإنسان نفسه من مدارك، وطاقات، وقدرات، ومواهب، تساعده على الاستفادة من هذه النعم، والاستخراج لها، والتمكن من الانتفاع بها بأشكال كثيرة، ضمن التسخير الإلهي

10.الله سبحانه وتعالى جعل الإمكانات المادية المتوفرة في هذه الأرض تحت تصرف الإنسان، تحت تصرفه، وسخَّرها له، وزوده بالمدارك، والمواهب، والقدرات، والطاقات، التي تساعده على أن يستفيد منها متمكناً من الانتفاع، والتصنيع، والاختراع، والإبداع، والانتفاع الواسع.

11.الله هو مصدر هذه النعم للإنسان، مصدر النعم، فيما أودع الله في الإنسان، وفيما أوجد له، وفيما مكنه فيه، ولذلك لا يليق بالإنسان أن يستخدم نعم الله سبحانه وتعالى بالإساءة إلى الله جل شانه

12.المفترض بالإنسان، واللائق به وواجبه هو الشكر، هو الشكر إلى الإحسان العظيم، والإنعام الكبير من الله عليه؛ لا أن يقابل نعم الله العظيم بالإساءة إلى الله جلَّ شأنه.

13.{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ}، في مقدمة هذه النعم التي أنعم الله بها علينا في الأرض: ما نحتاجه لمعيشتنا، في غذائنا، في أكلنا، في متطلبات حياتنا، في قوتنا، وهذا شيءٌ واسعٌ جداً

14.عندما نأتي إلى قائمة المحاصيل الزراعية والنباتات، التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها كغذاء، كم هي قائمة البقوليات؟ كم هي قائمة الحبوب؟ كم هي قائمة الفواكه؟ كم هي بقية القوائم؟ قوائم واسعة جداً، أصناف كثيرة جداً

15.هيأ الله على مستوى البلدان كذلك أن تزرع البلدان أنواعاً كثيرة من المحاصيل الزراعية والنباتات، وكذلك على مستوى المواسم، في كل موسم فواكه معينة، محاصيل معينة، وأشياء كثيرة جداً

16.الاحتياجات التي يحتاجها الإنسان لمعيشته، وفَّرها الله سبحانه وتعالى للإنسان، ولكن مع هذا لابدَّ للإنسان من العمل، والأخذ بالأسباب، وغير ذلك.

17.الله هو مصدر كل هذه النعم الواسعة، والمنافع الكثيرة، والمعيشة الضرورية التي يحتاج إليها الإنسان، والقوت والغذاء

18.{قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}، للأسف الشديد فالإنسان هو قليل الشكر، مع أن الله مصدر كل النعم عليه، ومع أنه في معيشته ومتطلبات حياته الأساسية يعتمد على ما وهبه الله إياه، وخلقه له، وأنعم به عليه، لكنه كثيراً ما يستخدم تلك النعم والإمكانات في الإساءة إلى الله

19.{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} بداية الخلق للإنسان، بداية الوجود البشري حينما خلق الله أبانا آدم عليه السلام، وهو بداية للوجود البشري، بداية الوجود الإنساني، فالله سبحانه وتعالى خلقه وهو البداية للوجود الإنساني

20.بداية خلق الإنسان، وأنعم على الإنسان في خلق الإنسان، كان من الممكن أن يُخَلَق الإنسان شبيهاً بأي حيوان من الحيوانات الأخرى، في شكله، في قوائمه في اليدين والرجلين مثلاً، في أشياء أخرى، وبذلك تصعب عليه الحياة، ويعاني في أشياء كثيرة، ويكون دوره في هذه الحياة دوراً محدوداً، بقدر تلك الكيفية التي خلقه الله فيها

21.الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، كما قال جل شأنه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} وفعلاً كل الدواب التي تدب على وجه الأرض، في برها وفي بحرها، ليس شيءٌ منها يشبه الإنسان، وبمستوى خلق الإنسان، الإنسان مميز في خلقه من حيث الشكل والتركيب، والتهيئة للحركة، في طاقاته، في جوارحه وأعضائه، في مداركه، وغير ذلك.

22.{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ}، فالنعمة في الخلق نفسها نعمة كبيرة، والله وهبنا الحياة، وأتى بنا إلى الوجود، ومصدر هذه النعمة العظيمة، {ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ}، أعطى الله للإنسان الصورة الجميلة، المميزة عن بقية الدواب على وجه الأرض، وفعلاً هي صورة أجمل من صورة أي حيوان على وجه الأرض، فالله أنعم على الإنسان، وفي الصور نفسها آية عجيبة، آية عجيبة على كثرة البشر.

23.{ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} السجود ذلك كان تكريماً لآدم عليه السلام، وهذا نعمة على البشر، ويمتد هذا التكريم إلى البشر؛ لأن كرَّم الله الإنسان الأول وبداية الوجود الإنساني، بسجود الملائكة له؛ تكريماً له، وعبادةً لله؛ لأنه تسليمٌ لأمر الله، وطاعةٌ لله جل شأنه، فهو عبادةٌ لله، تكريمٌ لآدم.

24.إبليس امتنع من السجود، لم يسجد، {لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ}، وامتنع عن ذلك أشد الامتناع، ورفض ذلك، كان موقفه مختلفاً عن بقية الملائكة.

25.لأن الله قد أمره، وأمر الله سبحانه وتعالى سواءً فيما يأمر به ملائكته، أو يأمر به الجن، أو يأمر به الإنس، ليس هناك ما يسوِّغ لمن توجه إليه هذا الأمر الإلهي أن يرفضه، الكل عبيد الله سبحانه وتعالى

26.ليس هناك من مجال للإنسان، ولأي مخلوقٍ آخر (الملائكة، الجن)، إلَّا الطاعة

27.الطاعة والتنفيذ لأوامر الله سبحانه وتعالى، نحن نؤمن بأن الله هو العليم الحكيم، وأحكم الحاكمين، والرحيم العظيم؛ وبالتالي حتى لو خفي علينا وجه الحكمة تجاه أمرٍ من الأوامر، أو كان لدى الإنسان امتعاض أو أي مخلوق آخر لأسباب أخرى، فليزح عن نفسه ذلك، وليسلِّم لأمر الله جلَّ شأنه.

28.ما هو السبب في امتناع إبليس من السجود؟ الله سبحانه وتعالى كشف لنا نحن هذا السبب باعترافٍ مباشرٍ من إبليس نفسه، {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ}

29.{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} كان امتناع إبليس من السجود أول معصية عصى الله بها، معصية كبيرة جداً، معصية في الطاعة، في الفعل، في العمل، ولكن تبيَّن أيضاً أن وراء هذه المعصية ما هو أخطر، ما هو أسوأ، ما هو أكبر، وأنها تشعبت وتفرعت عن عقدة الكبر، كان متكبراً، ويعتقد أنه خيرٌ من آدم

30.وأنه لا ينبغي السجود لآدم، فهو هنا يتَّهم الله في عدله وحكمته، ويصرِّح بهذا الاتهام، يُصرِّح بهذا الاتهام لله سبحانه وتعالى في عدله وحكمته، يعني أنه ليس من العدل ولا من الحكمة أن يؤمر بالسجود لآدم فيما هو خيرٌ من آدم، وهو يتصور نفسه كذلك، تصوراً زائفاً، تصوراً زائفاً، واستدلالاً بالعنصر الذي خُلِق منه كلٌ منهما ورُكِّب منه؛ بينما العنصر لا يضيف بنفسه، سواءً التراب أو النار

31.لكن ليست المسألة في أن يَفْضُل مخلوقٌ على مخلوقٍ آخر بالمادة التي رُكِّب منها، أن ذلك رُكِّب من نار، وذلك خُلِق من عناصر التربة، وذلك خُلِق من عنصر النار، هو كلامٌ سخيف.

32.الكبر حالة خطيرة جداً الكبر حالة يتصور المخلوق الذي يتكبر أنه أكبر من أن يقبل بذلك الأمر الإلهي، أنفةٌ من قبول الحق، وأنفةٌ من الإذعان لأمر الله سبحانه وتعالى؛ لسبب توهم أن الإنسان أكبر من ذلك، أو المخلوق إذا كان غير إنسان كما هو حال إبليس وهو الجن كذلك

33.الكبر هو من أخطر الذنوب، وأسوئها، إذا كان المخلوق من الإنس أو من الجن يتصور نفسه أنه فوق أن يُذْعِن لأمرٍ من أوامر الله، أو أن يقبل بشيءٍ من الحق، لأنه يرى نفسه أكبر من ذلك؛ فهو متكبر، متكبر.

34.الكبر ذنبٌ عظيم، هو أول ما عصي الله به، كما في الروايات والأخبار، وهو عقدة خطيرة جداً، عقدة خطيرة؛ ولهذا من يتورَّط في الكبر، وتكون معاصيه متفرِّعة عن الكبر، فهو شديد الإصرار، ويبقى مصراً على ذنوبه؛ لأنه يتفرَّع الذنوب عن الكبر في الواقع العملي.

35.الكبر حالة خطيرة جداً؛ ولهذا يأتي التحذير منه كثيرًا في القرآن الكريم، وهو من الأسباب التي تدفع الكثير من الناس، فيما يقصُّ الله علينا عن الرسالات السابقة مع رسله وأنبيائه، وكيف كان الذي يتصدى لهم، ويواجه رسالتهم، ويقود حالة الكفر والطغيان، هم: الملأ الذين استكبروا، هم الملأ الذين استكبروا

36.الكبر هو من أكبر الأسباب التي تدفع البعض من الناس إلى أن يقودوا هم حالة العناد، والتصدي للرسالة الإلهية، ومواجهة الأنبياء، والهداة، والصالحين من عباد الله.

37.المتكبر يهبط، ويسقط، ويخسر، يخسر القيمة المعنوية؛ لأنه يريد لنفسه أن يكون له شأنٌ رفيع، وأهمية، ومكان عالية، ولكن أول ما يخسره المتكبر هو ذلك، لا وزن له، لا مكانة له، لا يبقى له شأنٌ رفيع، وأهمية ومكان عالية.

38.{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا} طرد بإذلال وإهانة، وخسارة لكل شيء، من تلك الساحة التي كان فيها يتعبَّد لله سبحانه وتعالى مع ملائكة الله، كان قد ارتقى ليكون مع الملائكة في أماكن تعبُّدهم لله جلَّ شأنه، في تلك اللحظة قد خسر إيمانه، خسر كل عبادته السابقة، وحبط كل عمله، لم يبقَ له أجر، ولا قيمة لأعماله،

39.في نفس الوقت خسر مكانته، هو كان في مكانة محترمة، مكانة عالية بين أوساط الملائكة، ولكنه خسر كل ذلك دفعةً واحدة؛ لعصيانه ذلك الأمر الإلهي

40.عقدة الكبر، خطورة الكبر خطورة رهيبة جداً والعياذ بالله.

41.{فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا} لأن ساحة الملائكة التي يعبدون الله فيها، ومواقعهم، هي أماكن مقدَّسة، خالصة للعبادة، للطاعة، لا مجال فيها لمعصية الله سبحانه وتعالى، ولا مجال فيها للتكبر

42.{فَاخْرُجْ} وهذا تأكيد للطرد بغضبٍ من الله، وسخطٍ من الله، ومقتٍ من الله والعياذ بالله، {فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} طرد وحُكِمَ عليه أن يكون من الصاغرين، والصَّغَار هو الذلة والهوان، فتكبره لم يحفظ له مكانةً معينة.

43.المتكبر يهبط، ويسقط، ويخسر، يخسر القيمة المعنوية؛ لأنه يريد لنفسه أن يكون له شأنٌ رفيع، وأهمية، ومكان عالية، ولكن أول ما يخسره المتكبر هو ذلك، لا وزن له، لا مكانة له، لا يبقى له شأنٌ رفيع، وأهمية ومكان عالية

44.بعد كل ذلك، بقي إبليس على عناده، وبقي مصراً على إجرامه، وذنبه، وعصيانه، لم يرجع إلى الله بالتوبة، أو الإنابة، أو يراجع حساباته، وينتبه إلى خسرانه، أنه يخسر ويخسر أكثر وأكثر

45.كلما زاد عناداً؛ كلما زاد خسراناً، وضعةً، وسقوطاً، وهواناً، فما الذي طلبه؟ {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} طلب من الله أن يُنظِرَه، يعني: أن يؤخِّر عنه الموت والهلاك، فيبقى على قيد الحياة طول الفترة التي يعيش فيها البشر في هذه الدنيا، وإلى يوم القيامة.

46.قد سجدت الملائكة وهم خيرٌ من إبليس، ولم يأنفوا من السجود، وسجدوا، وسجدوا تكريماً لآدم، وخضوعاً لأمر الله، وتسليماً لأمر الله، وطاعةً لله، لم يترددوا في ذلك، وهم خير منه، فلو أنه قال لنفسه: [قد سجد الملائكة وهم خيرٌ منك]، فاسجد معهم، فكان خيراً له

47.إبليس هو الذي أوقع نفسه في الغواية، ثم هو يحمِّل الله المسؤولية في ذلك، ويتخاطب مع الله بكل هذه الوقاحة، وقلة الأدب، والافتراء على الله

48.{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}، ثم هو يحلف؛ لأن هذا في مورد القسم {لَأَقْعُدَنَّ} اللام هذا، وصرَّحت به آيات أخرى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} مقسماً، وهذا يدل على شدة حقده

49.وهو يقسم أنَّه سيتَّجه في حربه الشرسة ضد آدم وبنيه، لصدهم عن صراط الله المستقيم.

50.من أخطر نتائج المعاصي، ومنها المعاصي الناتجة عن الكبر: أنَّها تخبث بها النفوس، يفقد المخلوق سواءً من الإنس أو الجن طيب نفسه، زكاء نفسه، عنصر الخير في نفسه، إرادة الخير في نفسه، فيكبر الشر ويتعاظم في واقعه النفسي

51.لهذا يحث القرآن الكريم على المبادرة إلى التوبة عند الزلل؛ لأن للمعاصي أضرارها وآثارها الخطيرة جداً على الجانب النفسي، بما تتركه من الخبث في النفوس، هذا يفيد عن خبث رهيب جداً وصل إليه إبليس

52.والله سبحانه وتعالى كشف للبشر خطة الشيطان، وطبيعة الحرب التي سيشنها عليهم؛ لأنها ليست حرباً من النوع الآخر، ليكسر عليهم بأيديهم من إمكانات، أو ليحطم عليهم ممتلكاتهم، أو شيءٍ من ذلك، هو سيشغل البعض منهم في ذلك، ولكن ال {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} يقول: أنه سيبذل كل جهده، ويستخدم كل الوسائل والأساليب في العمل على إغوائهم، وسيأتي الإنسان من كل جهة، ليبحث عن ما هو الذي يمكن أن يؤثِّر به على نفسية الإنسان لإغوائه؛ لأن نفسيات الناس تختلف

53.البعض قد تؤثِّر فيه الشهوات، البعض قد تؤثِّر فيه الأطماع، البعض قد تؤثِّر فيه المقامات المعنوية، البعض قد تؤثِّر فيه المخاوف، البعض… وهكذا يبحث عن أي ثغرة يمكن أن ينفذ منها ليؤثِّر على الإنسان لإغوائه في شيءٍ معين

54.{وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}؛ لأنه يريد أن يقابلوا نعمة الله عليهم، التي هي نعمة عظيمة جداً، وتكريم الله لهم، بكفران النعمة، الإساءة إلى الله المنعم الكريم الوهاب، في مقابل أنهم تسببوا فيما يتصوَّر هو، وإلا فليس هناك مسؤولية على الله فيما وقع فيه من الغواية، ما وقع فيه إبليس من الغواية والذنب، هو المتحمل للمسؤولية في ذلك، ولا على آدم، ولا على بني آدم، هي عقدته هو، إبليس عقدته الكبر

55.استخدام نعم الله بطريقة تسيء إلى الله، هو سوء استخدام للنعمة، يترتب عليه أضرار ومفاسد على الإنسان نفسه، وإلَّا فالله غنيٌ عن شكرنا

56.سوء الاستخدام لنعم الله سبحانه وتعالى، فيه إساءةٌ إلى الله من جهة، وفيه مضار ومفاسد على الإنسان في حياته، ويجازى على ذلك في الآخرة أيضاً.حرب الناعمة، الحرب التي تستهدفهم لإغوائهم، والسعي لصدهم عن الصراط المستقيم.

قد يعجبك ايضا